وعد بلفور..وتساقط الأسماء

بقلم: آمال أبو خديجة

كان فصل،،، شَحت فيه السماء
وأجدبت الأرض،،،
وتعالت فيه الغيوم
واكتظ الضباب،،،،
وحُشر الناس في البيوت،،،
فلا خروج مع المساء ،،،
تساقطت أوراق الصنوبر
وجفت الأغصان،،،

وذبلت أزهار الربيع
ووقعت ،،،،

*** ***

كأن إنذار السماء
يُخبر بقدر شؤم قادم،،،،
على أرضٍ قُدسية
هي،،، إسراء النبوة
والمعراج ،،،

*** ***
القدس والجليل وبيسان
وشواطئ حيفا وعكا وعسقلان
خلت من رائحة الغرباء،،،،
لم يسكنها ،،،، إلا قليل منهم
لم يبلغوا العشرات ،،،
لعلهم ولدوا منها ،،، أو جاؤوا إليها
من أرض العروبة
في المغرب والعراق،،،،،

*** ***

حبل للاستعمار يُلف
يخنق الأعناق،،،،
وحول خاصرة العروبة
يُشد ،،
فيقطع الشريان
ويغير ثقافة المعاني والألفاظ،،،،

*** ***

عيون تتربص،،، بأرض المحراب
الفلسطيني ،، شُغل بهموم الأوطان
وأعداء حاقدين،،،
خلف الغيوم السوداء،،، يُخططون
ويُقسمون الأرض إلى أجزاء،،،
فالكل لا يدري،،، بأي جزء سيحيى
وأين سيقع ؟؟ هل تحت سطوة
ظلم بريطاني أم فرنسي ؟؟
فلكل لا يدري ،،،،،

*** ***

وتدور سحب السماء ،،،كإعصار
يُزمجر فوق الرؤوس،،،
وجثث الموتى
وأقدام تتراكض خوفاً
من نار
تتساقط لظى،،، فوق الأجساد
وتحت أنامل الأقدام ،،،

*** ***

هدوء يتبع عاصفة السماء
السوداء ،،،،
وعد تَقطعه،، مملكة ليس لها ،،،،حق القرار
وتقرير لمصائر الأحرار،،،،
عهد يُعطى،،،
لشعب لا يستحق
حق الوجود في الأرض
والامتلاك،،،،

*** ***
وعد من بلفور ،،،وزير بريطانيا
لروتشيلد زعيمٌ جماعة الإرهاب
قيل في التحليلات ،،،أن الوعد جاء
عطفاً وإشفاقاً ،،،
لشعب ذاق مرارة
التهجير والظلم والعدوان،،،،
عاش لأجيء دون
أرض ولا عنوان ،،،
فأي خداع هذا
للعالم والأجيال،،،
يلون بعاطفة الإشفاق
لمن ماتت قلوبهم
وزينت بالوعد القتل والدمار
وسلب أوطان الأحرار،،،

*** ***

وقع الوعد المشئوم
كالقدر المحتوم ،،،
لُيقارب اليوم،،، مئة عام
بحق الوجود والتهجير
لشعب فلسطين،،،
لم يكن وعداً للتحرير
ولا نصرة للأبرياء
بل وعد
للسطو ،،،
وسرقة،،،، الأرض والإنسان
قتل،،، للنساء والشيوخ والأطفال
طرد،،، لشعب ورث الأوطان
تهويد،،، للاسم والتاريخ والعنوان
ليُمحى،،، من ذاكرة العالم
وأجيال العروبة ،،وقلوب الأحرار،،،

*** ***

اسم حفر هنا ،،،على الجدران
وجذوع البلوط والزيتون ،،،
وعلى حجارة الأرض
الحمراء والبيضاء،،
في أرض الفلاح ،،،
رُسم قوس قزح
بألوان الربيع،،،
يُشكل نبضات حب
تشهد على أصل المكان
لأبناء ولدو ا
من تربة الأرض،،،، وماء السماء،،،
فمنذ مولد البشرية
إسمها،،،،
يُذكر في التاريخ
وسجلات الأمم،،،
" فلسطين "
أرض ولدت
لذكرى الأنبياء
ووحي السماء،،،

*** ***

تطايرت أوراق السجلات
وتبعثرت الأسماء،،،
وغابت عن أروقة الشوارع والحارات
رائحة الزعتر والليمون والريحان،،،،،،
وتسربت بالسر والعلن
قوافل استعمار صهيونية ،،،
تخفت بثوب العروبة،،، وأسماءها
لتَخدع الشعب،،، والثوار
أنبتت في الأرض،،، بذور الأحقاد
زُرعَ تكاثرها،،،، لينمو في قمم الجبال
والوديان،،،،
برعاية مُرضعة،،، فاضت عاطفتها
لكيان الظلم والطغيان ،،،
قُسمت أرض الأجداد
كعكة حلوى،،،
ينُال منها،،، النصيب
وتنهب الخيرات،،،،

*** ***

نهضت أقدام الثوار،،،
زمجرت أسود الجبال ،،،
لم تصمت حناجر الشرفاء،،،
لم تُخنق أنفاس المجاهدين،،،
اتحدوا من ،،،عروبة الأوطان
لكرامة القدس،،،
و هوية الوجود والإسلام،،،

*** ***

تسللت أقدام الثوار على الحدود ،،،
حُمُلت الرصاصات،،، بين أنامل الشرفاء
والأكتاف،،،
انتفضت أرض القدس،، وخليل الرحمن
تفجرت ألسنة اللهب،،، تشتعل
في جبل النار،، وأرض الليمون والبرتقال،،،
وفي الساحات،،، معارك تدار
في يافا وحيفا وطبريا
يتقدم الثوار إلى الأمام
بعزيمة استرداد الحق
والموت شهداء،،،
ليرحل،،، من تهجموا
على أرض القدس وعسقلان ،،،
لا شيء يُردع النفس
ويخيفها ،،،،
عن الموت والفداء،،
لأجل هوية الأرض
و البقاء،،،

*** ***

كاد الثوار،،، ينالوا من عدوهم
ويردوا حق الشعب للأوطان،،،
لولا خيانة الملوك ،،،
وصمت
حكام العسكر والسلطان،،،،
ارتقى كثير منهم شهداء
لتصعد أرواحهم شاهدة
على ضياع ،،،فلسيطن
أرض الأحرار،،
مجازر تفيح منها،،،، رائحة موت
للأطفال صغار
ونساء ،،،،،
فمجزرة دير ياسين
شاهدة ذلك الزمان،،،

*** ***

طُرد الشعب،،، قهراً
وأغلقت الأبواب ،،،
وحُملت مًفاتيح العودة،،،
وأصبح المهاجر قصراً
يحمل هوية لاجئ،،،،
يتقلب في أرض الصحاري
والعراء،،،
وتصدر هيئة الأمم
بطاقة إغاثة
ليحصل على رغيف خبز
وجدار خيمة،،،،،،

*** ***

صنعت المخيمات
في الداخل والشتات
لتوضع في ذاكرة الوطن،،،،
في سوريا والأردن ولبنان
وآخري في بلاد اللجوء
بعيدة ،،،
لبست ثوب الوحدة
وسكنت بلاد الغرباء ،،،،

*** ***
فُتحت أبواب القدس
وحيفا ويافا ،،، للغرباء
بلغة ولون آخر
يحتلون البيوت والمساجد
والأسواق،،،،،
يُلقون ثيابهم على أسرة
النساء،،،
وتختفي أغنيات الشواطئ
،،،ورائحة قهوة الزقاق
سرقوا معول الأرض،،،،
قطّعوا سنابل القمح،،،
حرقوا الزيتون والرمان،،،
ومنذ ذلك الوعد،،،
من تسعين عاماً وأكثر،،،
وشعب فلسطين ،،،يدفع ثمن
الإنتحار ،،،
والوعد المشئوم ،،،،

*** ***
من يُلغي ذلك الوعد،،،
من يصنع،،،، وعداً آخر
يحمل معنى العودة،،
لأرض فلسطين ،،،ونسيان المخيم
وعداً ،،،يُعيد شعباً ،،،
ملَ من صمته
وهجران بيته
يعود ،،،لأرض حنّت
ليد العجائز
وطاحونةٍ و زعتر،،،،،،
وشهامة للشيوخ ،،،وكوفية سوداء
وثوب أبيض،،،
من يصنع وعداً ؟؟؟؟
يعيد أرضاً ،، لشعبها المُهجر،،،،،

*** ***

لم يرحم بلفور ،،،بوعده
جزءاً واحداً من أرض
فلسطين
ليبقى حراً ،،،،،
اليوم الوعد يُكرر،،،
بلهجة أخرى
من أفواهٍ أمريكية
وأمم تُهدد ،،،،،

*** ***
غزة تحاصرها ،،،بنادق الدبابات
والضفة،،،، يُقطع امتدادها
بحواجز وجدار واستيطان،،،،
وسبي لزرع الأرض
وقهر للإنسان المُقيد،،،،

*** ***

متى ينتهي الوعد ؟ !
ويُحاكم ،،، واعد الصهيونية
بأرض فلسطين
دولة قومية يهودية،،،
فاليسقط وعد التزوير
وتعود فلسطين عربية،،،،
ويُمحى آثر التلمودية
وتُنبت الأرض تينها
وزيتونها ،،،وسنابل قمح
وزعتر ،،،،

آمال أبو خديجة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت