عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي ...... تراوح مكانها في الولاية الثانية للرئيس اوباما

بقلم: علي ابوحبله


الرئيس الأمريكي اوباما في ولايته الثانية لن يغير كثيرا من سياسته تجاه عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي وهو أكثر قربا لإسرائيل وسياستها تجاه عملية السلام ، وان أولوية السياسة الخارجية الأمريكي كيفية معالجة موضوع المفاعل النووي الإيراني والوضع السوري ، هاتان القضيتان هما أولى أولويات إدارة اوباما في سياسته الخارجية ، المبعوث الخاص السابق للرئيس الأمريكي " اوباما " دينس روس " يرى أن لا تغير كبير في سلوك الاداره الامريكيه في ولايتها الثانية تجاه عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائليين ، وان ليس هناك ما يكسر الجمود ليشجع الطرفين للعودة لطاولة المفاوضات والاتفاق على المسائل العالقة للخروج من الحلقة المفرغة للتوصل للحل المرجو ، " دينس روس " في حديثه في مؤتمر نظمه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وهو مركز مقرب من الحكومات الاسرائيليه المتعاقبة خصوصا الليكودية منها في هذا المؤتمر تحت عنوان " بعد الانتخابات " حول آثار انعكاسات السياسة الخارجية الامريكيه على الشرق الأوسط خلال ولايته الثانية قال " دينس روس " الذي شارك بالندوة إلى جانب مدير المعهد " روبرت ساتلوف " والباحث في المعهد " جيم جيفريز " الذي عمل سفير أمريكا في العراق ، إن تركيز اهتمام ولاية اوباما الثانية هي الملف النووي الإيراني بكل انعكاساته وتداعياته الخطيرة على العالم بحسب زعمه ، بخصوص عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائليين قال " روس " إن الاسرائليين والفلسطينيين آمالهم وتفاؤلهم تجاه عملية السلام قد خفت وان الأمل في تحقيق حلم إقامة الدولتين يكاد يتلاشى ، وبالتالي فان انخراط الاداره المقبلة في هذه العملية يجب أن ينضبط لمعطيات جديدة ، وكرر " روس " حديثه أن الفلسطينيين لم يعودوا مهتمين بحل الدولتين ، مضيفا أن على الرئيس " اوباما "أن يوجه رسالة لإسرائيل مفادها أن الوضع الراهن صعب الاستدامة ويتوجب اتخاذ خطوات لتدارك احتمال انهيار ( السلطة الوطنية الفلسطينية ) ،" دينس روس " يعتزم القيام برحله لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة على رأس وفد من كبار باحثي المعهد لبحث الأوضاع ألراهنه مع المسئولين من قبل الفلسطينيين والاسرائليين في إطار سعيه لطبيعة الحل ضمن خطه من أربعة عشر نقطه سبعة يقوم بها " الاسرائليون "وسبعة يقوم بها " الفلسطينيون " ، واقتراح روس الذي يرفض الخطوات الانفرادية ويهدف إلى إعادة بناء الثقة بين الطرفين "يتطلب من إسرائيل تنفيذ الخطوات التالية : 1- تعويض المستوطنين المستعدين لإخلاء بيوتهم في الضفة الغربية والعودة إلى داخل إسرائيل، 2- بناء مساكن لهم داخل إسرائيل، 3- البناء والتوسع في المستوطنات الشرعية والتي هي جزء من إسرائيل ، 4 - العمل على دعم الاقتصاد الفلسطيني الذين هم في أشد الحاجة له والسماح لهم بفضاء اقتصادي متنامي، 5- تخفيف القيود على الفلسطينيين في منطقتي (ب) و (ج)، 6- إعطاء الفلسطينيين سلطات أمنية في المنطقة (ب)، 7- يجب على إسرائيل عدم التوغل في المنطقة (أ) التي تقع تحت سيطرة السلطة الكاملة تحت أي ظرف وبدلاً من ذلك التوصل إلى برتوكولات تنسيق أمني مع الفلسطينيين للتعامل مع أي ظرف أمني".

أما بالنسبة للفلسطينيين فأن اقتراح روس ينص على ضرورة اتخاذ الخطوات التالية: "1- وضع إسرائيل على الخارطة؛ الفلسطينيون لديهم الكثير من الخرائط التي تبين المستوطنات الإسرائيلية ولا تظهر إسرائيل، 2- وقف التحريض ضد إسرائيل؛ 3- معنى دولتين لشعبين هو الإقرار بارتباط الطرفين التاريخي بهذه الأرض، 4- العمل على أقلمة الشعب الفلسطيني لتقبل السلام؛ هذا السلام الذي كان يسميه ياسر عرفات "سلام الشجعان" بمعنى استعداد الطرفين لتقديم التنازلات الموجعة، 5- العمل على بناء مخيمات اللاجئين وإنقاذ الفلسطينيين الذي يقيمون فيها من الأوضاع البائسة التي يعيشونها، 6- الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة لإثبات أهليتهم للحصول عليها ، 7- إتاحة المجال لرؤية الإسرائيليين على أنهم بشر خاصة وان خبرة الفلسطينيين تقتصر كثيراً من الأحيان على مواجهة الجنود الإسرائيليين، ولا يعرفون من الإسرائيليين إلا الجنود، والبدء بالتبادل في إرسال الشبيبة لإسرائيل، ربما ابتداءً من الصف الثالث أو الرابع".، أما " روبرت ساتلوف " مدير المعهد "وجه نصيحة للرئيس الأميركي أوباما ا الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية الثلاثاء الماضي قائلاً "الأولوية ألأولى هي ردع إيران عن برنامجها النووي وأن يكون أكثر حزماً معها؛ أما الأولوية الثانية فهي تتمثل في العمل مع القادة الإسلاميين الجدد في مصر؛ فحتى الآن كانت هذه تشكيلة شديدة التباين، ولعبة اللحاق بالركب فيما يتعلق بالتغيير السياسي هناك، ولكننا بحاجة إلى صفقة جديدة وفهم جديد حول ما سيقومون به وما سنفعله في هذه العلاقة واشتراط دعمنا المالي بانتظام مصر في التزاماتها الدولية، خصوصا معاهدة السلام مع إسرائيل؛ وثالثا دعم المعارضة السورية بشكل مباشر؛ أما بخصوص عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين فهي ليست أولوية، ولكن الحفاظ على السلطة الفلسطينية أولوية مهمة".وفيما يتعلق بانتفاضات الربيع العربي، عبر ساتلوف عن اعتقاده بأن المملكة العربية السعودية ستواجه على الأرجح اضطرابات متأججة خلال فترة رئاسة أوباما الثانية. بالنظر لما تم إثارته في الندوة التي عقدها معهد واشنطن نجد أن هناك من يحرف الاداره الامريكيه عن أولوياتها وان اللوبي الصهيوني هو من يوجه السياسة الخارجية الامريكيه ويضع أولوياتها دون أن نلمس دور للجالية العربية والاسلاميه في أمريكا للعب دور في السياسة الخارجية الامريكيه ، ولاية اوباما الثانية قد لا تضع في اهتماماتها القضية الفلسطينية إذا بقي الوضع العربي الراهن على ما هو عليه وبقي الوضع الفلسطيني منقسما على نفسه ، قد ترى الاداره الامريكيه مصلحتها في الحفاظ على الإبقاء على السلطة الفلسطينية اعتقادا منها أفضل الحلول لسياستها على اعتبار أن السلطة بوضعها الحالي أفضل من عدم وجودها الذي يعني عدم الاستقرار ، ما يعطي دلائل هامه على القيادة الفلسطينية أن تعي لأهمية قرارها ووحدة مواقفها بكيفية مجابهة السياسة الامريكيه ، إن السلطة الوطنية الفلسطينية بوضعها الحالي أصبحت مطلب أمريكا وعلى الفصائل الفلسطينية التوصل لاتفاق يقود لوحدة الموقف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الفلسطيني ووضع استراتجيه فلسطينيه تقود لخيارات فلسطينيه تجبر الاداره الامريكيه على تغيير موقفها من عملية جمود السلام ، دينس روس في محاوله لفرض مبادرة جديدة يدرك خطورة وانعكاس جمود عملية السلام وخطوتها على المصالح الامريكيه وعلى امن إسرائيل لهذا يرغب القيام بزيارته لإسرائيل والمناطق المحتلة لعرض مبادرته بينما نجد البعض من غلاة التطرف الأمريكي قد وضعوا أولوياتهم أمام الاداره الامريكيه ليتسنى لإسرائيل هدم ما تبقى من خيار الدولتين والعمل على تهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة بالتوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لغايات الاستيطان وعليه فان الفلسطينيون ما زالوا يملكون زمام المبادرة وبمقدورهم فرض أجندتهم وقضيتهم على جدول السياسة الخارجية الامريكيه ووضعه في أولى أولويات السياسة الخارجية الامريكيه من خلال توحيد أنفسهم وإنهاء انقسامهم ، الولاية الثانية للرئيس اوباما قد تكون لإسرائيل أهم من ولايته الأولى حيث ينشط أنصار إسرائيل ومواليها للعمل من اجل الاستمرار بتبريد ملف السلام وقتل روح التفاوض ووضع العراقيل أمام السلطة الفلسطينية للتوجه بالمطلب المحق للهيئة ألعامه للأمم المتحدة لأجل الحصول على عضوية مراقب وتنشط إسرائيل من خلال أنصارها لكي تعمل الاداره الامريكيه على إحباط المحاولة الفلسطينية ووضع العراقيل أمامها لأجل حث الاداره الامريكيه لتدمير البرنامج النووي الإيراني وإسقاط سوريا وتقسيمها لدويلات تضمن لإسرائيل من وضع يدها على كامل فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية ، الخيار الاستراتيجي الفلسطيني التهديد بحل السلطة الوطنية لنفسها إن استمرت أمريكا على موقفها وهذا ما لاترغب إسرائيل وأمريكا بحدوثه وحتى الموالين لأمريكا من النظام العربي يتخوفون من نتائجه ويبقى هو الخيار الاستراتيجي في مواجهة اللامبالاة الامريكيه والعربية من القضية الفلسطينية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت