لقد عاد الاحتلال الصهيوني مرة أخرى وكالعادة ليستفرد بغزة وأهلها، معتقدا بأن غزة هي الخاصرة الضعيفة في جسد الشعب الفلسطيني والأمة العربية، يستطيع ضربها كما يشاء ومتى يشاء، وهو لا يعلم بأنها تحمل رايات النصر وفجر الحرية .
لقد تعودت إسرائيل دائما كلما طلب منها استحقاق دولي أو استحقاق داخلي أو خارجي تقوم بفرض عضلاتها علينا، فماذا يستطيع نتنياهو وليبرمان أن يقدموا للجمهور الناخب الإسرائيلي أفضل من دماء الفلسطينيين كهدية وحبر انتخابي للجمهور الإسرائيلي، وأيضا ماذا تستطيع حكومة الاحتلال أن تفعل ضد التوجه السياسي للرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية في طريق التوجه للأمم المتحدة لنيل عضوية دولة فلسطين هناك وهذا التأييد الشعبي والدولي لهذا التوجه، سوى ضرب غزة وخربطة الأوراق الفلسطينية الداخلية من جديد .
وهنا يجب علينا كقيادة وشعب فلسطيني أن نقوم بالتوحد والتخندق في مواجهة العدو الإسرائيلي مهما كلفنا ذلك من تنازلات عن الكراسي والمواقع والامتيازات والتجارة البائسة .
إذا لم يوحدنا دماء الأطفال والشيوخ النازفة، ودموع الأمهات والأخوات الثكلى، من الذي سيوحدنا إذن ؟؟
يجب أن نفيق من كل ذلك ونتعلم الدرس جيدا، بأننا فقط من مهر فلسطين ويدفع الثمن، أناشدكم بهذه الدماء الزكية والغالية التي روت رمال غزة والتي حتما ستنبت شقائق النعمان .
وهذه الدماء التي لونت بحر غزة وشواطئها، والتي حتما ستأتي بالفجر والنصر القادم، أن نعود إلى رشدنا وإلى ذاتنا وإلى كينونتنا الفلسطينية السرمدية، التي لم تشطب ولن تزول طالما بقي الوطن وطالما بقيت نساء فلسطين تنجب الأبطال والقادة والشهداء .
أن نعود كما كنا وننتصر لأنفسنا ولشعبنا بأن ونتوحد في مواجهة هذا الإرهاب الصهيوني، الذي يبدو بأنه يعجل في نهايته الهشة، عندما تفيق الأمة بشعوبها ومقاتليها ومناضليها، وترفع علم فلسطين ورايات النصر عاليا خفاقة تلوح في سماء الوطن، وأن نتنازل عن أعلامنا الحزبية التي لا تحمل لون دماء الشهداء التي حافظت على الوصية ولم تخن العهد وروت ربوع الوطن ..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت