القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
إنطلقت اليوم فعاليات معرض "قلنديا الدولي" أكبر تظاهرة للفنون البصرية والمعاصرة في فلسطين، من بلدة قلنديا، شمال القدس المحتلة بحضور عدد كبير من سكان القرية والقرى المجاورة اضافة الى جمهور كبير من المهتمين.
وافتتحت وزيرة الثقافة بالسلطة الفلسطينية سهام البرغوثي الحفل في حوش دار الحقية قي القرية، وهو بيت قديم يعود الى العهد العثماني وسمي نسبة الى عائلة الحقية التي ملكت البيت وعاشت فيه.
ووصفت البرغوثي في كلمتها حفل قلنديا الدولي، الذي يستمر حتى 15 من الشهر الجاري عبر الجغرافية الفلسطينية بـ "المبادرة الاولى من نوعها في فلسطين وخاصة على مشهد الفنون المعاصرة". وقالت " نشهد لأول مرة قيام معرض على ارض قلنديا في هذا المبنى القديم وبالقرب من مطار قلنديا وعلى بعد أمتار من الحاجز. ان اصرار القائمين على هذه المبادرة لعرض الفنون المعاصرة وبمشاركة عدد من المؤسسات الثقافية العريقة والمتميزة في بلدنا يجسد العمل المشترك من اجل اعلاء صوت الفن وما يعكسه هذا الفن من الابداع الفلسطيني والتعبير عن الذات الفلسطينية وفي الانفتاح على الفن العالمي. "
وقال خالد حوراني مدير اكاديمية الفنون- فلسطين في كلمته نيابة عن منظمين معرض "قلنديا الدولي" : لقد تم بناء مشروع قلنديا الدولي على أساس شراكة عميقة بين سبع مؤسسات فلسطينية ثقافية تعمل في كافة أرجاء فلسطين من الناصرة شمالا الى غزة جنوبا. قلنديا ليست فقط البلدة والمطار والمخيم والحاجز، قلنديا هي رحلة في فلسطين تُرينا وجها جديدا لهذه الارض، وجه يطرح مواضيع جديدة للنقاش ويشارك في حراك اوسع. فهذه البقعة من جغرافية فلسطين والتي كانت حلقة الوصل مع العالم الخارجي من خلال المطار واضحت همزة القطع ما بين أوصال الوطن تختزل في تاريخها تاريخ الشعب الفلسطيني وتحمل في طياتها المعاني المختلفة لجغرافيا الوطن ولدور فلسطين على مستوى العالم."
بلدة قلنديا..
واستعرض يوسف العوض الله رئيس مجلس محلي قلنديا، في كلمته تاريخ قرية قلنديا بدءا من العهد البيزنطي مرورا بالعهد الاسلامي مستشهدا بالاثارات الموجودة في القرية. واشار الى ان الاحتفال بافتتاح قلنديا الدولي هو أمر غاية في الاهمية لقرية قلنديا حيث انه يسلط الضوء عليها في وقت تكثر فيه اطماع الاسرائيليين فيها ويجري فيها ضم اراضيها عبر الجدار.
ومن جهته أكد الدكتور سعيد يقين عضو اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية، بان هذا الجهد الثقافي يسعى الى محاربة طمس المشهد الثقافي في محافظة القدس بشكل عام ويعتبر ردا مباشرا على سياسة تدمير الموروث الثقافي في قلنديا البلد تحديدا. وقال "لقد سحقت الجرافات الاسرائيلية عدد من الخرب والمنشآت التاريخية بحجج امنية واصبحت اراضي البلدة في الجهة الاخرى من الجدار، ومن هذا المنظور نعتقد بأن هذا العمل الابداعي هو مقاومة للتزوير التاريخي الذي يقوم به الاحتلال."
وتتابعت الفقرات بعد ذلك لتشمل دبكة أشبال قلنديا تلاها عرض لفيلم "خمس دقائق عن بيتي" للمخرجة الفلسطينية ناهد عواد، وعرض " كونكريت" عمل للفنان خالد جرار، وعرض أدائي بصري صوتي لضرار كلش تبعه عرض موسيقي غنائي لفرقة دار قنديل.
ومثل عمل خالد جرار، مشاهد فيديو يقوم فيها الفنان باقتطاع اجزاء من الجدار وطحنها لتصبح اسمنتا، ثم يستخدمها مجددا ليصنع منها اشكالا مختلفة. ومن الاشكال التي صنعها الفنان كرة قدم، كرة طائرة، ساعة يد، وعصا سحرية. وقال خالد جرار "ان قلنديا الدولي هي فرصة للفنان لعرض عمله ومشاركاته على الساحة الفنية المحلية والدولية ولارسال رسالته الى المجتمع". واشار أن رسالته من هذا العمل هي ان يوصل للشعب الفلسطيني رسالة بان كل فلسطيني يستطيع ان يستغل الجدار ليصنع منه أشياء تلبي حاجاته الشخصية. وأضاف :" أنا ضد تجميل الجدار ولكنني مع استغلال الجدار لخدمة اهداف الناس الشخصية".
مؤتمر صحفي..
وأعلن جاك برسكيان، المدير الفني لـ"قلنديا الدولي" في كلمة له في المؤتمر الصحفي الذي تم عقده صباحا في مركز خليل سكاكيني الثقافي عن اطلاق فعاليات "قلنديا الدولي" من خلال برنامج حافل تشارك فيه 7 مؤسسات ثقافية فلسطينية هي: رواق، المعمل، مؤسسة عبد المحسن القطان، الحوش، مركز خليل السكاكيني الثقافي ودارة الثقافة والفنون في الناصرة والاكاديمية الدولية للفنون- فلسطين خلال 15 يوما في الضفة الغربية والقدس وغزة والناصرة وبمشاركة اكثر من 50 فنانا فلسطينيا وعالميا".
وقال برسكيان في كلمته:"ان الطريق سياسيا واقتصاديا أمام الفلسطينيين مغلق. ولا يوجد أي إمكانية للتخفيف من وطأة الظروف الاقتصادية الحرجة في الأفق. وأن على الفنانين الفلسطينيين ان يعملوا يدا واحدة من أجل اسماع صوتهم الى العالم. واضاف: "الفنانون والمهنيون الفلسطينيون الذين يعملون في المجال الثقافي في فلسطين المحتلة لديهم موارد وامكانيات محدودة وان فكرة تنظيم حدث مثل قلنديا الدولي، هو مجازفة كبيرة ولكنه الطريق الوحيدة التي ستمكن الفلسطينيين من ايجاد مكانة لبينالي فلسطيني بين بيناليات الفنون العالمية".
وأضاف "من خلال الفن والثقافة يمكننا أن نعكس رسائلا واضحة وإيماءات مؤثرة تتحدث عن النضال الفلسطيني من أجل الكرامة واحترام الذات، وأنه بهذه الادوات بالامكان التعبير عن الذات وايصال صوت فلسطين الى العالم." واضاف "في فلسطين اليوم، الفن لا يعكس السياسة بل الفن هو السياسة."
واستعرضت المؤسسات المشاركة برامجها التي سيتم اطلاقها من خلال "قلنديا الدولي". وقالت فداء توما مديرة مركز رواق ان معرض على ابواب الجنة السادس -"علامات في الزمن" سيتم اطلاقه اليوم الجمعة في القدس ضمن فعاليات مؤسسة المعمل، وان الجزء الثاني من المعرض والذي يندرج تحت فعاليات بينالي رواق الرابع – علامات في الزمن سيتم اطلاقه يوم السبت في قرية الجماعين/رام الله.
ومن جهته تحدث محمود ابو هشهش مدير برامج الفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان عن جائزة الفنان الشاب التي تطلقها المؤسسة يوم غد السبت والتي سيتزامن انطلاقها في رام الله مع انطلاقها في غزة. وتحدث الفنان خالد الحوراني مدير الاكاديمية الدولية للفنون – فلسطين عن معرض "تصاميم من فلسطين" الذي تطلقه الاكاديمية يوم الاحد المقبل.
وأشارت روان شرف مديرة الحوش أن المعرض الاسترجاعي للفنان الفلسطيني الراحل مصطفى الحلاج من المقرر ان ينطلق في السادس من الشهر الجاري في حوش الفن الفلسطيني. ومن جهة اخرى سيتم اطلاق برامج دارة الثقافة والفنون في الناصرة في 10 من الشهر الجاري.
ويحضر "قلنديا الدولي" مجموعة من الفنانين والنقاد والصحفيين العالميين الذين حضروا خصيصا لتغطية الحدث والكتابة عن الاعمال الفنية التي صنعت خصيصا من اجل هذا الحدث.