صمود الشعب الفلسطيني أثمر نصراً جديداً

بقلم: صلاح أبو صلاح

الشعب الفلسطيني الذي يعتبر نموذجا استثنائيا في معادلة شعوب العالم في كل شئ ، هذا الشعب الذي جعل من دمه وصبره وصموده سلاحاً قويا يحارب به أعتى الأسلحة وأعتى الحالات الحربية ، هذا الشعب الذي كسر مقولة "إن اليد لا تواجه المخرز" ، بل جعل هذه اليد تنتصر على المخرز .

هذا الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام رخيصة في سبيل كرامته وحقه في الدفاع عن أراضيه المحتلة وحقه في العيش بكرامة وحرية أسوة بباقي شعوب العالم الحر.

إن هذا الشعب بصموده وتضحياته جعل مقاومته تنتزع من الاحتلال الإسرائيلي والته الحربية نصراً مؤزرا وجعل هذه المقاومة التي تتألف بصمود شعبها، جعلها أن تغير المعادلة في الصراع مع المحتل الإسرائيلي.

طبعا إن صمود الشعب وتكاثف أبنائه هي من أهم مقومات النصر في أي معركة مصيرية تخوضها أي قوة ثورية أو أي حرب تقوم بها أي دولة حيث يعتبر الشعب هو السلاح الأقوى والاهم في رسم قوس النصر.

شعبنا الفلسطيني اثبت مرة أخرى انه نموذج لن يتكرر على وجه الأرض وانه شعب معطاء بكل المعايير ، هذا الشعب الذي أنتج رجالا أشداء يستطيعون بأبسط الإمكانيات أن يحاربوا جيش من أعتى جيوش العالم في الإجرام ، تسانده أقوى دولة في العالم التي لم تبخل عليه بشتى أنواع الدعم العسكري واللوجستي والسياسي وأيضا تعطيل أي محاولة سياسية في المنظمات الدولية لإدانته وأدانه جرائمه .

هذا الشعب الفلسطيني سيصبح أسطورة تدرس في كتب التاريخ وأيضا ستضاف بطولات أبنائه من شتى فصائل المقاومة إلى أقسام التكتيكات العسكرية في الكليات الحربية في شتى دول العالم .

هذا الشعب الذي أنصهر في بوثقة واحدة في مواجهة المحتل الأم التي قدمت المقاوم والطبيب الذي واصل الليل بالنهار لتضميد جراح المصابين بأقل الإمكانيات ، الإعلامي الذي يسعى لنقل الصورة بكامل أبعاده لعله أن يحدث تغييرا في الجدار الذي بنته المؤسسة الإعلامية الدولية التي يملكها اليهود والتي رسمت صورة نمطية سلبية عن الشعب الفلسطيني وتضحياته وحقه في العيش بعد أن احتلت إسرائيل أرضه وسلبته كل حقوقه ، المهندس الذي يعمل على إعادة بناء الدمار التي تلحقه إسرائيل بممتلكات شعبه ، رجل الإسعاف الذي يحمل روحه على كفه من اجل إنقاذ المصابين في وسط القذائف والصواريخ ، المزارع الذي يصر على إعادة زراعة أرضه كلما جرفها ودمرها الاحتلال وإصراره على تحقيق اكتفاء ذاتي بعيدا عن الاستيراد.
كل أبناء شعبنا من كافة المهن والوظائف كلهم شكلوا صمام أمان وعامل تكاملي وتكميلي لعملية النصر التي رسختها المقاومة الفلسطيني التي هي من رحم هذا الشعب الاستثنائي .

نرفع قبعاتنا تحية إلى هذا الشعب المثابر بكل أطيافه ، تحية إلى الأم التي قدمت الشهداء وتحية إلى الشهداء الذين يعبدون وعبدوا من قبل من دمائهم جسور الحرية والانتصار لشعبنا وأيضا الجرحى الذي قدموا صحتهم وعافيتهم رخيصة من اجل الوطن ومن قبلهم الأسرى الذي غلبوا مصلحة الوطن ومجابهة المحتل على حريتهم .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت