أوباما ونهاية نتانياهو، وبداية عباس

بقلم: فايز أبو شمالة


بعد فوز الرئيس الأمريكي أوباما فترة رئاسية ثانية، صارت أيام "بنيامين نتانياهو" في رئاسة الوزراء الإسرائيلية معدودة، إذ لم يبق للانتخابات البرلمانية إلا ثلاثة أشهر، وبعدها سيرحل، ولكن "نتانياهو" الذي أدرك نهايته، وهو في قمة مجده، يدرك أنه يعيش أهم ثلاثة أشهر في تاريخه السياسية، إنها الأشهر التي سيثبت فيها لأقطاب حلفه اليميني بأنه كان أميناً لمبادئه الحزبية، لذا سيستغل توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، ليصدر تعليماته ببناء ألاف الوحدات الاستيطانية، ولمزيد من تهويد القدس العلني، ولمزيد من الإرهاب المنظم ضد العرب.
بعد فوز "أوباما"، سيسعى الإسرائيليون إلى تشكيل تآلف حزبي قادر على هزيمة "نتانياهو" وسيسعى الحلف الجديد إلى مد يد السلام والوئام إلى الجيران الفلسطينيين، وستعيش المنطقة أربع سنوات ما الازدهار التفاوضي، بعد أن يعقد الرئيس الأمريكي المنتخب مؤتمراً دولياً من أجل السلام على غرار مؤتمر "أنابولس"، تدعى له روسيا والرباعية والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وسيوصي المؤتمر باستئناف المفاوضات الهادفة إلى إقامة دولة فلسطينية، وسيعقد أول اجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، وستعقبها الاجتماعات الثانية بين المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيصير إلى استئناف المفاوضات العلنية، وستعمد القيادة الإسرائيلية الجديدة إلى تجميد الهجوم الاستيطاني المحموم الذي استوفى أغراضه من نهاية أيام حكومة "نتانياهو"، وستتواصل اللقاءات والاجتماعات الفلسطينية الإسرائيلية لمدة أربع سنوات متواصلة.
بعد فوز أوباما، أمام الفلسطينيين فرصة العيش الآمن في ظل أربع سنوات من المفاوضات المتواصلة، أربع سنوات من اللقاءات والاحتفالات بلا نتائج، وبعد أربع سنوات من الابتسام أمام وسائل الإعلام، سيضطر الفلسطينيون لانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية لسنة 2016، على أمل استكمال المفاوضات في عهد الرئيس الأمريكي القادم.
بعد فوز أوباما، من حق محمود عباس أن يبتسم بملء شدقيه، فلا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا عباس، ولا شخصية فلسطينية تحظى بقبول القيادة الأمريكية الحالية، والقيادة الإسرائيلية القادمة أكثر من شخصية محمود عباس، الرجل الذي اجتاز فترة حكم "نتانياهو ليبرمان" بسلام، وضمن لنفسه فترة رئاسية ممتدة، وممتلئة بالمفاوضات المتواصلة بلا أمل في الوصول إلى نهاية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت