حرب الأيام الثمانية بين مقومات الصمود وفشل ليبرياهو

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي


في تمام الساعة التاسعة من مساء الأمس ، وحين دقت ساعة الصفر لبدء الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال ، رجعت بذاكرتي إلى نفس الموقف بعد عدوان 2008 ، وأدركت كفلسطيني أن المعادلة اختلفت ..

فحينها كان اولمرت رئيس وزراء العدو يتصرف بشيء من التبجح ، ويتابع مباراة لكرة القدم ، وحين الانتهاء منها أعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد ..

لكن اليوم الأمر والصورة مختلفة بمشاهدها ، حيث أن المقاومة الفلسطينية الباسلة هي التي أجبرت العدو للبحث عن مخرج – بل مهرب- من نيران وضربات المقاومة ، والشيء الذي يثبت أن المقاومة حققت أهدافها ودحرت كافة أهداف العدو ، انه وبشيء من الحنكة السياسية والعسكرية ، أطلقت المقاومة صليه من صواريخها قبل وصول عقارب الساعة إلى التاسعة - موعد بدء الهدنة- بمعنى أن الصاروخ سيصل إلى هدفه تمام الساعة التاسعة ، لتصل رسالة المقاومة أن أهداف ليبرياهو لم تتحقق .. ..

وفي الواقع العسكري والسياسي سجلت المقاومة انتصارا بعدة مجالات وفشلت موازين وحسابات العدو ونرصد منها:

أولا : ضعف واهتزاز الجبهة الداخلية الصهيونية ، في مقابل تماسك وتلاحم الجبهة الفلسطينية ، على المستوى السياسي والعسكري ، وترك الخلاف سواء كان في الضفة أو غزة ليثبت للعالم أننا فوق الخلافات والدم يوحدنا ..

ثانيا: انتقال القضية الفلسطينية إلى مركز الصدارة في المحافل الدولية والعربية ، بعدما غيبت إعلاميا بعد ثورات الربيع العربي ، وأصبحت فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص مزارا لكل قيادات العالم ..

ثالثا: سطر الشعب الفلسطيني أسمى آيات الصمود ، وحطم نظرية الترانسفير المطروح من تحالف الشر الصهيوني، وتقهقرت نظرية يهودية الدولة ..


رابعا : إحياء ظاهرة العمليات النوعية داخل أراضى الكيان ، وتنشيط الخلايا النائمة يؤكد على قدرة المقاومة الإمساك بزمام المبادرة ، وتفعيل دورها في الزمان والمكان المطلوبين ..

خامسا : سقوط خــــيار التلويح بغول الحرب البــــرية الذي استخدمته إسرائيل كسيفا مسلطا على رقاب الفلسطينيين، بفضل صواريخ المقاومة التي أربكت الصهاينة ، وجعلتهم يعيدون حساباتهم ألف مرة ، والانتقال بمردود عكسي ودخولهم إلى مربع الخوف من اسر جنود صهاينة ، خاصة بعد نجاح تجربة اسر شاليط ..

سادسا: دخول صواريخ (الكورنيت وفجر 5) ، الذي دك تل أبيب وريشون لتسيون ، اثبت فشل الحصار ، وفشل الضغط ، وتغلب المقاومة على الصراع ، والتكيف مع ضغوطه ..

سابعا: كسرت المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني ، كبرياء وغرور ليبرمان نتنياهو ، واستطاعت أن تفرض -عليهم رغم التلكؤ المقصود – أن يلهثوا وراء الهدنة ، وعدم التشدق والتهديد بين حين وآخر بضربه على غزة ..

ثامنا : وبعدد أيام الحرب ، الفلسطينيون استطاعوا أن يغيروا نظريات عسكرية ، ويثبتوا فشل وكذب نظريات ومقولات سابقة ، كانت تدعى أن الجيش الصهيوني لا يقهر ، فقد أثبتت المقاومة الفلسطينية نظرية أن الجيش الصهيوني أجبن جيش في العالم ، وانه لا يقاتل وجها لوجه ، بل ، إما من خلف جدران الدبابة أو من طائرة ، أو من وراء جدران سفينة ، ليثبت مقولتي التي تحدثت بها في وكالات الأنباء أن اليهود عبر التاريخ لم يكونوا مقاتلين ، كباقي مقاتلين العالم القديم من (يونان ورومان واشو رين واسبرطيين وكنعانيين ) ، بل اليهود محترفين موغلين في عالم الجريمة والغدر والخديعة والخيانة والمكر والاغتيالات ، فهم اسود بالغدر نعاج في المواجهة ، وغزة تبرهن على ذلك
د ناصر إسماعيل اليافاوي الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت