قيادي في فتح: هناك سر أخفي لحظة وفاة عرفات ويجب الكشف عنه

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
اكد قيادي في حركة فتح أن البحث جاري لإيجاد أدلة وقرائن حول المادة المستخدمة في "اغتيال" الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ( أبو عمار), وقال " هناك شيء قد أخفي منذ اللحظات الأولى لوفاة الرئيس عرفات ويحمل سر قتله ويجب الكشف عنه".

وأضاف القيادي في فتح دياب اللوح في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء", أن" تقديم المجرم إلى العدالة واجب على حركة فتح وعلى السلطة الفلسطينية وقد يكون هناك إجماع عام بالاعتقاد والإحساس والظن أن جهة ما ربما تكون إسرائيل تقف وراء هذه الاغتيال وهذا ليس مستبعد ".

ويقول اللوح "بالدليل القاطع والملموس نحن بحاجة إلى قرائن لكي نتابع هذا الملف بشكل أدق وأكثر حيثية وصولاً إلى نتيجة حول الجهة أو الجهات التي ارتكبت هذه الجريمة ربما تكون إسرائيل قد خططت وشاركت ولكن هناك جهات أخرى تواطأت ونفذت والتحقيق يجب أن يكشف عن كل الجهات التي خططت لاغتياله".

ويصادف يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الذكرى السنوية الثامنة على رحيل ياسر عرفات، الزعيم الفلسطيني، الذي توفي بينما كان يتلقى العلاج في مستشفي (بيرسي) العسكري في فرنسا.

ورحل عرفات بعد أيام من توعك صحي حاد ألمّ به، وأثارت شبهات بإمكانية تعرضه للسم، غير أن ملفه الصحي في المستشفى الفرنسي الذي رقد فيه ترك الكثير من الغموض بشأن أسباب وفاته.

وعاد ملف الوفاة إلى الواجهة بفضل تحقيق تلفزيوني أجرته قناة (الجزيرة) القطرية مطلع يوليو/تموز الماضي وأثبت بناء على تحليلات أجراها مختبر سويسري متخصص العثور على مستويات عالية من مادة (البولونيوم) المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني الراحل.

ويقول اللوح بهذا الشأن "هناك شيء قد أخفي منذ اللحظات الأولى لوفاة الرئيس عرفات ويحمل سر قتله ويجب الكشف عنه, ولذلك الجانب الفرنسي بدأ بالتحرك لأن الرئيس عرفات توفي على الأراضي الفرنسية في مستشفى عسكري مشهود له بالتقدم العلمي, المستغرب أنه لم يتم كشف نوع السم الذي دس للرئيس عرفات لدى ينبغي كشف اللغز لمعرفة القاتل".

وبين أن البحث جاري لإيجاد أدلة وقرائن بأن المادة المستخدمة في "اغتيال" عرفات تشير إلى جريمة منظمة مدبرة من جهة قادرة ليست جهة عادية, وقال "هي جهة كبيرة ومتنفذة وصلت إلى الرئيس ياسر عرفات"، منبهاً بانهم في حركة فتح (التي كان يتزعمها عرفات) تعاطوا بإيجابية مع تقرير الجزيرة الناتج عن المعمل الجنائي في جنيف.

وأضاف "الجهات الفلسطينية أبدت استعداها للتعاون مع هذا المختبر لأخذ عينة من رفات عرفات للتأكد إذا كانت مشبعة بالمادة، ولا يوجد خلاف لدينا مع أو ضد حول متابعة التحقيق في قضية اغتيال عرفات وهذه مسؤولية وطنية كبيرة ملقاة على عاتق الفلسطينيين ككل".

وأكد القيادي اللوح أن ملف وفاة الرئيس ياسر عرفات قائم على طاولة حركة فتح أولاً وطاولة السلطة ومنظمة التحرير ثانياً وطاولة البحث المستمر ثالثاً,وقال "هناك لجنة على مستوى حركة فتح ولجنة على مستوى السلطة الفلسطينية تعملان لمتابعة هذه القضية, وفي الآونة الأخيرة أبدت فتح والسلطة استعدادهما لتعمل مع جهتين أساسيتين هما فرنسا وسويسرا – المعمل الجنائي- الذي كشف النقاب عن أن مقتنيات الراحل عرفات كانت مشبعة بالسم".

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اليوم الاستعانة بخبراء من الحكومة الروسية للمشاركة في التحقيق بوفاة ياسر عرفات.

وقال أبو مازن خلال احتفال في رام الله لإحياء الذكرى الثامنة لوفاة عرفات "منذ رحيل الأخ أبوعمار (عرفات) المفاجئ والغامض قبل ثماني سنوات، لم نأل جهدا للبحث والتنقيب والتحقيق لمعرفة الحقيقة". وأضاف "شكلنا لجانا لم يتوقف عملها طيلة هذه السنوات، تتعاطى بكل الجدية والمسئولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والمهمة جدا لنا".

وذكر أن "اتصالات تجرى مع المعهد السويسري والجانب الفرنسي بتنسيق تام مع خبراء من روسيا للمشاركة في فتح قبر عرفات وأخذ عينات من رفاته", وتابع أنه "سيتم فتح ضريح عرفات على أمل أن تظهر حقائق جديدة حول أسباب الوفاة، سنعلنها مباشرة لشعبنا وللرأي العام، فهذه قضية أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية".

وكان مقرراً فتح ضريح عرفات هذا الشهر بناء على طلب زوجته لتمكين وفدين سويسري وفرنسي من أخذ عينات من رفاته غير أن مصادر فلسطينية استبعدت ذلك بسبب خلافات قانونية وعائلية.

وعبر ناصر القدوة مدير مؤسسة ياسر عرفات عن رفضه القاطع لنبش قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات قصد التحقيق في وفاته، واصفاً ذلك "بالفكرة البغيضة", وقال القدوة، وهو نجل شقيقة عرفات، "الجميع بات مدركا تماما أن القائد المؤسس تم اغتياله من قبل إسرائيل بالسم، والشواهد والدلائل كانت كثيرة".