"لحظة الحقيقة في زمن الغياب"

بقلم: كمال الرواغ


لم يعد هناك مجال للتفاؤل كثيرا بعد أن عاد الأرنب يلعب دور الأسد في المنطقة، بعد أن اصبح الملعب الفلسطيني والعربي مليء بالمؤامرات والتناقضات الداخلية، من خلال تجذير للانقسام الفلسطيني و دعم مشاريع مشبوهة سياسيا، وتزكية النعرات الحزبية والفصائلية من خلال سياسة العصا والجزرة التي تستخدم في تطويع وتفريق فصائلنا وقوانا الفلسطينية، في زمن ثورات الخريف العربي أو الفلتان والفوضى العربية الممنهجه والتي تخدم المشاريع الصهيونية والامريكيه في المنطقة.

إذن هنا يجب أن نقف ونفكر بمشروعنا الوطني والذي أصبح في خطر الآن أكثر من ذي قبل، من خلال هذا الاستهداف الممنهج من قوى الظلم والطغيان في العالم، والتي لا تريد لشعبنا الفلسطيني المكافح والمناضل استرداد حقوقه المسلوبة وتثبيت شرعيته وشرعية قيادته على ترابه الوطني وتقرير مصيره الذي أقرت به كل دول وقوى التحرر في العالم بعد أن دفع شعبنا غاليا من دماءه، مقابل أن يحافظ على عروبته واسلامه ووطنه .

لذلك نحن معكم ومع قيادتنا الشرعية وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو مازن في التوجه إلى المنظمة الدولية لتثبيت عضويتنا كدولة مراقب في الأمم المتحدة كخطوة أولى في تثبيت الحقوق الوطنية لشعبنا وخطوة متقدمة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين ..

دولة توحد ولا تفرق ، تسالم ولا تفرط ، دولة لا تنحرف ولا تنحاز ، وتحافظ على العهد وتوفر الأمن والسلم لجيرانها وأصدقائها ..

أن شعبنا الفلسطيني اليوم يقف معكم وخلفكم في هذه الخطوة الجريئة والتي نعلم بأننا سندفع نحن وانتم مقابلها الثمن، ولكنها خطوة مهمة نحو إسقاط كل المشاريع التصفوية لشعبنا وقضيته .

وهنا لا بد من وقفة مهمة لقيادتنا الشرعية لكي تعيد حساباتها وترتب أجندتها جيدا، لأن هناك مؤامرة كبرى على شعبنا وقيادته، تحيكها دوائر صنع القرار الإسرائيلي والأمريكي .
لذلك يجب عليكم أن تراعوا بأن الدول العربية مواقفها متأرجحة وغير واضحة من هذه الخطوة بسبب الفوضى التي تلم بها وأصبحت مسلوبة الإرادة والموقف، فهي لم تعد بتلك الحماسة التي كانت عليها في العام المنصرم، عندما تقدمتم بطلب العضوية الكاملة .

وأيضا الدول الصديقة هناك تخوف حقيقي من أنها ستتراجع عن موقفها عندما تساوم وتهدد في مصالحها ومصلحة شعوبها في لحظة التصويت .
لذلك انتم اليوم مطالبين بإعداد العدة ومراجعة وترتيب أوراقنا جيدا لأن عدونا يوصل الليل بالنهار من اجل إفشالنا ويكيد المكائد لشعبنا وقيادته ومناضليه منذ اكثر من 60 عام ، وفقكم الله وسدد خطاكم .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت