اشلاء اطفال غزة ترسم طريق الحرية

بقلم: عباس الجمعة


هذا هو المشهد في فلسطين صمود ومقاومة واستشهاد ، في ظل مشهد عربي مربك ، ومصر تتصرف كدولة اجنبية في لغتها السياسية، بينما شعب مصر في قلب فلسطين ، وهذا يتطلب بناء موقف مصرى واضح، يلتزم بالواجب القومي إزاء أنهار الدم العربى الذي يسيل، فى غزة ، فإنه بوسع الرئيس الإخوانى محمد مرسى طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة، حتى لو لم يكن موجودا الآن فى مقر عمله، وبوسعه تخفيض عدد الدبلوماسيين الصهاينة فى مصر، والجامعة العربية تهرب إلى مجلس الأمن، والمجتمع الدولي، وإلى الولايات المتحدة الأميركية، ليس في جدول أعمالها واهتماماتها ما هو من اختصاصها لم تستطع ان تقتطع علاقاتها ، ولم تجمد الاتفاقات، ولم تلوح بخطاب متشدد، تدعم غزة، فعلا المشهد العربي فولكلوري جداً، لقاء وزاري، زيارات انتهازية، شخصيات لكل المواسم، والحصاد حيث لم يقوموا باغلاق القنصليات الصهيونية والمراكز الأكاديميه ، وتجميد كافة الاتفاقيات التجارية ، ولكن اشلاء اطفال غزة يرسمون طريق الحرية .
وامام كل ذلك نرى الموقف الامريكي السافر والمنحاز لجانب كيان العدو ومعه الدول الحليفة لهذا الكيان الاجرامي والغدة السرطانية في المنطقة ، وهنا السؤال اين المجتمع الدولي حتى يقوم بدوره من اجل محاسبة ومعاقبة دولة الاحتلال على جرائمها ، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية اي حق بالعودة وتقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
ان الوقفة البطولية للشعب الفلسطيني والتي عنوانها الصمود والمقاومة في ظل المعنويات العالية التي تطول عنان السماء. بهذه الكلمات القليلة يمكن اجمال ووصف مجابهة فصائلنا الوطنية الفلسطينية للعدوان الصهيوني الغاشم على غزة وقطاعها البطل تشكل الرد الحاسم على هذا العدوان الصهيوني الغاشم الذي ستهزمه الارادة الفلسطينية الموحدة التي عبر عنها الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده .
ان استخدام الدم الفلسطيني لأهداف انتخابية بحتة يحققها تحالف نتنياهو - ليبرمان وحليفهما وزير الدفاع باراك, مسألة مشروعة في العرف الصهيوني. قبل كل انتخابات تشريعية تقوم مؤسسة الاحتلال الحاكمة بعدوان واسع على الفلسطينيين من أجل تحقيق زيادة في عدد مقاعد الحزب الذي تمثله, في الكنيست. ولأن الشارع الإسرائيلي بطبعه متعطش للدماء الفلسطينية والعربية فإنه يقف بجميع فئاته وراء حكومته المعتدية.
ان حكومة الاحتلال تهدف من خلال عدوانها الغاشم الى حرف الانظار عن تقديم فلسطين طلب فلسطين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل عضوية المراقب في المنظمة الدولية، لقد هددت في حالة صدور القرار بإلغاء اتفاقية أوسلو، بالطبع من مصلحتها الإبقاء على هذه الاتفاقية المشؤومة التي لم تجلب لشعبنا وقضيتنا سوى الكوارث والويلات.
ان الملحمة البطولية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية الباسلة بكافة فصائلها ضد العدو الصهيوني تذكرنا بالوقفة البطولية للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006. إن أهداف العدوان تسير في منحى الهزيمة والفشل في التحقيق ويمكن القول بلا ادنى شك ان المقاومة الفلسطينية وصلت إلى مستوى متقدم من ردع العدو الصهيوني. فلأول مرة تدوي صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس ويلجأ سكانها وسكان جنوب فلسطين المحتلة عام 48 إلى الملاجئ.
ان دعوة الرئيس محمود عباس الى ضرورة عقد اجتماع اللجنة القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية المنبثقة عن حوارات القاهرة من اجل وضع خطط التصدي لهذا العدوان الاجرامي, والعمل من اجل تجاوز الانقسام الفلسطيني بعد سقوط كل مبررات وجوده، حيث اضر بشعبنا وقضيتنا ومشروعها الوطني، وهذا يتطلب استراتيجية وطنية في مواجهة كافة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
قطاع غزة اليوم تحت الحصار، وتحت النار، وأي توجه يعيق رفع الحصار وإيقاف العدوان الإسرائيلي، يدخل في دائرة المساهمة فيهما، وأي شعب يتعرض لمثل هذه الاعتداءات من حقه الدفاع عن نفسه بشتى الوسائل، ,إن للشعب الفلسطيني خياراته في المقاومة
إن سياسة المساواة بين الضحية والجلاد كلفت الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والاسرى ، والمطلوب إجراءات رادعة لكي لا يمر هذا العدوان من دون عقاب، لأنه إن مر فسيتكرر مرة أخرى، ما يهدد المنطقة كلها بمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
ختاما : لا بد من القول الشهداء في السماء قناديل تغار منها النجوم ، وعلى الأرض مشاعل تنحني لنورها ، ونحن نشاهد الأجنة في الأرحام وهي تتحول من لحظة التكوين إلى مشاريع شهادة ، وان الدماء التي تروي غزة تكتب تاريخا نضاليا جديدا ، فهي صفحات للمجد بكل المقاييس ، حيث اسقط هذا العدوان كل المشاريع المعادية التي تحاول الانتقاص من الحقوق الفلسطينية، وبدماء الشهداء نرسم ملامح المستقبل في الحرية والاستقلال والعودة .
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت