لقد جاوز المجرمون المدى!!

بقلم: رامي الغف


هل بقي شيء لم يفعله الإسرائيليون حتى الآن لتركيع شعبنا الفلسطيني؟-

لقد شاهد العالم ما حدث وما زال يحدث في قطاع غزة : جثث الأطفال والنساء والرجال تحت أنقاض المنازل المهدمة.. جثث ملقاه في كل مكان..قتل.. وتدمير.. نسف ..حرق.. بيوت مهدمة.. جثث طاهرة متفحمة.. مساجد وكنائس مدمرة.. طرق وأحياء جرفتها الآليات والمجنزرات.. نساء وشيوخ كبار في السن جوعى وعطشى.. أطفال وأجنة بشر يموتون تحت رركام منازلهم المدمرة، ومرضى وجرحى يستشهدون لأن الحصار يمنع وصول الدواء ويمنع وصول سيارات الاسعاف إلى المشافي!! كل ذلك والأمريكان والقادة الأوروبيون يتحدثون عن نتنياهو وزبانيته بالمتحضرون ويحذرون الزعماء العرب من تأييد "الإرهابيين".. أي الفدائيين والإستشهاديين!!

قادة العدو الصهيوني، من وجهة نظر الأمريكان، هم إناس متحضرون.. أما رجال الحق الفلسطيني فهم قتلة وإرهابييون لأنهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم وشرفهم، ويحولون أجسادهم إلى قنابل يقاومون بها الاحتلال!!

لقد "جاوز المجرمون المدى" أجل.. لقد بلغت البشاعة والخسه بـالأمريكيين ومن والاهم من الاوروبيون أن يطلقوا على شهدائنا البررة الذين قدموا أرواحهم فداءً لوطنهم إرهابيين وقتله،،، بينما نتياهو وليبرمان وإشكنازي وأولمرت وتسيفي ليفني وبارك ـ الإرهابييون الذي يحفل سجلهم الأسود بالقتل وبالمجازر والفساد والتدمير ـ هو إناس متحضرون حسب تعبير القادة الامريكان والاوروبيون.. فأي "تحضر" هذا الذي يتحدثون عنه!؟ وما هي الحضارة التي "شرفها" أن ينتسب اليها هؤلاء القتله المتوحشون!؟

إن القتلة والوحوش هم أولئك الذين يقدمون لزبانية إسرائيل وأمثالهم المال والسلاح لكي يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويجرفون الأشجار والمزارع ويهدمون البيوت ويحرقون الأخضر واليابس.. هؤلاء هم الذين مكنوا بن غوريون وغولدا مائير والقاتل الكبير شارون وغيرهم من احتلال أراضينا الفلسطينية وبناء المستوطنات على ترابنا المقدس. فهل يريدون منا ان أن نقبّل جبين ليبرمان وباراك ونتياهو وجبين زبانيتهم ونشطب تاريخاً فلسطينياً طويلاً من مقاومة الصهاينة من مستوطنين ومستعربين وقوات غازية!؟

قد يكون شعبنا الفلسطيني اليوم ليس في أحسن حال.. لكنهم شعب ذات حضارة ولا يمكن أن يموتون.. فهم ليسوا هنوداً حمراً ولا يمكن أن يستسلموا أمام رعاة بقر هذا الزمان من صهاينة ومتصهينين.. هم شعب يحمل في يمينه كتاب الله وتنغرس أقدامه في عمق هذا التراب المقدس.. وإذا كان نتنياهو وزمرته الجبانة يتمترسون خلف المدرعات والطائرات والدبابات الأمريكية فقد عرفوا تاريخنا من قبل وكلهم ألقينا بهم في مزبلة التاريخ!!

أخي.. لقد جاوز المجرمون المدى.. لكن تاريخنا الطويل علمنا ألا نيأس.. ومهما كانت الهوة عميقة وبعيدة ومهما تكالبت علينا قوى الشر الصهيوأمريكية لابد أن يأتي يوم ننتصر فيه على أعدائنا إن شاء الله فلا تيأس يا شعبي.. لأنكم شعب القرآن.. الشعب الموعود بالنصر فلا تيأس. هم يريدونك أن تيأس وتستسلم لكن البطولات التي سطرها شهدائكم بدمائهم أكدت لأعدائكم أن فلسطين ستقاوم ولا يمكن أن تموت ولهذا فهم يحاربونكم فشهدائكم وجرحاكم وأسراكم وأبطالكم ومناضليكم ومجاهيدكم ومقاوميكم لن يكونوا في عيوننا إلا القدوة التي نقف أمامها إجلالاً واعزازاً وسوف تلد نسائكم ألاف الأبطال ممن سيسلبون النوم من عيون بني صهيون حتى يرحلوا عن أرضكم الطاهرة.

إعلامي وكاتب صحفي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت