انتصر الفلسطينيون على العدوان الإسرائيلي ..... فهل ينتصر الفلسطينيون لإنهاء الانقسام

بقلم: علي ابوحبله


انتصرت قوى المقاومة الفلسطينية وانتصر الشعب الفلسطيني على آلة العدوان الإسرائيلي ، أسقطت قوى المقاومة الفلسطينية نظرية الأمن الإسرائيلي ونظرية التمسك بالأرض لحماية ما تسميه الكيان الإسرائيلي ، بضرباتها الصاروخية التي طالت العمق للكيان الإسرائيلي ، إن انتصار قوى المقاومة الفلسطينية تحقق بالتلاحم الشعبي الفلسطيني وبوحدة الشعب الفلسطيني وببناء القوه الفلسطينية ، مجتمعة بمواجهة المحتل الإسرائيلي ، تفوق الكيان الإسرائيلي بالعتاد والعدة لم يرهب المقاومة الفلسطينية ولم يهزم الروح المعنوية للشعب الفلسطيني الذي بقي صامدا بوجه العدوان بالرغم من القتل للأطفال الرضع وللشيوخ والنساء والأطفال وبالتدمير للحجر والشجر ، ما تحقق من حرب حجارة السجيل من قصف للعمق في الكيان الإسرائيلي لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله لان ما تحقق هو الحلم الذي راود كل فلسطيني للانتصار على إسرائيل والانتصار على تفوقها العسكري النوعي ، إن حقيقة القول أن معركة نتنياهو الخاسرة على الشعب الفلسطيني فيما سماها عمود السحاب تنعكس بنتائجها على كيان إسرائيل ، بإعادة حساباتها خاصة لجهة التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتهويد القدس والاستمرار في سياسة الاعتقال والاضطهاد إن هذه السياسة أصبحت لا تجدي نفعا ، ما حققته قوى المقاومة الفلسطينية هو انتصار حقيقي على كيان غاصب فرض الحصار المحكم على قطاع غزه والأراضي الفلسطينية المحتلة وان هذه الجزئية المحتلة من ارض فلسطين المتمثلة في قطاع غزه التي لا تتجاوز مساحتها ثلاثمائة وستون كيلو متر استطاعت من تسليح نفسها وتقوية قدراتها لتقصف عمق الكيان الإسرائيلي ، فاجأت قوى المقاومة الفلسطينية قيادة أركان حرب الاحتلال الإسرائيلي بالنتائج التي تحققت من قصف عمق الكيان الإسرائيلي ، الانتصار الحقيقي للقوى المقاومة الفلسطينية على الكيان الإسرائيلي اثبت أن إسرائيل قد فقدت عنصر المفاجأة ، قد تملك إسرائيل كل وسائل التدمير الممنهج للبشر والحجر وان أعمالها وجرائمها تشكل مخالفة صريحة لكل الاتفاقات الدولية ، إلا أن إرادة الفلسطينيين وتمسكهم بحقوقهم هو الأقوى ، معركة حجارة السجيل انتصرت فيه الاراده الفلسطينية على القوة الاسرائليه الغاشمة ، إن الانتصار الفلسطيني يجب أن لا يجعلنا نغفل كل المحاولات الامريكيه الاسرائيليه للالتفاف على ما حققته قوى المقاومة من انتصار على جيش الاحتلال الإسرائيلي وعلى ما تحقق من وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة المحتل الإسرائيلي ، إن المعركة السياسية هي أصعب بكثير من الحرب العسكرية وان الانتصار العسكري لا يتحقق إلا بالتكامل مع الانتصار السياسي وان المحاولات الامريكيه الصهيونية لسحب البساط من تحت أيدي الفلسطينيين يبقى قائما طالما أن أمريكا وإسرائيل بمخططهما للشرق الأوسط الجديد يحاولان تصفية القضية الفلسطينية لتحقيق امن إسرائيل ، إن المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد ما زال حلم إسرائيل وما زالت خطوات تحقيقه تصطدم بإرادة الشعوب العربية الرافضة للمخطط الأمريكي الصهيوني ، إن عقدة تنفيذ المخطط تواجهه قوى المقاومة والممانعة في المنطقة المتمثل في قوة إيران وسوريا وقوى المقاومة اللبنانية الفلسطينية ، محور الممانعة والمقاومة هو حجر العثرة في وجه المخطط الذي يهدف لترسيخ وجود الكيان الإسرائيلي كجزء من المنظومة الاقليميه الفاعلة في المنطقة في محاولة أن تكون إسرائيل ركيزتها الامنيه ، إن الهرولة الامريكيه بالجهد الذي بذلته وزيرة الخارجية الامريكيه للوصول لاتفاق التهدئة مع الفلسطينيين عبر الوسيط المصري والضامن المصري هو بسبب فشل الحرب العدوانية لإسرائيل على الشعب الفلسطيني وإخفاق حكومة نتنياهو من تمرير المخطط الأمريكي الصهيوني بالأدوات المتامره على القضية الفلسطينية لتجريد المقاومة الفلسطينية من سلاحها وعجز آلة الحرب الصهيوني عن تدمير بنية المقاومة الفلسطينية العسكرية ، مما اوجد حالة من الذعر والخوف لدى الاداره الامريكيه من توسع دائرة الحرب لتشمل جبهات عدة لن يكون بمقدور أمريكا وإسرائيل من مواجهتها ويقلب كل المعادلات الاقليميه والدولية خاصة وان أمريكا وحلفائها يجرون خيبات فشلهم بتحقيق اختراق في سوريا بعد نجاح الجيش العربي السوري بملاحقة وإفشال مخططات المجموعات المسلحة في الداخل السوري بالرغم من كل المحاولات الهادفة لتحقيق موقع قدم في الأراضي السورية لهذه المجموعات تحت اسم الممرات الامنه ، إن اتفاق التهدئة على المسار الفلسطيني في قطاع غزه بالوساطة الامريكيه وبالضمان المصري يجعلنا نتوقف حقيقة أمام ما يحمله اتفاق التهدئة من محاذير ومخاطر لا بد من أخذها بالحسبان وتتمثل في أن الأطراف المشاركة بعملية التهدئة المتمثلة في قطر وتركيا وأمريكا وفرنسا هم أدوات تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد هم النقيض لمحور إيران دمشق مع قوى المقاومة الفلسطينية وحزب الله ، المحور القطري التركي الداعم للمجموعات المسلحة في سوريا والهادف إلى تقسيم سوريا يسعى أيضا لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وحصرها في قطاع غزه ضمن المشروع للشرق الأوسط الجديد ويهدف لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية وتجفيف ينابيع إمداد المقاومة الفلسطينية بالسلاح ، إن الدفع باتجاه مصر لتكون الضامن باتفاق التهدئة مع ضرورة إلزام القيادة السياسة في مصر لهدم وإغلاق الأنفاق وان يكون رفع الحصار بالسقف الذي لا يتعارض وموقف المحور الداعم للمخطط الأمريكي للشرق الأوسط الجديد مقابل تدفق المساعدات المالية على مصر وتحت مسمى أعمار غزه ضمن مسعى ترسيخ الانقسام ، إن اتفاق التهدئة يحمل في طياته مخاطر العودة للخيارات التي سبق لشعبنا الفلسطيني أن رفضها وهو الدفع في قطاع غزه لتتحمل مسؤوليته مصر وهو ما سعت إسرائيل لتحقيقه ، جل ما يخشاه شعبنا الفلسطيني أن تحقق إسرائيل هدفها من خلال المسعى السياسي لتحقيق مكاسب سياسيه من عدوانها على الشعب الفلسطيني والانقضاض على الانتصار الذي حققته قوى المقاومة الفلسطينية بتلك الانجازات العسكرية التي تحققت لقوى المقاومة الفلسطينية ، وذلك من خلال الدفع في مصر لتتصدر مهمة تحقيق امن إسرائيل للحيلولة دون تسلح المقاومة الفلسطينية ، وان تتحمل مصر مسؤولية قطاع غزه الأمني والمعيشي ضمن خيارات سبق لشعبنا الفلسطيني والقيادة السياسية المصرية والعسكرية أن رفضتها في حرب الرصاص المصهور 2008 ، إن اتفاق التهدئة يحمل في طياته محاوله من محاولات الانقضاض على وحدة الشعب الفلسطيني ضمن محاولات ترسيخ الانقسام واستمرار الوضع الفلسطيني على ما هو عليه ضمن ما تسعى أمريكا لتحقيقه باستمرارية الوضع الفلسطيني لجهة تحقيق مصالح الكيان الإسرائيلي على حساب المصالح الفلسطينية ، إن خطورة المرحلة الراهنة من مراحل قضيتنا الفلسطينية تتطلب الشروع الفوري بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني كتجسيد للانتصار الذي حققته قوى المقاومة ألفلسطينيه على آلة الحرب الصهيونية وهو تجسيد الانتصار للشعب الفلسطيني من خلال تمسكه بوحدته ومواجهة المحتل الإسرائيلي في كافة أماكن تواجده ، المرحلة الراهنة تتطلب الوقف الفوري لكافة الحملات الاعلاميه والتراشق الإعلامي والشروع لاجتماع القيادات الفلسطينية لتطبيق الاتفاقات والتفاهمات بين حركة فتح وحماس بما يضمن الوصول لاتفاق استراتيجي يقود لكيفية مواجهة المرحلة ألراهنه والتصدي لكل محاولات الانقضاض على القضية الفلسطينية وتصفيتها ضمن المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد من خلال الشروع لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وحشد الجهود بالتوجه للأمم المتحدة لنيل عضوية مراقب لدولة فلسطين في مؤسسات الأمم المتحدة ، إن انتصار قوى المقاومة الفلسطينية على عمود السحاب يتجسد حقيقة بالانتصار للوحدة الوطنية الفلسطينية بهذا يكتمل انتصار شعبنا الفلسطيني على العدوان الإسرائيلي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت