وقبيل الذكرى وخلال انطلاق فعالياتها في فلسطين والعالم تسابقت الصحف الجزائرية في اصدار ملاحق خاصة كان اخرها صحيفة الجزائر نيوز التي اصدرت ملحقا من 8 صفحات اعيدت طباعته في غزة وتوزيعه على نطاق واسع ، وقال الاعلامي عز الدين " تاتي ذكرى استشهاد الخالد ابو عمار والاستقلال وسط تحديات كثيرة وفي مقدمتها اصرار الرئيس ابو مازن على التوجه للامم المتحدة ولان الجزائر كانت اول من ساندت واحتضنت واعترفت باعلان الاستقلال الذي اطلقه الرئيس من اراضيها استجابت لمبادرة سفارة فلسطين في توفير اوسع حملة عربية وعالمية لدعم الرئيس ابو مازن"، واضاف " لدينا وعي لاهمية وتاثير اللوبي الاسرائيلي على وسائل الاعلام فتطوعت الجزائر رسميا وشعبيا بمؤسساتها واعلامها لتكون خير سند وداعم لتكون ذكرى رحيل الياسر محطة لتجنيد كل امكانيات الاعلام لتحريك الشارع العربي للوقوف خلف القيادة الفلسطينية لمواصلة المشوار وتحقيق حلم الشهيد الخالد في الاستقلال والخلاص من الاستقلال .
الياسر الثابت على الثابت
تحت هذا العنوان كتب الكاتب مراد السوداني افتتاحية ملحق "صوت الاسير" التي تصدرها صحيفة الشعب الجزائرية ، فقال " يا أبا عمّار .. غادرت هذه الفلسطين وتركت إرثاً من البطولات والفداء تعاظم حتى طفح بحر العطاء، وغمرنا الفعل حتى صرت أيقونة في كل بيت وطلقة بين الثائرين، وقلماً بيد شاعر، وحكاية على شفاه الجدّات وموالاً على بيادر القمح السماوي، ونشيداً يردّده الصغار وهم يعبرون أقواس النار". واضاف " ظلّ أبو عمار ثابتاً على الثابت.. لم تنل منه المنافي الناهبة.. عبر طرقاً موحشة، احتمل التقوّلات واصطبر على الظلم والظلموت، وعبر بقلب مضيء إلى هذه الفلسطين، أخذ من ممكنات السياسة ما يؤسّس لحلم الدولة..فأرسى مفاهيم التأسيس، على الرغم من آلة الموت والدمار التي وزّعها النقيض الاحتلال على جسد البلاد وروحها". واضاف الكاتب السوداني "
في صموده الأسطوري الدرس الأتم والأعلى.. ثبّت الشهيد ياسر عرفات الثبات وشماً أبدياً في معركة التحرير، رافضاً الانكسار والسقوط في لحظة السقوط والتردي.. هذا هو دور البطل التاريخي، فهو صائد للحظة التي يوقف الزمن عندها كجوهر أنقى بحجم الكون واتساع الحلم، لحظة يتكثّف من خلالها مفهوم البطولة ويشعّ عالياً"، وختم يقول "ياسر عرفات في رحيله يشبه أبطال الإغريق المحمولين على التراجيديا، توّدعهم البلاد بالغار والأقحوان وأغصان الزيتون فيتوهجون على ماء الحلم والحق والحقيقة..طوبى لياسر عرفات الاسم الحركي لبلادنا".
صوت فلسطين
تحت هذا العنوان ، قال الاعلامي علي شكشك " سيكون صوتهم مشوباً بالضجيج والطائرات والمناورات والمحايلات والتهديد والوعيد والدمار والقنابل النووية والجرافات والفيتو في مجلس الأمن والحصار والمستوطنات وتغيير المعالم والضغوطات والمساومات والسجون والمعتقلات، وهي ذات الوسائل التي لا تزيد على أن توقظ الوعي وتراكم الذاكرة وتصقل الوجدان وتجلو الضمير"، واضاف "من هنا حيوية أن يكون "صوتُ فلسطين"، الذي سيتسلح فقط ببساطة الحق وأنين الجرح ونبش الوعي وبراءة الوجدان، ذلك أن كل ضجيج القوة لن يستطبع أن يطال الضمير، بينما ليست فلسطين إلا هذا الضمير وليس صوتها إلا صوت هذا الضمير".
عرفات الغائب الحاضر
العنوان الذي تحدث فيه سفير فلسطين حسين عبد الخالق عن رحيل الزعيم الخالد ياسر عرفات ، مذكرا انه تمكن أن يحفر فى التاريخ الحديث صفحات مشعه بعد أن قاد أطول ثورة عرفها التاريخ المعاصر؛ زاوج خلالها بين الفكر السياسي والثوري، مشكلاً بذلك الرقم الصعب في المعادلة السياسية العربية والإقليمية والدولية، ولا يختلف كثيرون على أنه شكل معادلة صعبة وضعت القضية الفلسطينية على سلم أولويات الاهتمام الإقليمي والدولي؛ مع حفاظه على الثوابت والحقوق والهوية الفلسطينية في ظل متغيرات سياسية ألمت بالمنطقة العربية. واضاف " لا يختلف أحد على أن عرفات كان يمثل تجسيداً واقعياً لحلم الدولة الفلسطينية، لقد تمكن من مواجهة كل الصعاب، وانتقل من مرحلة الثورة إلى مرحلة تأسيس الدولة، لينشئ أول سلطة فلسطينية في التاريخ؛ بما جعله لاعباً سياسياً من طرازٍ رفيع في السياسة الشرق أوسطية والعالمية؛ ودفع الكثير من السياسيين لوصفه على أنه أحد أبرز الساسة العظام في العالم خلال القرن العشرين". وقال السفير الفلسطيني في الجزائر " إن أهمية ذكرى عرفات، لا تشكل فحسب تقديساً للماضي؛ ولكنها تشكل تجربة يمكن الاستفادة منها لاستشراف المستقبل؛ اضافةَ إلى أن الشعب الفلسطيني يحتاج في هذه اللحظات الحرجة لإستلهام ذكرى عرفات من أجل ضمان حاضره ومستقبله؛ في سياق ما تشهده القضية من مخاطر جما؛ ومن انقسام عميق وخيبة أمل متكررة؛ في هذا السياق ينبغي إعادة صياغة الاستراتيجية للمحافظة على القضية الفلسطينية؛ بوصفها قضية وطنية تحررية لا تطغى عليها أي أولويات أخرى؛ وفي ذكرى عرفات وجب علينا أن نحذر من محاولة حرف مضمون القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني إلى أية مسارات أخرى مهما كانت وتحت أي مسميات.
ثمانية أعوام حسوما !
بهذه الكلمات عنون الاعلامي الفلسطيني عزالدين خالد ممثل اللجنة الإعلامية لإحياء ذكرى الشهيد القائد ياسر عرفات مقالته التي نشرت في كافة الصحف الجزائرية والذي قال فيه " قبل ثمانية أعوام حسوما، رحل الزعيم ياسر عرفات، دون أن يغيب تأثيره في السياسة والحياة الفلسطينية، بخطها البياني المتعرج حتى الآن. وكيف يغيب؛ وقد كان أبو عمار الاسم الثاني لفلسطين، أو المعادل الموضوعي لها" .
واضاف " استطاع ياسر عرفات أن يخلق القواسم المشتركة، بين الشعب الفلسطيني الواقع تحت أسوأ احتلال الغائي تشهده البشرية المتجددة، وبين الشعوب المضطهدة الأخرى، التي تكافح من أجل حريتها وكرامتها واستقلالها في أنحاء العالم، لتتجلى عبقرية ياسر عرفات في نطاقها اللانهائي، حينما شملت قدرة منه مركبة، على استجلاب تأييد كافة القوى الوطنية المناضلة في العالم، سيما في القارة الإفريقية، رغم كل أنواع التناقضات". واضاف عز الدين " فكأن ياسر عرفات أراد من البشرية أن تتحد على معنى واحد، وهو العدالة في مواجهة الظلم، والحرية في مواجهة الاستعباد، والكرامة في مواجهة الذل، والمشاركة في مواجهة الإقصاء .. الشيء الذي أعطى القضية الفلسطينية الزخم التضامني العالمي، في الحصول على دعم نضال وكفاح الشعب الفلسطيني، في مجابهة العنصرية الإسرائيلية القبيحة، التي تحلها القوة ولا تحرمها الغطرسة".
شهيدا شهيدا
وفي ملحق صحيفة"الجزائر " الخاص بالذكرى كتب الكاتب احسن خلاص مدير النشر في افتتاحيته " ثمانية أعوام مضت على استشهاد أبو عمار. الرجل الذي كان له ما تمنى منذ أن ولد، وترعرع بين أحضان قضية شعبه فقرر أن يتماهى معها. شهد جميع اللحظات الفارقة في التاريخ الفلسطيني ووقف على جميع لحظات شموخ الشعب المقاوم للجسم الغريب الذي زرع على الأرض العربية. واضاف " ياسر عرفات ليس مجرد اسم لشخص بل هو شخص وهبه الله للقضية إذ يحق أن نتساءل أي مآل سيكون للقضية وأي مصير لو لم يدخل متغير اسمه عرفات في المعادلة الفلسطينية. وهل بقي شيء اسمه قضية بعد رحيل قائدها؟ أم أن ظل عرفات يبقى يخيم عليها وتتوارث سيرته الأجيال الفلسطينية".وتابع " كان أبو عمار رمزا للتعايش الإنساني وحوار الديانات بعيدا عن الإيديولوجيات الاحتلالية المدمرة عبر عن استعداده لوضع البندقة والسمو بغصن الزيتون. كان احتكاكه بالجزائر وثورتها، ثورة المليون ونصف المليون شهيد كما كان يحب أن يسميها دائما، ودولتها وشعبها احتكاك الملهم والمستلهم
.وفي العدد الذي تضمن تقارير ومقالات وصور خالدة عن الرئيس الشهيد ختم يقول" رحل وهو يقول يا قضيتي كيف يفعل بك الأعداء بعدي. رحل ولا يزال الفلسطينيون على حالهم منقسمين، تتجاذبهم المصالح الإقليمية والدولية ويتعرضون للضغوط والمؤامرات وأحيانا هم وقودها. رحم الله الشهيد ياسر عرفات".
جبل المحامل
ملاحق اخرى اصدرتها صحف " صوت الأحرار" ، " الجزائر"، "الجزائر نيوز" ، وتطرقت لكل جوانب حياة الشهيد وسيرته ومحطاته ، وفي احداها كتب الكاتب عبد الكاظم العبودي عن الرئيس الراحل تحت عنوان " جبل المحامل " ، فقال " صاحب جبل المحامل آثر ان يكون ضريحه عند كل مقاطعة يتداول أصحابها تسيير المعركة عند سفوح الجبل أو فوق ذراه. عينه شاخصة نحونا، يتنفس بنا ويعيش أمله طالما أنه لم يختر من كل الأرض الكونية إلا مراحَهُ وحلمه ليرى سهولها ومنخفضاتها، وهو يعرف أن قمة جبل المحامل تضحك للشمس ساخرة من ألعاب الأقزام على سفحه" ، واضاف "أبو عمار يعرف أن جبله يتوج الأرض كلها، وينزع تيجان الملوك والأباطرة. وهو يضع مرصده الوطني في أعلى نقطة هي ذروة أماني شعبنا، منذ لحظة ميلاد الفتح الحقيقي عندما استوزر مفتاح نصره في ليلة من ليالي معركة الكرامة، في ليلة فتح وعاصفة مُبينة، في وعد بالنصر يأتي من أعماق غور الأردن، ليس بعيدا عن البحر الميت، ومن بحر فلسطين المتلاطم، شرق المتوسط". وقال الكاتب " لو كان لي من حق المؤرخ أو الشاعر أو الباحث المستقبلي في قضية كفاح شعب فلسطين لما اخترت الليلة إلا عبارة الأزل لأختزل كل ما كتب عن ياسر عرفات وسيرته وجهاده، فأتذكره الليلة ككل ليالي فلسطين منارة وفنارا للعائدين، عبارة مجسدة في خلود صاحبها نتذكرها كلما اعترانا ضعف وشعرنا بالتردد والخوف من المجهول".واستد رك " علينا ان نعترف بجبل آخر في سورة الصبر الفلسطيني، كان وسيبقى كالطود الشامخ لكل أحرار الأرض، إنه جبل المحامل، وباني هيكله الخالد، طوبة طوبة, أبو عمار, جمع أحجاره وتربته وتلقفها من أيدي الأطفال، وما تعفّر به التراب على جبهة فدائيي فلسطين.
وختم الكاتب بالقول " انه لازال يُشكل اللوحة التي يريدها شعبنا، لوحة مغطاة بالزيتون والحمام الذي يظلل في ليلة نوفمبرية ملاذ القائد الكبير واستراحته في الحرب والسلم في رام الله، حتى يُكتب لملائكة النصر حمل نعشه الأخير إلى القدس. ألم يقل عن ذلك ان القدس بالنسبة إليه على مرمى حجر, حجر هو الناطق الرسمي لثورتنا بعد أن تسكت العواصم, في مساء الزيارات تطوف الأمهات والشهداء والأيتام والأشبال والأطفال "فتح مرت من هنا" وكلنا عاصفة، لغة ونشيدا في موطني موطني,
في ذكراه، انظروا شهابه وحضوره، حين وضع وجهه في محراب الأقصى وغطى الأرض الطيبة وذروة الجبل بكوفيته التي صارت لنا وللأرض عنوانا.
صاحب الصحابة
العنوان الذي كتب في اطاره الكاتب تامر المصري مقالته ليقول عن امام الشهداء " لم يكن ياسر عرفات، في حياته وموته، إلا المعجزة الفلسطينية، التي ثبتت نفسها في غير سياق التشابه، لكل صنوف القادة والثوار، الذين شهدهم التحرر أو شهدوه، ليكون أبو عمار في تاريخنا، البداية المقدسية الاستثناء، والنهاية الكربلائية الاستعصاء، واختصار حكاية الزمن الفلسطيني في أمنية ثائر اعتادت على مداورة الحلم، حتى تعمم وصار مطلبا أمميا، ليخلق التبرير لكل أنواع المحاولة، التي ابتدعها استئناسا من وحي الثورة، عُلوا بالقضية وشأنها، رغم كل محاولات الإغراق التي أنجاه منها وأنجانا صدق السريرة، حينما أيدتها روح المطاولة، في وأدها لليأس، بشق طريق عند ردم أي طريق .. فسلكنا وعبرنا دون أن نبيد.
واضاف " استطاع ياسر عرفات، أن يؤكد فرضية لم نلمسها إلا بعد الغياب، وهي أننا لم نستثمر القائد الذي أدركنا أنه كان ضرورة، أو أننا لم نشعر بقيمة ذلك، حينما كان حيا". وتابع" وهكذا يبقى أبو عمار أبجدية التمني الفلسطيني المتشكل في حروف اسمه، على خارطة ترقيط كوفيته وحدود عقال رأسه، بما يكفل تجسيد واقع الانعكاس النفسي، المشبع فلسطينيا، عزا وزهوا، خلف هيبة قامته المنتصبة، ليثري بذلك فينا الاعتزاز، إذا ما سألنا السائلون اللاحقون بعد سنين أو عقود، عن زمانية خلقنا، لنجيب فخرا، أننا قد وُلدنا في زمن ياسر عرفات".
وختم مقالته بالقول " لا جزا الله وجع الفؤاد فينا اليوم خيرا، الذي يأبى التلاشي بالتقادم أو النسيان، سيما إن كان مكرورا على إدامة الذكرى، بما بين أولها وتاليها من أيام، لا ينفصم فيها فلسطيني، عن استذكار المعادل الموضوعي، لاسم بلاده الثاني، الذي بات العالم يميزنا به، استحضارا مع اسم الوطن إذا حضر، إن تبعه اسم ياسر عرفات وصفا واستدراكا وعنوانا، كهوية وطنية أخرى، صارت محط افتخار، سيما مع تأكد واقعة الرحيل، وجمود أبجديات المشهد، وتوسد القضية على مائدة التنازع، بالنهش الإقليمي الذي يفترضنا يتامى، مع توهم وجوب حق البعض في الوصاية. فرحم الله صاحب الصحابة الذي رحل من هذا الدنيا، وقد نسي أن يموت في القلوب، مخلفا وراءه خارطة بلاد أرملة، وأكثر من عشرة ملايين فلسطيني يتيم, فعلى روحك الطاهرة السلام، يا أيها الرمز المترجل في غير أوان".
حينما بكت الجزائر فلسطين
واستمرت وسائل اعلام الجزائر في افساح المجال امام كل الاقلام المبدعة في احياء ذكرى الشهيد الذي احتضنته وساندته ودعمته ، فيسلط الكاتب عبدربه العنزي الضؤ على بعض صور تلك العلاقة ، فكتي يقول " هناك شيء ما بين هذه الأرض في الجزائر وبين فلسطين، هل هو سحر الجزائر في اخضرار سهولها ،ودفء شطانها،دلال أشجارها الباسقة،تموج وديانها،نار صحرائها،هي صور لطبيعة تتجلى بأرشق تعبيرات للبصر،يستأنس الموجوعون بجمالها، هنا اكتشف أشياء من جنات فلسطين التي سرقت".واضاف "حب تلمسته يداي في الجزائر التي تحب فلسطين بلا نفاق،إحساس بان بيننا وبين الجزائر ملحمة دم متشابهة، انتهت هنا في مشاهدها الأخيرة بإعلان انتصار دم الجزائر على بندقية الجلاد الفرنسي،لكنها لم تكتمل هناك في فلسطين فما زال الوريد يضج بالدم الزكي الطهور بلا توقف أو انقطاع.هنا ثمن من الشهداء لم تكرره تواريخ الثورات أو الشعوب،حجم مفرط من بنادق القتلة ضد الجزائر،هناك في فلسطين ثمن سخي تدفعه كل شجرة زيتون،كل حجر شيده تاريخ الآباء،كل لحظة هناك تؤذن باقتراب موت وجنازة".
واضاف " هنا يقابلك الجزائريون صغارا كبارا ومن كل الطبقات وبكل لهجاتهم من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، أهل السهل والجبل والوادي،لتعلم بيسر ان الجزائريين يتوارثون الكرامة وحب فلسطين،هناك يمكنك أن تسال أي فلسطيني حتى الذين لم يدخلون المدارس ليقولون لك أن الجزائر بلد الشهداء والثورة الحمراء،هناك يتعلم الفلسطينيون بشكل يومي درس الدم الجزائري الذي سال زكيا فأينع وردا في ضفاف المقل ،أو حصة لتدريب الفلسطيني على الموت بلا دموع في تقوس الخدود".
ويختتم مقالته بالقول "قال لي سائق الأجرة البسيط الذي ركبت معه:"نحن كما قال الرئيس الراحل بومدين مع فلسطين، ظالمة أو مظلومة"،هي نفس الجملة التي قالها لي صاحب المتجر،نفسها التي قالها لي عاطل عن العمل في مقهى،وقالها لي طالب جامعي،والرجل المسن الذي جلس بجواري في حافلة النقل،هل هي مصادفة أن يحفظ كل هؤلاء الناس نفس الجملة؟أم هي ثقافة حب لفلسطين وأرضها؟ أليست هي شيم الكرام الذين لا يرضون ضيما لأرض الإسراء والمعراج. ألا يكللني هذا الإحساس بالمجد وأنا امتلك محبة من هؤلاء الأباة ؟أليس ميزة أن تحبني الجزائر كفلسطيني بكل هذا الفيض من النبل؟.
على طريق الاستقلال
وفي صحيفة جزائرية اخرى ، استذكر الكاتب بهاء رحال وثيقة الاستقلال واهميتها ، فكتب " بلغة الخالدين جاءت وثيقة الاستقلال تعبيراً عن تطلعات الشعب الفلسطيني وآماله وسعيه الدءوب للخلاص من الاحتلال وصولاً الى إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة فوق أرضه ووفق نصوص القرارات الدولية وهيئات الأمم وما اعترف به العالم لنا من حقوق لم تنصفنا "،واضاف " وبين ما حملته هذه الوثيقة من نص أدبي وثقافي مبدع وخلاق ذو قيمة إنسانية وتاريخية مستمدة من حقيقة الوجود الأزلي للشعب الفلسطيني حيث اختزلت في طياتها مشوار طويل من الكفاح والنضال عبر عقود من الزمن وقدمته الى العالم بطريقة منقطعة النظير حتى يفهمها ولتكون شهادة ميلاد تليق بحجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني على مذبح الاستقلال وبين ما شكلته هذه الوثيقة من قيمة حضارية مُثلى وقد اعُتبرت أطروحة سياسية شاملة ومتكاملة تفسر معالم الدولة الفلسطينية ".
واضاف " لقد أكدت وثيقة الاستقلال على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بفلسطين الطبيعية والتاريخية وان قبولها بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن يأتي في إطار قبول السياسات المفروضة بقوة الهيمنة على المنطقة والتي تتحكم بها بعض القوى الاستعمارية التي أرادت أن تزرع الكيان الإسرائيلي على تراب فلسطين وتسقط تاريخ هذه الأرض وتشتت سكانها التاريخين الذين ارتبط تاريخهم بها ارتباطاً عضوياً كاملاً وقد بنو فيها حضارة الإنسان الأول فكان كنعان يمثل صورة الفلسطيني الأول الذي وطئت قدماه هذا الثرى ، ولم تأتي هذه الوثيقة من منطلق الرضا الكامل لان كافة القرارات الصادرة تصادر وتنتقص من الحق الفلسطيني الذي بدونه لن تتحقق العدالة على الأرض وبين الناس . وختم بالقول " إن وثيقة الاستقلال الفلسطيني والتي أكدت على أهمية الحفاظ على النسيج السياسي والاجتماعي والوطني للشعب الفلسطيني ورسمت صورته المستقبلية وبنت جسوراً من الأمل وحددت معالم الدولة الفلسطينية وأنظمتها وقوانينها وتشريعاتها وصورتها المشرقة لا زالت تنتظر قراراً دولياً ورغبة حقيقية بضرورة تجسيدها على ارض فلسطين لوضع حد لحالة الاختراق المستمرة من قبل إسرائيل لكافة القرارات الأممية وتماديها في خرق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت