فلسطين تقاوم

بقلم: عباس الجمعة


التصعيد الذي تمارسه دولة الاحتلال على قطاع غزة يستهدف بشكل رئيس إعادة خلط الأوراق وإعاقة التحرك الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة ، ومما لا شك فيه فإن الآلة العسكرية الصهيونية، ومن خلال عملياتها في غزة لم تحصد سوى الفشل في تحقيق أي من أهدافها المعلنة وغير المعلنة.
ان الإرادة الفلسطينية ستظل صامدة رغم العدوان والمجازر والاستيطان وتهويد الارض والمقدسات. وستنتهي عملية "عمود السحاب" الصهيونية الى هزيمة الاحتلال ، كما تم هزيمته في لبنان عام 2006 وفي غزة عام 2008 وستتمكن فلسطين بصمود شعبها ومقاومتها من تحقيق الانتصار .
إن هذا العدوان الاجرامي الاسرائيلي يؤكد عجز مؤسسات المجتمع الدولي على إرغام دولة الاحتلال بالكف عن جرائم الإبادة التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني في غزة الصمود وضفة العطاء وقدس الاقداس ، ولكن للاسف هذا المجتمع يرضخ الى ما تمارسه الآلة العسكرية الصهيونية وهو بكل تأكيد إرهاب دولة وفق كل التعريفات والمعايير الدولية، وهذه المذبحة في غزة تكشف الغطاء ويتبين زيف دعاوى الغرب بشأن حقوق الإنسان، وذلك من خلال مواقفه المنحازة لربيبته إسرائيل ومساواته بين الجلاد والضحية، واتباعه سياسة الكيل بمكيالين.
ان التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة والتي يتزامن مع قرب "الانتخابات الإسرائيلية" والتي تجد حكومة الاحتلال في الدم الفلسطيني صندوق اقتراع كفيل بجذب أصوات المستوطنين والمتطرفين وبالتالي فإن التصعيد العسكري الجديد فرصة لكسب المزيد من الأصوات بما يؤمن عودتها للحكم بعد الانتخابات المقبلة ، ولكن نقول لهم ان هذه الدماء الغالية ستنبت نصرا للشعب الفلسطيني وزوالا للاحتلال الاسرائيلي عن ارض فلسطين .
لهذا نقول للعالم الذي يغض بصره عن الجائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني لم يعد مقبولا الادانة والاستنكار والدعوات لضبط النفس في مواجهة الكيان الصهيوني ، وهذا يستدعي موقفا عربيا مختلفا يبدأ بقيام الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع كيان العدو ، وعلى الشارع العربي الذي انطلق بربيعه العربي من اجل انهاء القهر والاستبداد والفساد ومن اجل التغيير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ان يحذر من مشاريع الولايات المتحدة الامريكية التي تزرع الفوضى الخلاقة وترعاها وتعمل على تغيير بوصلة الشعوب باتحاه اخر ، وعليه ان تدرك بان لا ربيع عربي دون فلسطين .
وامام كل ذلك نسأل ألم يحن الوقت لنا كفلسطينيين وعربًا إدراك حقيقة هذا الكيان الصهيوني ، وأن وان نعمل على بناء الاستراتيجية والتكتيك السياسي المفترضيْن الموائميْن لطبيعة هذه الدولة، وأن نحرر عقولنا من أوهام إمكانية قيام سلام مع هذه الدولة، وأن نستعد لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة.
وفي ظل هذه الظروف نرى ضرورة الاسراع بالعمل من اجل تجاوز حالة الانقسام الفلسطيني وتنفيذ الاتفاقات الموقعه بين كافة الالوان الطيف الفلسطيني ترتيب البيت الفلسطيني من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها والتمسك بالثوابت الفلسطينية وبخيار المقاومة بكافة اشكالها لمواجهة والمجابهة الاحتلال الصهيوني ومشاريعه التصفوية .
ختاما: لا بد من القول ان الشعب الفلسطيني سيواصل صموده ونضاله ولن يرفع الراية البيضاء وأن الاحتلال لن ينال من عدوانه الهزيمة ، وان وفائنا لدماء الشهداء والجرحى ولأمال وطموحات الأسرى ستبقى هاديا لنا من اجل تحرير الارض والانسان.
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت