نحن على مسافة شهر وخمسة أيام لبداية أعمال المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة، وهذه مسافة قصيرة طويلة وستكون قاسية وشديدة من أجل أن يكون لدينا منتدى اجتماعي بمستوى نضالات وحقوق الشعب الفلسطيني، ستكون أياماً مليئة بالتحديات بين أن تكون فلسطين أو لا تكون، والمعركة مع الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية هي مستمرة ومتواصلة ما دام الشعب الفلسطيني محروماً من ممارسة حقوقه الوطنية والتاريخية على أرضه.
أعربا السفير الصهيوني ورئيس الفيدرالية الاسرائيلية أثناء لقائهما تارسو جينرو حاكم ولاية الريو غراندي دوسول أعربا عن قلقهم من انعقاد المنتدى، باعتباره يعرض حياة اليهود وممتلكاتهم للخطر، وأكد تارسو عن أن الولاية تضمن وتتعهد بمسلكية المنتدى السلمية، واقترح "لقاءاً بين الجاليتين اليهودية والفلسطينية قبل انعقاد المنتدى وأن يتم الاحتفال بالسلام بين الشعبين".
أما رئيس البلدية السيد فورتوناتي المعاد انتخابه للمرة الثانية حتى اللحظة يرفض تقديم أي مساحة للمنتدى من أراضي بلدية بورتو اليغري، وهذا الموقف يتناقض عن مواقفه السابقة التي أبدى فيها دعمه للمنتدى عندما أكد لحظتها بأن بورتو اليغري تبقى تحت تصرف المنتدى بخصوص فلسطين، الأخبار القادمة من مدينة بورتو اليغري تقول أن الجالية اليهودية التي تتابع أخبار المنتدى من خلال الموقع على الانترنت تعتبر لغة الموقع تدعم وتشجع العنف، وأن هذه اللغة مرفوضة حسب رأيهم، ومن هنا يأتي رفض رئيس البلدية من منح المنتدى اي مساحة، حيث تقول الأخبار القادمة من هناك أن رئيس البلدية يريد توقيعاً خطياً من ممثلي الجالية الفلسطينية عن رغبتهم بالسلام وعلى الموقف السلمي للمنتدى، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس البلدية مع رئيس اتحاد المؤسسات الفلسطينية اليوم للحصول على توقيعٍ خطيٍ منه.
أما الحكومة البرازيلية التي تعهدت بمبالغ كافية لتغطية تكاليف المنتدى، فهي تراجعت عن هذا الوعد وأنها ستقوم بتحويل مبلغ قيمته ال 400 الف ريال أي ما يقدر بـ 200 ألف دولار، وهذا مبلغ متدنٍ جداً وغير كافٍ لتغطية 20% من تكاليف المنتدى، فالحكومة الفيدرالية البرازيلية ليست خارج هذا الضغط الصهيوني، حيث يعتقد الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية وحلفائهم بالبرازيل إيقاف حملة التضامن والتأييد للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرف، المنتدى الاجتماعي العالمي قطع ما يزيد على 95% من المسافة ولم يبقَ إلا القليل، وأن العودة إلى الوراء مستحيلة، فحملة التضامن مع القضية الفلسطينية تتزايد وتتسع مساحتها والنابعة من عدالة القضية الفلسطينية، فالكيان الصهيوني بجرائمه اليومية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني لن ترهب قوى العدالة والإنسانية التي ستضع هذا الكيان ورموزه المجرمين بقفص الاتهام ومحاكمتهم على كل الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني وضد الانسانية.
حملة التضامن العالمية المرشحة للاتساع أثناء وبعد المنتدى هي أقوى بكثير من الضغط الصهيوني، وهذا ما يربك هذا الكيان لأن هكذا منتدى سيعري هذا الكيان وكل ممارساته وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، فها هم بالآلاف قادمون للمنتدى ومن كل أنحاء الكرة الارضية ودولها من أجل محاكمة هذا الكيان وتأكيد الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله العادل.
إن الادعاءات الصهيونية والتي عبّر عنها السفير الصهيوني وممثلي الجالية اليهودية بأن قلقهم هذا من أن المنتدى قد يهدد حياتهم وأملاكهم، إن هذه الادعاءات وهذه الاتهامات ومحاولة وصف المنتدى بالإرهاب هي كلها باطلة، فالمنتدى الاجتماعي العالمي والقائمين عليه والمشاركين به وجاليتنا الفلسطينية بالبرازيل لا تسعى إلا لطرح القضية الفلسطينية والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني، فالبرازيل وشعبها وحكومتها هي دولة صديقة ومؤيد للحقوق الفلسطينية وتدعم الشعب الفلسطيني بكل المحافل الدولية، وهذا ما يطمح له الشعب الفلسطيني من مواقف دولية حكومية وشعبية داعمة ومؤيدة ومناصره للنضال الفلسطيني على الأرض الفلسطينية لممارسة حقه، وبناء قوة دولية تكون ضاغطة على الكيان الصهيوني تؤدي بالنهاية إلى اعتراف الكيان الصهيوني بممارسة الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية على كامل ترابه الوطني.
بالكيان الصهيوني يدرك أن المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة وبنشاطاته المتعددة والتي ستكون مركزيتها ومحاورها الأساسية تؤكد على حق العودة للشعب الفلسطيني إلى دياره التي شرد منها وتعزيز المقاطعة الدولية والشعبية للكيان الصهيوني، والقيام بحملة دولية لفضح جرائم الكيان الصهيوني وملاحقته قضائياً وجنائيا بالمحاكم الدولية، بالإضافة إلى الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينية من أجل إطلاق سراحهم واعتبارهم أسرى حرب، كل هذا وغيرها تربك الكيان الصهيوني وتجعله يكرس كل طاقاته وقدراته من أجل افشال المنتدى ومنها اتهامه للمنتدى بأن لغته عنيفة وتدعم الارهاب.
الجالية الفلسطينية هي جالية تقدر دور البرازيل حكومةً وشعباً لموقفها المناصر والمؤيد للحقوق الفلسطينية، وأن من مارس ويمارس الارهاب بالبرازيل هي الحركة الصهيونية وعملائها، وبناء أجهزة تجسس بالبرازيل لمراقبة الجالية الفلسطينية وتحركاتها، فالكيان الصهيوني متهم بالبرازيل بأنه وراء اغتيال أحد الشهود اللبنانين ضد شارون بارتكابه لمجزرة صبرا وشاتيلا، فهناك رفض برازيلي واشمئزاز من تصرف الموساد لعمليات التفتيش والاستجواب لركاب طائرات شركة العال على الأرض البرازيلية، فالكيان الصهيوني كيان إجرام وحرب وهذا معروف ليس لدى الشعب الفلسطيني وإنما بالبرازيل وكل دول القارة ودول العالم، فجرائم الكيان الصهيوني عير خفية على أحد بأي مكان بالعالم.
المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة سيقام، سيعقد بالشوارع بالساحات وأي مكان هذا ما تقوله القوى المنظمة للمنتدى وترفض الموقف الصهيوني من المنتدى، والأطراف الرسمية البرازيلية عليها رفض الضغط الصهيوني والوفاء بوعودها التي قطعتها لتقديم الدعم للمنتدى، وهذه الأطراف تعرف جيداً جاليتنا الفلسطينية التي تتواجد بالبرازيل والتي تشكل جزءاً من المجتمع البرازيلي، فجاليتنا بنت أرقى العلاقات وأفضلها مع الشعب البرازيل إلا أن أصبحت تشكل جزءاً من نسيج هذا المجتمع، فرغم كل العقبات التي تعترض تؤكد بأن المنتدى سيعقد رغم أنف الصهيونية وكيانها، وأن الحملات الدولية لمحاصرة هذا الكيان ستؤدي رسالتها من أجل أن يمارس الشعب الفلسطيني حقه فلا مكان على هذه الأرض للقتلة والمجرمين ومن يمارسون سياسة التطهير العرقي ضد الشعوب.
جادالله صفا – البرازيل
24/10/2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت