المنصب زائل ويبقى الإنسان ياهريرة

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي


كثرت أمواج ضعاف النفوس ، المهمشون تاريخيا في ربوعنا ، وخاصة بعد تلك المتغيرات الدرامية التي هبت في مشارق وشمائل العالم العربي العجيب بتقلباته ، وأصبحنا نرى ضعاف النفوس الذين كانوا يحلمون بلبس زنوبة ، وسراويل غير نظيفة ولم تعانق المكواة يوما ، أصبحوا اليوم مصابين بتخمة من السراويل والاحذيه الايطالية الفاخرة ، وادخلوا إلى قاموس حياتنا أسماء عجيبة من السيارات غير المعهودة ..

هذا كله بتقديرنا غير مهم ، ونقول صحتين لكل من هبش ونبش وتسلق على جماجم وجثث عمال الأنفاق وغيرها ، وصحتين على من ادخل مواد غربية أو غذائية منتهية الصلاحية ، ليحقق طفرة في الغناء بطريقة سريعة ..

ولكن الأهم يا سادتي أن هؤلاء المهمشون تاريخيا وبعدما أدخلت المتقبلات السياسية عليهم مسميات لم يحلموا بها ، وبعدما ركبوا سيارات مبرسنة ، أداروا وجههم للناس ، فلا يستقبلونهم ، ولا يطرحون السلام على احد حتى ممن شرع يصفق لهم ،وأصبحت أيديهم المنعمة تتقزز من مصافحة البسطاء ، لأنها مطلية بكريمات خاصة ..

أحرق هؤلاء ياسادتى كل سفن الرجعة وعملوا حاجز فولاذي مع الناس ، وتصرفوا كأنهم يعيشون في جناتهم الخاصة المرفوعة عن بسطاء البشر ..

غير مدركين أن المناصب والأموال سرعان ما تخضع أيضا للمتغيرات التي غيرتهم أيضا وان الدنيا قلابة ، ودوارة ، كدوارة الرياح ، فبالأمس جاء الإعصار ساندي إلى أمريكا وجعل عاليها واطيها ، أليس الله قادر على كل شيء ، وعندما سأل احد السلف ماذا يعمل الله الآن أجاب بعد تفكير (يرفع الله أقواما ويذل آخرين )

بقلم د ناصر إسماعيل اليافاوي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت