رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
قال الكاتب الصحفي راسم عبيدات في تعليقه على ما قدمه من محاضرتين لطلبة مدرسة مار متري ودار الطفل العربي في القدس يوم أمس السبت، اليوم شعرت بالرضا عن النفس فقد ساهمت في حملة توعية وتثقيف لطلبة مدارس القدس،حيث تلمست
مدى الجدب الثقافي والفقر المعلوماتي عند طلبتنا،وكذلك حاجة الطلبة للاستفادة والمعرفة والتثقيف والتوعية،وهذا يدفعني الى الطرق باستمرار على جدران الخزان من اجل إيجاد مؤسسة ثقافية مقدسية تعني بشؤون الطلبة،توعيهم وتثقفهم وتبصريهم بواقعهم وبتاريخ وجغرافية وطنهم،وقد كانت المحطة الأولى في مدرسة ما متري في القدس ومحاضرة عن الوعي والانتماء لطلاب الصفوف التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر،في هذه المحاضرة شرحت للطلبة عن أهمية الوعي،فلا حرية بدون وعي،والوعي بحاجة إلى الممارسة،وكذلك علاقة ذلك بالإنتماء، وأعطيت لهم أمثلة تتعلق بكوننا لا ننتمي الى قضايانا العامة،كما هو الحال عند من يحتل أرضنا ويحاول ان يحتل وعينا وعبر الأدلة والأمثلة الحسية والملموسة من واقعنا،مثل قضية الأسرى وما تعانيه هذه القضية من إهمال من قبلنا رسمياً وشعبياً وكذلك قضية جدار الفصل العنصري،حيث المشاركة في الفعاليات الخاصة بمقاومته والاحتجاج عليه رمزية واستعراضية في الكثير من الأحيان،وعدد المشاركين من المتضامنين الأجانب في العديد من الفعاليات يزيد عن عدد المشاركين من الفلسطينيين،وكذلك العديد من الأمثلة الحسية الأخرى.
اما المحطة الثانية فكانت مدرسة دار الطفل العربي بالقدس والمحاضرة للصفوف العواشر والحادي عشر عن تعدد المرجعيات التعليمية في القدس،حيث وضحت للطالبات دور المدارس في الحفاظ على العملية التعليمية وتطوير المجتمع الفلسطيني،وكذلك كون المؤسسات التعليمية بما فيها المدارس منذ اليوم الأول للاحتلال جزء من عملية التحرر الوطني والتنمية الوطنية،والاحتلال في استهدافه لشعبنا ووجودنا في المدينة المقدسة كان التعليم في صلب ذلك الاستهداف،فهو ينظر للتعليم والمدارس على أساس أنها "المفرخة" و"الفقاسة" التي تخلق وتخرج الأجيال الواعية التي تتشرب وتتربى على الانتماء والثقافة الوطنية،الأجيال المصرة على المقاومة ودحر الاحتلال،ومن ثم تطرقت الى المرجعيات التعليمية المتعددة في مدينة القدس،ومحاولة احتلال وعي طلبتنا في المدارس والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية وتزوير تاريخنا والعبث بجغرافيتنا وتشويه ثقافتنا وهويتنا وانتماءنا.
أما المحطة الثالثة فكان القاء كلمة باسم القوى الوطنية والمؤسسات في الذكرى الأربعين لتأبين المناضل نصر عبيدات "أبو علي" في قاعة الهلسة في السواحرة الشرقية،حيث أكدت ان الفقيد المناضل اختار ان يعمل ويكون قريباً من هموم شعبه المباشرة الاقتصادية والاجتماعية من خلال العمل النقابي والجماهيري والاجتماعي،وشددت على ان الاحتلال يواصل مشروعه بالإجهاز على مدينة القدس هو يتقدم بالعمل والفعل ويتوغل،ونحن نتقدم بالكلام والشعارات،ودعيت الى توحيد العناوين والمرجعيات المتعددة للمدينة من اجل إنقاذها وتعزيز صمود وثبات أهلها في فيها،وأيضاً ركزت على الصمود والانتصار الذي تحقق في غزة بفضل المقاومة الفلسطينية بمختلف طيفها ولونها السياسي،هذا الصمود وهذا النصر يجب ان يبنى عليه،وعلينا ان نستغل هذه الفرصة من أجل ان نستعيد وحدة شعبنا وننهي ظاهرة الانقسام التي هي بمثابة السرطان المدمر في الجسد الفلسطيني،والا بدون ذلك فإن مشروعنا وقضيتنا الوطنية في خطر حيث هناك دوليا واقليميا وعربيا من يعملون على صياغة مشاريع مشبوهة لتصفية قضيتنا وحقوقنا وبما يكرس الانقسام والانفصال ويرسمه ويشرعنه،وفي الختام دعوت الى الحفاظ على السلم الأهلي والنسيج المجتمعي الذي يعمل الاحتلال على هتكه وتدميره