الله جل جلاله هو الغني عنا ، ونحن الفقراء إليه ، وهو الذي يخلق ما يشاء ويختار ، وهو الذي يرزق ، وهو الذي يعطي ، وهو الذي يمنع ، سبحانه تفرد بالوحدانية ، ودعا خلقه إلى عبادته ، وأمرهم بطاعته وطاعة رسله ، ونهاهم عن الإشراك ، ونهاهم عن معصيته سبحانه وعن معصية رسله ، وابتلاهم لتمحيصهم وتطهيرهم من أدران الشهوات والشبهات ، ولكن كما أثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : { ما وقع بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة } ، فلنقبل على الله بالتوبة من الشرك والذنوب والمعاصي ، فمن تاب تاب الله عليه ، ومن أقبل فإنه يحظى بالقبول ، ومن أدبر فإنه يجزى بالإدبار ، والجزاء من جنس العمل ، وفي الموطأ قال : و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَذْكُرُ لَهُ جُمُوعًا مِنْ الرُّومِ وَمَا يَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ مِنْ مُنْزَلِ شِدَّةٍ يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.
إذاً قبل هذا قبل الفلاح قبل النصر المبين هناك شر ط اشترطه الله علينا يا أيها الذين آمنوا اصبروا أنتم في أنفسكم وصابروا عدوكم هناك صبر في النفس وهناك مصابرة للعدو يحوط ذلك كله واتقوا الله في الصبر وفي المصابرة لعلكم تفلحون رجاء أن تفلحوا ويتم لنا النصر بإذن الله ، فالذي حدث بشائر بالنصر وهذا شرط الله فهل نوف لله بشرطه حتى يتم لنا النصر لأن النصر من عند الله ليس من عند أنفسنا : { وما النصر إلا من عند الله }{ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}.
إخوة الإسلام : حتى ينصرنا الله تعالى لابد لنا من أن ننصره جل وعلا ، وأن ننصر رسوله صلى الله عليه وسلم ، ودينه ، ودعوته ، وأن ننصر أنفسنا في ذلك ، وقد جاء في كتاب الله عز وجل قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } .
قال الشيخ السعدي في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان : ( هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره ) اهـ.
وهذا هو مقصد الجهاد في سبيل الله ، إعلاء كلمه الله وطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في شئون الدنيا كلها وكل شئون الدين قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) }.
هذا هو الوعد وهذا هو الشرط وهذا هو الجزاء وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه فإذا أخللنا بشيء من ذلك أصابنا الملل ولم يتحقق لنا ما نريد .
قال الإمام ابن كثير في تفسير القرآن العظيم : (.. أرادوا أن يسألوا عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل ليفعلوه، فأنزل الله هذه السورة، ومن جملتها هذا الآية: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لا تبور، والتي هي محصلة للمقصود ومزيلة للمحذور فقال: { تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أي: من تجارة الدنيا، والكد لها والتصدي لها وحدها. ثم قال: { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } أي: إن فعلتم ما أمرتكم (4) به ودللتكم عليه، غفرت لكم الزلات، وأدخلتكم الجنات، والمساكن الطيبات، والدرجات العاليات؛ ولهذا قال: { وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ثم قال: { وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا } أي: وأزيدكم على ذلك زيادة تحبونها، وهي: { نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي: إذا قاتلتم في سبيله ونصرتم دينه، تكفل الله بنصركم. قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد : 7] وقال تعالى: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج : 40] وقوله { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي: عاجل فهذه الزيادة هي خير الدنيا موصول بنعيم الآخرة، لمن أطاع الله ورسوله، ونصر الله ودينه؛ ولهذا قال: { وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ..) اهـ .
أيها المؤمنون : وأما نصرنا للنبي صلى الله عليه وسلم فكما يقول الله تعالى في سورة الأعراف الآيات ( 157، 158) : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) }.
ففي هذه الآيات الكريمات صفة المؤمنين فهم الذين يؤمنون به صلى الله عليه وسلم وينصرونه في دعوته إلى الله ، ويتبعون النور الذي أنزل معه ، وتكون النصرة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم بطاعتنا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، في الاعتقاد والعبادة والمعاملة والأخلاق ، وبالإنصاف مع الأعداء ، وبالإحسان مع المسلمين والناس أجمعين ، سواءً في حال الرضا وفي حال الغضب ، لا نخرج عن الشريعة ولا عن السنة ، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها وهي زوجه صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد قال رحمه الله : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : ( أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }، قُلْتُ : فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَبَتَّلَ قَالَتْ لَا تَفْعَلْ أَمَا تَقْرَأُ :{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }، فَقَدْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وُلِدَ لَهُ ) اهـ .
عباد الله :
أيها المسلمون : هذه القدس تستباح ، ومسجدها الأقصى يدنس ، وقد نزل علينا قول الله تعالى في سورة الحج الآيات (39-41 ) : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)} .
يا أهل فلسطين الثبات الثبات على حقكم في بلادكم أنتم الأمناء المنصورون بإذن الله، ولكن أوفوا لله بشرطه يوف لكم بوعده ، ففي سورة النور الآية (55) قال تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.
فلنتق الله إخوة الإسلام ، ولنعمل وفق الحنيفية السمحة ، والفطرة القويمة ، والطريقة المستقيمة ، كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونهج السلف الصالحين ، ولنلزم السنة والطاعة والجماعة ، ولنتق الفتن من الشرك والبدع والمعاصي وأصحابها المفتونين ، يا عباد الله بل يجب أن نسعى لاستعادة الحق في القدس والمسجد إلى نصابه ، والعمل في ذلك على صوابه، والسبيل العودة إلى الله تعالى بالتوبة من الأخطاء وإصلاح العمل وفق السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،نحن نؤمن بالله وبرسوله وبكتابه نحن نصلي نحن نصوم نحن نزكي نحن نحج هذه الأعمال الصالحة فيها من التغيير والتبديل فيها من الشرك الذي لا نريده ولكن وقعنا فيه بالجهل فيها من المعاصي من البدع التي لا نريدها ولكن وقعنا فيه فيها من التقصير من العبادات والمعاملات الشريعة على وجهها ولا بد من أن نستدرك ذلك بإصلاح العمل وإصلاح العمل يتناول الاستقامة على الدين كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بإخلاص النية وصواب الوسيلة وصواب العمل وإصلاح العمل يتناول الاستقامة على الدين كما أمر الله ورسوله بإخلاص النية وبصواب الوسيلة وصواب العمل ولا يتم ذلك إلا بالرجوع إلى فهم السلف الصالح رضي الله عنهم فلا بد من إصلاح ذلك كله.
وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " واللفظ للبخاري في كتاب الاعتصام،باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فيا إخواني أهل فلسطين أدعو نفسي وإياكم للاستقامة والتوحد بالعمل وفق سبيل واضح ليس فيه التواء طائعين لله وطائعين لرسوله صلى الله عليه وسلم بقرار واحدٍ وموقفٍ واحدٍ للتصدي لمخططات التهويد للقدس والتهجير لأهلها ، وسائر المكائد المتربصة بنا لابتلاع أرضنا وإضاعة حقنا ، ولندفع إلى المصالحة والإصلاح بين المتخاصمين منا في جميع الأحوال ولا مناص من الاتفاق والوفاق والتوافق الوطني المتسق مع الإسلام الدين الذي ندين، حتى لا تنقلب السفينة بنا جميعاً ويبتلعنا الموج العاتي للصراع الدولي القائم والمستمر في هذه المنطقة الهامة من العالم و لنوحد الله تعالى بصحيح الاعتقاد ، والإحسان إلى العباد ، والصلاح والإصلاح والعدل في البلاد ، ولنتجنب المفسدين والفساد ، ولنتحقق قبل التهور في طريق الجهل والعناد ، فالصدق مع اليقين لئلا تعتدى الحدود ، وتنتهك الحرمات ، وتضيع الأمانات ، ولنقدم ما قدمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولنؤخر ما أخره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن يجترئ على الله يجازه بمثله ، ولنأخذ أنفسنا بالعزائم وصالح الأعمال ، ولا نتتبع ما يهواه الضعاف الرويبضات عن المكارم من أشباه الرجال ، القانعين عن العظائم ببعض اللحم العالق بالعظام ، ولنظن بأنفسنا خيراً ولننشغل بما فيه صلاح أولانا وأخرانا ، ولنجعل التقوى سبيلنا ، والصبر مقيلنا ، والثبات والاستقامة على السنة والطريقة كهفنا ، والله غالب ٌعلى أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت