( خروف العيد) .. والذبح على الطريقة السورية ..!
ألا تلاحظون أننا نعيش سنوات خداعات وأيام سوداء لا يكاد يمر يوم إلا ويكون ألعن من أمسه وأن كل عاقل يتسائل وهو يرى هذا التقهقر والإنحطاط في كل شيء , يتسائل كل صاحب
عقل ٍضمير ..إلى أين نحن ذاهبون ..!
ألا ترون معي أننا في الوقت الذي يسبق العاصفة
والعاصفة ليست ريحاً أو تسونامي أو شيء من الذي نعرفه أو نسمع عنه
إنه أمر كبير عظيم لا قبل لنا به على الإطلاق ...اللهم الطف بعبادك .
أحداثا ً حدثت مع أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك وقد كانت أحداثا ً درامية مؤلمة سقط خلالها قتلى وجرحى ليس في سوريا فقط ,لا بل في حوادث متفرقة , منها في غزة مرورا ً بالجزائر واستقراراً في بلاد الشام ,وكان بعض أبطال هذه الحوادث من المواشي
( الخرفان والأبقار ) التي من المفترض أنها هي الأضاحي , وكأني بانقلاب الوضع فأصبح الخروف والبقرة هما الذباحان والأضاحي من بني البشر, والملفت أن ذلك حدث في عيد الأضحى حيث كانت البداية بزعيم كبير هو صدام حسين وتوالت الأحداث وها نحن نسمع أخباراً عن زوجة ذبحت زوجها وزوج ذبح خطيبته والحبل على الجرار , ولا ندري والخبر العاجل عبر الجزيرة يزف لنا كل يوم ما يُفيد عن مذبحة جديدة في بلاد الشام ذُبح خلالها الرجال والنساء والأطفال كذبح النعاج
معروف لنا نحن أمة الإسلام أن عيد الأضحى إنما هو تعبيرٌعن التضحية العظيمة التي امتحن خلالها الله عز وجل نبينا إبراهيم عليه السلام حين رأى في منامه أنه يذبح إبنه إسماعيل وبما أن أن رؤى الأنبياء حق , فما كان من إسماعيل عيله السلام إلا أن قال..
إفعل يا أبتي ما تؤمر, وقد سلم رقبته لسكين أبيه طائعاً راضياً
وكانت رحمة الله تعالى بأن وضع تحت سكين نبينا إبراهيم كبشاً عظيماً , وإلا لكان الأمر خطيراً ومرعباً لو تم تنفيذ هذه الرؤيا تنفيذاً حرفياً ولكان والعياذ بالله ذبح الأبناء كذبح النعاج وحاشى لله أن يكون الأمرُ كذلك
وها نحن أمة الإسلام نحتفل بهذا الحدث العظيم الذي أصبح للمسلمين حجاً وعيداً يتزاحم المسلمون في طاعة الله ورضوانه ومغفرته
كما تتزاحم ملايين المواشي من مختلف أنواع الحيوانات التي أحلها الله لتنفذ أمره عز وجل وكأني بها تتقدم نحو الشهادة في معركة التضحية والفداءمن أجل بني آدم الذين كرمهم الله تعالى وقد حرم عليهم الخبائث وأحل لهم الطيبات .
حيوانات تتقدم طوعاً للموت وقد منحها الله خاصية الإستسلام للذبح وكأنها في عرس الشهادة
فالله تعالى الذي فرض هذه الفريضة (الحج ) وما يتبعها من أعمال ومظاهر فرح
أراد أن يبث روح التضحية والفداء لدى عباده من بني البشر والمسلمون خاصة كي يبقى التنافس في أعمال الخير قائما ً إلى يوم الدين لعلهم ينالوا إحدى الحسنيين
فالجنة لها ثمن, وثمنها غالٍ ولسيت مفتوحة لكل من دب وهب, بل لمن جد واجتهد وضحي
خروف العيد..يتمرد وينتفض
جاء يوم العيد وكان يوم النحر المعهود وبعد أن أديت الصلاة تقدمت نحو صاحبي الكبش الأملح بقرنيه الكبيرين ملبياً شعيرة الله العظيمة
ورغم أن عملية الذبح والسلخ والتقطيع متعبة , إلا أنني أحب أن أقوم بها بنفسي ليكون التكبير واسم الله مني فأكسب الأجر والثواب أكثر بفضل الله وكرمه
وما أن جهزت نفسي لعملية الذبح فإذا بالكبش ينتفض و ينظر إلي نظرة غريبة استوقفتني وأذهلتني وكأني به ينطق قائلاً .. ماذا ستفعل..!
قلت : ماذا تظنني فاعلٌ بك غير الذبح يا عزيزي الخروف .!
قال: عزيزك .. أنا عزيزك ..!
نعم ..نعم ليس غريباً أن تقول ذلك, فالذبح قد طال الأعزاء عندكم يا بشر
قلت : بلاش فلسفة سأذبحك رغم أنفك .!
ضحك ساخراً وقال : هيء زمن أول حول يا عمي
روح إنضب أحسن ما أنطحك وأسيح دمك مثل ما صارت العادة عندكم
قلت : كلامك خطير يا كبش الفداء وماذا تعني .!
قال : خذ نفساً عميقا ً واسمعني بهدوء و ضع سكينك جانباً
وأضاف ...
صحيح أنني أنا الأضحية كما هو معروف , ولست معترضاً على أمر الله ,
ولكن ألا ترى أن الأمور تشقلبت , وأصبحتم أنتم الأضاحي وخاصة في العيد
قلت : وجهة نظر وعندي فكرة ولكن يا ليتك توضح أكثر
قال : ما بدها توضيح يا عمي .ألم يتم التضحية بصدام في يوم العيد ..
وأمضيتم العيد بدون أي إعتراض وكأن شيئا ً لم يكن
ألا ترى كيف يتم ذبح الرجال والنساء والأطفال في بلاد الشام ببشاعة رهيبة .!
من الان فصاعداً سأعلن إضرابي عن الذبح حتى إشعار آخر
وسأرفض أن أسلم رقبتي لأي جزار منكم إلا بعد أن تعلنوا وقف ذبح بعضكم بعضاً
بالله عليكم كيف تستبدلون الذي هو خير لكم بالشر كله وأنتم تعلمون أن مصيركم نار جهنم
ألم يقل الله من قتل نفساً بغير نفس ٍ فكأنما قتل الناس جميعاً .!
كيف تجيزون لأنفسكم أن تغيروا نواميس الله وأوامره وقد كرمكم في البر والبحر
كيف يذبح بعضكم بعضاً كالنعاج وقد سخر لكم المولى رقابنا راضخة ذالة مستسلمة
تأكلون من لحومنا الطيبة لتضيفوا لعيدكم نكهة الوليمة التي تسعدكم وتغذيكم
قلت : بارك الله بك أيها الخروف وقد أعطيتني درسا وموعظة
ولكني ورغم كل هذا سأذبحك
قال : لا يا حبيبي فذبحكم صار على الطريقة السورية , لن أسلمك رقبتي
قلت : ما هي الطريقة السورية ..!
قال: سُكر وعربدة و تربيط وتغميم وجعير وصريخ وكأنكم هنود حمر في
طقوس لم تعرفها الجاهلية الأولى ولا حتى في محاولة حرق سيدنا إبراهيم
يتناول الذباح منكم سكينه وهو يُكبر ويهلل وكأنه سيحرر الأقصى من دنس اليهود
قلت : يا لطيف وهل هذا يحدث ..!
قال يحدث ويحدث أكثر من هذا لقد فقدتم المروءة والشهامة وتركتم إسرائيل تجثم فوق صدوركم وترقص على أشلائكم وتباهي العالم بأنها أكثر حضارة وأكثر إنسانية منكم
قلت : صدقت أيها الخروف فما عدت راغباً بذبحك
فقال : لا.. ستذبحني ولكن على الطريقة الصحيحة المريحة وليس على الطريقة السورية
بعد أن كان ذبحنا سهلاً يسيراً مُمتعاً لا نشعر به نحن بنو الأغنام والأبقار والجمال
قلت : سأسمي بالقول بسم الله ألله أكبر
قال : هذه معروفة ولكن ماذا قبلها .!
قلت : وهل هناك ما قبل وما بعد .!
قال : سأقول لك لأني أريد أن أغادر هذه الحياة التي أنتم فيها وقد عكرتم صفوها وصرنا نخجل كوننا حيوانات مثلكم , فأنتم مجرمون قتلة , هل رأيتم حيواناً منا يقتل أخاه الحيوان .!
قلت : نعم بالأمس هناك كبش قتل إنسان منا نحن البشر
قال : منكم صحيح , ولكن هل تعتبرون أنفسكم من البشر ..!
قلت : يا عمي نحن حيوانات مثلكم ..ألم تقل ذلك ..!
قال : نعم صحيح ولكنكم حيوانات ناطقة ..نحن لا ننطق .. وأنتم حيوانات عاقلة
ونحن لا نعقل .. ورغم أننا كذلك ما زلنا نحافظ على قيمنا وعاداتنا ومبادئنا
منذ أن خلقنا الله وحتى يومنا هذالم نُغير ولم نُبدل ,
نقدم لكم من لحومنا الطعام الطيب ومن أصوافنا واللباس الدافيء وحتى برازنا يا رجل فيه الغذاء لمزروعاتكم
أنتم ..أنتم ماذا تقدمون لنا .. الماء ..! ينزل من السماء وليس من عيونكم
الطعام..! نبات موجود على سطح الأرض بفضل الله وليس بفضلكم
لا نطلب منكم ولا نريد شيئا ً , فقط نريد منكم أن تتقوا الله في أنفسكم وفي شعوبكم
أين مبادئكم أين تعاليم إسلامكم ..لا تقتلوا شيخا ولا طفلاً ولا إمرأة ولا تقطعوا شجرة .!
تدمرون كل شيء من أجل نزواتكم وما يأمركم شيطانكم ..وتركتم أعدائكم يتبغددون ويستأسدون على أهليكم في فلسطين والقدس.. لعنكم الله
قلت : معك حق في كل ما قلت بالفعل نحن أصبحنا غثاء كما ذكر نبينا عليه الصلاة والسلام
قال : بما أنك اعترفت بالحقيقة سأدعك تذبحني وسأعطيك سراً ..هو ليس سراً بالضبط ولكنكم أضعتوه ولا تعملون به كما أضعتم وعطلتم الكثير من السنن النبوية والأمور الشرعية
ومن تلك السنن التي كان يقوم الرسول الأكرم عند الذبح... ولكن قبل هذا
أتعدُني أن تبلغ عني هذه الرسالة لجماعتك من البشر وخاصة المسلمين ممن يدعون أنهم أصحاب دين صالحين وقد أباحوا قتل الناس أجمعين
دون اعتبار لغضب الله الذي حرم ذلك على المؤمنين
قلت : أعدك.. وسأوصلها بحذافيرها
قال : قل لربعك ممن يدعون أ نهم عربا مسلمين.. منهم الحكام والمحكومين
يقول لكم الخروف المسكين .. تفوووو عليكم يا عديمي الأصل و الدين
كنا نفخر بكم في الأولين وقبل سنين وقد بدلتم إنسانيتكم التي فطركم الله عليها إلى وحشية ترفضها حتى الوحوش الكاسرة
فمن كانوا يذبحوننا قبلكم في كانوا عباداً ل لله مخلصين ...مؤمنين صالحين ..
أما اليوم فالذبح صار بأمر من الشياطين
قل لهم يقول لكم الخروف ..(لعنكم الله أجمعين )
تذبحوننا كما تذبحون الرجال والنساء و الأطفال بطريقة يندى لها الجبين
فسنكون أمام الله عليكم من الشاهدين
بأنكم فسقة فاسدين ومجرمين
وثم قال : الان بعد أن وعدتني سأدلك على الكلمات التي تريحني قبل الذبح
وطلب مني أن أهمسها في أذنه
أمسكته من رأسه وهمست في أذنه تلك الكلمات الطيبات ..
(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم )
وإذا به ينبطح أرضا ً ويرخي رأسه مستسلماً , فقلت (باسم الله ألله أكبر )
ومررت بالسكين على رقبته دون أن يهتز بدنه
وتدفق دمه غزيراً بكل هدوء وبدت الفرحة على وجهه وكأني به يقول :
هكذا الذبح كفاكم شره ..فالله يسره فلا تفعلوا غيره
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت