لماذا تفرضون منع التجول على قرابة مليون طالب في قطاع غزة؟ لماذا تربكون الحياة في قطاع غزة، وتشوشون على حركة الشارع الذي يموت دون طلاب المدارس؟ لماذا تسهلون على الغاصب الصهيوني مهتمة في الاستفراد بمطلقي الصواريخ؟
اتركوا الحياة في شوارع غزة تأخذ مجراها الطبيعي، اتركوا الطلاب يشوشون على العدو خططه العسكرية، فحربنا مفتوحة الزمن، وقد تاهت إسرائيل في فضاء غزة، وراحت تعبر عن عجز طائراتها الحربية المتطورة في تحقيق أهدافها من خلال:
أولاً: تركيز الطيران الحربي الإسرائيلي على قصف الأهداف المدنية، وقصف الناس الامنين في بيوتهم بشكل انتقامي، وقصف المنازل التي تم قصفها أكثر من مرة، بهدف تسجيل طلعات حربية، وتسجيل أهداف تم ضربها بالكذب.
ثانياً: من خلال التهديد المتواصل بدخول غزة، وبدء الحرب البرية، وهذا بحد ذاته اعتراف صهيوني صريح بأن حرب الطائرات قد فشلت، وصارت الغلبة في الجو لصواريخ المقاومة التي نجحت في منع التجول على ملايين اليهود.
دعوا الحياة تمشي على فطرتها في قطاع غزة، وأعلنوا فوراً عن بدء الدراسة، ولا تستمعوا للراجفين، فقد تعودنا على الحياة في غياهب السجون، وتعودنا على التعليم في المدارس تحت القصف الإسرائيلي في حرب الفرقان، وتعودنا على الحياة حين كان الموت يسكن الشوارع، وتحركنا تحت القصف اليومي لبيوتنا طوال سنوات الانتفاضة.
اتركوا الطلاب في مدارس غزة يسمعون صوت القصف الإسرائيلي، وهم على مقاعد الدرس، فلا فرق بين القذيفة الصهيونية التي تسقط على بيوت المواطنين أو تنفجر في ساحة المدرسة، اتركوا طلاب غزة يتناقشون، ويتحاورون عن أسباب العدوان، ويحضرون أنفسهم للمعركة القادمة، فهذه المعركة ليست أم المعارك مع العصابات الصهيونية، هذه معركة ستتوقف غداً أو بعد غدٍ، فاتركوا الجيل القادم يرتب مستقبله، وينتزع أرض أجداده التي عجز أبناء جيلي عن تحريرها، وتأكدوا أن عدوكم الصهيوني لن يقصف مدرسة، وعدوكم الصهيوني لن يتورط في مجزرة جديدة، وسيهرب من تذكير العالم بجرائمه ضد الإنسانية، وستكون مهمة طائراته أصعب بكثير حين تمتلئ الشوارع بالطلاب الغادين والعائدين من مدارسهم.
لقد سمح عدونا الصهيوني للتعليم في مدارسه التي تبعد مسافة 40 كيلو متر عن حدود قطاع غزة، فاقهروه، وأعلنوا عن استئناف الدراسة تحت قصف الطائرات؟
أنا أطالب بعودة الطلاب إلى المدارس فوراً، بصفتي أب لأربعة أطفال في المدارس الابتدائية، ولا أرى أي مانع من ذهابهم فجراً إلى المدارس، كي يدوسوا على الأمن الإسرائيلي الذي بات ممسحة شوارع غزة، ونحن ننشد مع شاعرنا محمود درويش:
ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
ونرقص بين شهيدين
نرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت