في هذا المؤتمر الذي تحدث خلاله الزعيمان , لم يكن مفاجئاً هذا الحديث الرائع وهما يصفان السيناريوهات التي تخللتها المفاوضات الغير مباشرة والتي رعتها مصر العروبة بقيادتها الحرة بعد أن زال عنها كابوس الحكم الظالم والتابع الذي عمل على قهر شعوب المنطقة
وبشكل خاص التامر على فلسطين وغزة بشكل مباشر
بعد أن توقفت آلة الدمار الصهيوني مرغمة بفعل المقاومة الصلبة التي أدارتها قيادة القسام وسرايا القدس ومعهما جميع الكتائب المقاومة بما فيها كتائب الأقصى الرائدة
وقد أشار الرجلان لهذه الوحدة الميدانية التي فرضتها الهجمة الصهيونية الشرسة
نعم لقد انتصرت المقاومة الفلسطينية بمجملها وهذا ما صرح به القائدان وقد تألقا
من خلال هذا الوصف العظيم بأن النصر لم تصنعه حماس والجهاد لوحدهما بل الكل الفلسطيني
وهنا يجب أن نتوقف أمام هذا التفاني وعدم التفرد والتعالي وقد أشرت له في مقال سابق تحت عنوان ( غزة تفاوض العدو بالصواريخ والدماء ) وكانت هذه الفقرة ....
إياكم والوقوع في لأفخاخ المسمومة .فأنتم اليوم الأعلون .. لا تهبطوا إلى الحضيض
إياكم والغرور ...إياكم والغلو ... لا تكبروا حجركم ..فحجركم كبير بما يكفي ليعطي العدو درساً لن ينسوه ... إعرفوا حجمكم ... وقد أخذتم نصيبكم من الكرامة والشهامة والصمود
حافظوا على قواكم ولا تثرثروا كثيراً ..تواضعوا ...تواضعوا ..تواضعوا
إسرعوا الى المصالحة وتوحيد الصفوف ..هذه فرصتكم وأنت في اللوج وفي المقدمة
فوالله إن اتفق عليكم الجمع سيكون الوضع فوق طاقاتكم وستندمون يوم لا ينفع الندم
لا يغرنكم الأفاقون الذين يأتونكم بإبتسامات ودولارات وهم أعوان بني صهيون
قلت هذا وأنا على يقين أن من يؤمن بالله ويجاهد في سبيله لا يمكن إلا أن يكون متفانياً
جامعاً ولا مفرقاً , فكم أنا سعيد وقد ثبتت رؤيتي وثقتي ( وثقتي بالله أولا وأخيراً )
ما أروع ما نطق به القائدان الوفيان لشعبهم وأمتهم وهم يقولون ما قالوه من كلام لا أطيب ولا أروع .. بأن ما كان يراهن عليه عدونا بأن الإنقسام سيزيد ويتعاظم مع هذا العدوان والتفرد بقطاع غزة حيث سيقف باقي الفلسطينييون متفرجون وستكون فتح والضفة الغربية في معزل عن الأحداث
وإذا بفتح والضفة تنتفض دعماً لغزة ويسقط الشهداء فداءً للأهل في غزة
ما أروع ما قاله الرجلان بأن المصالحة باتت أكثر مطلباً لنا وأننا على إتصال مع الرئيس أبو مازن والذي كان يتابع الوضع في غزة وأننا وحركة فتح سنمضي في المصالحة ولا عودة للوراء
إذاً ... خاب ظن الأعداء وخاب رجائهم وأثبت شعبنا أن فلسطين كلٌ لا يتجزأ وأن أي مؤامرة تحاك لتقسيم الشعب الفلسطيني ليس له مكان وخاصة عندما قال أبو الوليد ..
من كان يخطط لضم غزة لمصر فنقول له غزة لفلسطين وغزة والضفة مع الكل الفلسطيني وحدة جغرافية واحدة ولن يكون هناك أي وهم من أوهام تجزئة الوطن
وخاصة قوله , بأن شعبنا في الضفة أثبت أنه قادر على الالتحام بالأهل في غزة وبشكل فوري
انتصركف غزة على المخرز الصهيوني وأثبتت حماس والجهاد وكل القوى المقاومة أن السياسة لها دور ودور كبير عندما تتعزز بالقوة والتضحية والفداء
إنتصرت غزة بتضحيات جسام وبدماء وأرواح مئات الشهداء والجرحى واليتامى والثكالى
انتصرت غزة بسواعد أبطال لم يناموا طيلة سنوات وهم يعدون العدة ويتدربون ويطورون قدراتهم كما أمر الله تعالى ( وأعدوا)
إنتصرت غزة وأهدت إنتصارها للضفة وللكل الفلسطيني
ولأول مرة في تاريخ الصراع تتأكد نظرية كانت غائبة بأن الإرادة عندما تتوفر تتنتصر على أعظم قوة في الأرض
إنتصرت غزة وانتصرت فلسطين, وانتصر مشعل وشلح على الانقسام
فهنيئاً لشعبنا العظيم في غزة والضفة والشتات
هنيئاً لمصر, مصر الثورة مصر ميدان التحرير, مصر الشهداء , مصر العبور ,
هنيئا لشعب مصر الذي إنطلقت منه وفود الشباب الذين دخلوا غزة تحت القصف وأثبتوا أن مصر وشعبها العظيم لا يمكن أن يتبدلوا أو يتحولوا عن مبادئهم القومية مهما حاول البعض جرهم للعداء من خلال أحداث مصطنعة حدثت في الماضي القريب وقد سقط شهداء في رفح برصاص عملاء حاقدين مدسوسين لتأليب مصر على فلسطين , وها هم مع أول موقف يثبتون أصالتهم وانتمائهم ويدحروا مخططات العملاء بقولهم..
جئناكم وأرواحنا ودمائنا فداء لكم يا أهل فلسطين حتى يتم التحرير والنصر المبين
هنيئاً للقيادة المصرية ومخابراتها الوطنية التي أثبتت على مدار التاريخ أنها مخابرات محترفة كشفت الكثير من العملاء والجواسيس وحمت الأمن القومي العربي وليس مصر فقط
هنيئاً لمصر وهي توقف نزيف الدم الفلسطيني وغطرسة الصهاينة
وهنيئا ً ..هنيئاًَ ...هنيئا لمصر عندما تتوج هذا النصر بالمصالحة التاريخية
التي ينتظرها شعبنا بفارغ الصبر
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت