الأهم ماذا يريد سيادة الرئيس ؟

بقلم: عماد عبد الحميد الفالوجي


من المهم أن نفكر ونستوضح ماذا تخطط كل الأطراف الفلسطينية ذات العلاقة بالوضع الفلسطيني دون أن نستهين بأي طرف أو التقليل من أهمية أي خطوة أو موقف من كل القضايا الساخنة على الساحة الفلسطينية .

من المهم إدراك ما تريده حركة حماس من خلال فرض واقع في قطاع غزة واستمرار سيطرتها على مقاليد الحكم في قطاع غزة ولكن يجب عدم التوقف عند حد هذه المعرفة والغرق في تفاصيل التحليل لكل حدث تقوم به حركة حماس أو كل حدث تجري أحداثه على مسرح قطاع غزة ، ولكن الى جانب هذه المعرفة يجب أن يكون مترافقا معها ماذا يريد السيد الرئيس بصفته وحسب القانون الأساسي الذي لم يعد يذكره أحد هو المسئول المباشر عن الشأن الفلسطيني بكل تفاصيله ؟
من المهم معرفة ما يدور داخل حركة فتح والمواقف المتباينة من كل صغيرة وكبيرة وموقفها من المصالحة وما يدور في الضفة الغربية من ممارسات والخلاف بشأن الانتخابات المحلية ونتائجها وتفسيراتها ولكن الأهم هو موقف السيد الرئيس من كل ذلك ؟

من المهم متابعة الموقف الإسرائيلي أيضا وماذا يخطط ؟ والى أين تسير الأوضاع الداخلية الإسرائيلية في ظل التحالفات الجديدة – نتنياهو ليبرمان – قبيل الانتخابات الإسرائيلية القادمة ، وكذلك يجب قراءة السيناريوهات المتوقعة لأهداف التصعيد الإسرائيلي المتواصل والتهديدات التي لا تنقطع ضد بعض دول المنطقة ، وكذلك الموقف الإسرائيلي من العملية السياسية والمفاوضات ولكن يجب عدم التوقف عند حد هذا التحليل والمعرفة ولكن يجب أن يقابل ذلك ماذا يريد السيد الرئيس وماهي بوصلته السياسية للمرحلة القادمة ؟ هل هناك عملية تصادم أن تواصل ؟

من المهم معرفة ما يدور داخل أروقة بعض العواصم العربية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية وموقفها وعلاقاتها ببعض الأطراف الفلسطينية سواء التي تعمل على إنجاز المصالحة أو تعزيز الانقسام ، من المهم معرفة ذلك ومتابعته جيدا ولكن الأهم ليس تسجيل نقاط على هذا النظام أو ذاك وليس فقط تسجيل ملف اتهامات ولكن الأهم هو ماذا يريد السيد الرئيس من كل هؤلاء ؟ هل المجاملة السياسية هي الحل أم فضح كل ممارسة هي الحل ؟

من المهم معرفة موقف كل الأطراف الفلسطينية من المصالحة ومن السهل توزيع ملفات الاتهامات لكل طرف ، وهناك من يري أطرافا مستفيدة من استمرار المصالحة وهناك من يدعى حرصه على المصالحة وهناك من وضع نفسه بصفة المراقب والحكم على طرفي الانقسام ، ولكن الأهم هو ماذا يريد الرئيس من المصالحة ؟ والأصل أنه صاحب القرار فيها والكل ينظر إليه لأخذ القرار لتحقيقها ولا يقبل عاقل أن يكون الرئيس مثل غيره في الشكوى أو التحليل لأن الشعب بحاجة الى قرار الرئيس وليس الى تحليل موقف الرئيس .

لم تنطلق حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح – في العام 1965 وقادت الكفاح الفلسطيني طوال عقود من أجل عقد اتفاقايات أوسلو بل كانت انطلاقتها من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين ولم تنطلق حركة حماس في العام 1987 من أجل حكم قطاع غزة بل كانت من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين ، ولكن كلا الحركتين وجدتا ذاتهما يسيران في مسارات لم تكن ضمن حساباتهما ، وأخشى أن يستمرا في السير في مسارات لن ترسم بإيديهما بل رسمها لهما آخرين ، وقد تقودهما تلك المسارات الى حيث لا يرغبون ولكن سيجدوا انفسهما لا يملكون خيار آخر سوى السير فيما هو مرسوم لهما ، ولذلك دائما نقول الأصل هو ماذا يريد الرئيس ؟ وعليه تقع مسئولية إنقاذ المرحلة مما هو مرسوم .

م. عماد عبد الحميد الفالوجي
رئيس مركز آدم لحورا الحضارات

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت