بين حين وأخر يطل علينا "محمود عباس" من خلال شاشة تلفاز دولة الاحتلال، فقد بات طبيعيا لنا بمجرد رؤيته على هذه الشاشة انه سيتنازل عن شيء جديد في قضيتنا الفلسطينية .
فما عاد سراً على أحد بأن عباس لم يبقى بجعبته شيئاً ليقارع به الاحتلال وذلك لان، فلسفة المقاومة ومقارعة الاحتلال لا وجود لها بسياسته ولا بثقافته ولا حتى في مبادئه, حتى حقه بالعودة إلى بلده الأصلي "صفد" فقد تنكر منها تنازل عنها، علانية أمام الملايين كي يعتبر نفسه قدوة وعلى كل فلسطيني الاقتداء به.
تغافل محمود عباس عن احتفاظ هذا الشعب بمفاتيح بيوته لعقود مرت فما فرط فيها، ولا بحقه فهي أمانة أجيال تتوارثها أباً عن جد، وكانوا يتركون لنا عهوداً ووصايا بأن حقنا في العودة حق ثابت لا سلطة لأحد أن ينتزعه منا ونحن لانزال ندفع مهراً، لهذا الحق سيلا من دماء أبنائنا وآلاف الأسرى قابعين بسجون الاحتلال ليفنوا زهرة شبابهم و سنين حياتهم دفاعا عن هذا الحق وثمنا لعودة كريمة وحرية لأراضينا التي احتلها الأعداء عنوة منا.
نحن شعب يسرج قناديل حريته وعودته لدياره بدمائه ودماء أبنائه التي ما توقف سيلها ونزفها لتكون ثمنا تُفدى به ارض فلسطين لنيل حريتها, لأن هذا الشعب لديه عقيدة مبدأ وإيمان بأن الحق يوماً ما سيعود لأصحابه وإن طال الزمان، ويطرد منها كل محتل آثم .
إن كافة المواثيق والأعراف والقرارات الدولية تقر وتؤكد وإن كان على استحياء فتاة مراهقة بحق شعبنا بعودته إلى دياره, قبل أن يأتي محمود عباس في جلسة استرخاء عبر استوديوهات تلفزيون الاحتلال ليتنازل عن هذا الحق ويقر بحق السارق فيما سرق فهل هناك أبشع من هكذا فعل!!؟.
إن الشعب الفلسطيني اليوم أدرك تماما بلا شبهات آن "منظمة التحرير الفلسطينية" وعلى رأسها رئيسها محمود عباس هي الآن - منظمة ممنهجة لتدمير الحق الفلسطيني - والتنازل عنه للمحتل دون شرط أو قيد بل وتقديم القربان لنيل الرضا!.
إن كان لدى السيد عباس أرضاً أو عقاراً أو بيتا في صفد المحتلة فما عليه إلا أن يظهر أوراق الملكية عبر وسائل الإعلام ويا حبذا لو كان على شاشة تلفزيون الاحتلال ليقطع الشك باليقين وهو يسلم هذه الحجج "لليبرمان ونيتنياهو" خلال احتفال بسقوط الحق الفلسطيني على يدي عباس وبرغبة منه أن يقتدي الشعب المشرد به وينهجوا نهجه.
فما عاد شيء مستبعد عن هذا الرجل فلم يكن هناك غرابة واستهجانا بمن تنازل عن 78 % من ارض فلسطين، بجرة قلم دون حصوله على ما تبقى منها على ارض الواقع فليس مستبعد أن يتنازل عن ما تبقى ويدعو الشعب الفلسطيني بقبول وطنا بديلا في بقعة من بقاع الأرض.
إن الإحساس بالألم بات طاغيا ... ولكن النور والحرية دوما لا يشرقان إلا بعد اشتداد الظلمة, والشعب لا يعشق الحرية إلا بعد شدة وطأة الظلم والفجور, وما فعله عباس هو قمة الظلم لهذا الشعب ولهذه الأرض وقمة الفجور لإنسان يدعي الوطنية وباسمها يقتل شعبا وأرضا.
إن الانتفاضة الثالثة ضد الاحتلال التي يقطع عباس على نفسه عهدا لهذا المحتل بأن لا تقوم لها قائمة طالما هو في مكتبه بمقاطعة رام الله لهي أخر قربان يمكن لعباس أن يقدمه للاحتلال ك وثيقة ولاء.
ما عاد الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة يتطلع الآن إلى انتفاضة ثالثة ضد المحتل، وهناك أجهزة أمنية وقمعية تنسق مع الاحتلال لاعتقال أبناء شعبنا, اليوم بات هذا الشعب مؤمنا بأن انتفاضة ربيعية حاسمة، يجب أن تسبق أي انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال كي تتوج بالنجاح في تحقيق أهدافها و في نيل حريتها وطرد الاحتلال من الضفة كما هو طرد من ينوب عنه بلباس فلسطيني .
سقطت يا عباس كما سقط مشروعك التصفوي لقضيتنا الفلسطينية فما عاد لك بعد اليوم مكانا بين شعب يسعى للعودة إلى أرضه والى بيته في صفد ويافا وحيفا والقدس ، فلا فرق لدى هذا الشعب بين غزة والمجدل لا فرق بين جنين ونتانيا لا فرق لدينا بين تل الربيع ورام الله كلها ارض فلسطين من رفحها إلى ناقورتها وليس منا من يتخلى عن شبر من هذه الأرض ففلسطين كل فلسطين ارض وقف، لا ملكية لعباس ولا لغيره أن يتنازل عن شبر منها .
إنها حق لأهلها لأبنائها لأجيالها التي تعبد الطريق إليها بدماء خيرة أبنائها , ارحل يا عباس ففلسطين ضاقت بك ذرعا وما عادت قادرة على تحمل بقائك جاثما على صدرها ارحل واترك للشرفاء من ينتهجون فلسفة الهجوم والمقاومة لا فلسفة الجبن والتطبيع اتركها لهم ليحرروا أرضهم بطريقتهم فما عاد هناك إيمانا بك لدى أبناء الشعب حتى أبناء حركة فتح الأحرار والشرفاء .
لم يبقى لك رصيد، سوى حفنة ممن هم حولك راق لهم بيع فلسطين وتحويل ثمنها في أرصدتهم خارجها لم يبقى حولك سوى أصحاب المشاريع الانهزامية والاستسلامية، أما الشعب الحر فقد عرف من أنت دون شك أو ريبة لذا نقول لك كلمتنا الأخيرة ارحل .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت