يتوارى قليلاً عن عين الكاميرا ؟! .. فيما يُبقي الباب موارباً على حلٍ دبلوماسي يلوح بالقرب من المنطقة، ليعود إلى ميدان المعركة فيرسل طائراته تجوب سماء غزة، تدك البنايات السكنية فوق رؤوس ساكنيها، تغتال ابتسامات الأطفال؛ فيذرف زعماء العالم الدموع على وجع غزة !!
يعود مصرحاً عبر أبواقه الإعلامية، بأن شعب الله " المحتار عبر جيشه المختار"، أفقد المقاومة الفلسطينية قدرتها على الرد، بأستهدافه أهداف حساسة ودقيقة في قارة غزة الممتدة نحو الأفق ، وقبل أن تصحو أبواقه الإعلامية وتنحدر لذة الإنتصار المزيف، تفاجئه المقاومة بقوة ردها المزلزل، فيحتار في أمره البسطاء والمعقدين في صياغة الوقائع وتحليل الأحداث وتغيير وجه الحقيقية.
ثمانية أيام مرت على هذا العدوان، واسرائيل مازالت تخسر قطعة من ملابسها كل ساعة، ونتنياهو على حافة الإفلاس السياسي، ونظرية حمد بن جاسم عن النعاج بطل مفعولها قبل أن ترى النور وتخضع للتجريب المتكرر لتعديل مسار مسخ النعاج، والفشل الأمني يلاحق اسرئيل لحظة بلحظة، فالعملية الأخيرة على التي استهدفت حافلة في تل الربيع، أفقدت العدو توازنه وهزت أوصاله، فسقط العامود وانفض السحاب.
في الوقت ذاته يسلطن المزاج الشعبي العربي عامة والفلسطيني خاصة على أنغام فجر 5 ، وغراد، فحالة التوازن النوعي في قوة الردع ونقل الخوف، التوتر، والرعب إلى مربع الداخل الإسرائيلي جعلت من المقاومة العنوان الأول لكل المراحل القادمة، التي أسقطت بدورها فكرة الهزيمة المطلقة ولفظت الدور المخنث الذي عاشته الأمة العربية لمدى طويل، واستعادت أصالة البطولة في ذات العربي والفلسطيني.
وبمجرد الملاحظة البسيطه ندرك الفارق النوعي بين الجبهتين الداخليتين الفلسطينية من جهة، والإسرائلية من جهة أخرى، لا نحتاج كثيراً من الكلام كي ندرك الفارق في التوازنات النفسية والقوة الداخلية لكل منهما، والقدرة الخارقة للمقاومة على خلق بؤر اختراق أمنية وتعزيز قوة القرار السياسي على الأرض بفعل الإستهداف الدقيق والمنظم لقلب الكيان الإسرائيلي، والسؤال المحير الذي يلوح في الأفق ماذا سوف تقول لنا الحكومة الإسرائيلة بعد انتهاء المجلس الوزاري المصغر الذي عُقد لتوه. هل ستذهب للأمم المتحدة لتشكوا من فرط قوة وأصالة الرد الفلسطيني، أم ستفاجئنا المقاومة قبل انتهاء الاجتماع الوزاري المصغر بشن حرب برية على اسرائيل ؟!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت