انطلاق قمة القدس الشبابية

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
انطلقت في مدينة القدس، اليوم الثلاثاء، قمة القدس الشبابية بتنظيم من مؤسسة الرؤيا الفلسطينية والمجلس الثقافي البريطاني وباديكو القابضة.

جاء ذلك بحضور ما يزيد عن مئتي شاب وشابة من القدس بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسة التعاون وجامعة القدس والاتحاد الأوروبي ومؤسسة برج اللقلق والجالية الافريقية ومؤسسة قيادات وأفراد من المؤسسات المحلية والدولية العاملة في مجال تنمية المجتمع والشباب بالإضافة إلى شخصيات فلسطينية عاملة في المجال.

وتهدف القمة التي استمر التحضير لها على مدار الشهر الماضي إلى بث روح الريادية في الشباب المقدسي الذي يُواجه بالكثير من القيود والتحديات التي تحول دون تطوره على الصعيدين العلمي والمهني وتركز على إعطائهم المساحة لعرض أفكارهم ومبادراتهم لحل المشاكل التي يواجهونها في المدينة المقدسة، وتمنحهم بذلك فرصة لخلق علاقة متينة بينهم وبين مدينتهم وهؤلاء القادرين على تبني مشاريعهم والنهوض بها ودعمها.

وقد استهلت القمة بعرض لفيلم أنتجته مؤسسة الرؤيا الفلسطينية يحاكي واقع الشباب في مدينة القدس والصعوبات التي يواجهونها ثم طُرح على ممثلي المؤسسات الداعمة والشريكة الحاضرين سؤال عن دورهم في التعامل مع هذا الواقع, فتحدث ممثل مؤسسة التعاون خالد داوودي قائلا: "تنشط مؤسسة التعاون في دعم قطاعي التعليم والتنمية المجتمعية وذلك من خلال المساهمة في بناء واقع تعليمي أفضل وتطوير مهارات الخريجين الجدد إضافة إلى محاولة ايجاد فرص أفضل ومساعدتهم على الإندماج في سوق العمل بتوفير الموارد لدعم الأفكار الإبداعية والمشاريع الصغيرة".

أما عن الاتحاد الاوروبي فقد أكدت ممثلته اولغا غيبرت, بأن عمل الاتحاد في القدس كان قد بدأ منذ العام 2007 وهو مستمر حتى الآن في الكثير من القطاعات حيث يتم تنفيذ من 4-5 مشروعا بشكل سنوي, مضيفةً بأن هذه المشاريع تركز على الشباب كشريحة مجتمعية بشكل أساسي وذلك انطلاقا من الايمان بدورهم المهم والريادي ولذلك فقد حرص الاتحاد الأوروبي على العمل من خلال المؤسسات المجتمعية المحلية للوصول إلى المناطق المهمشة في القدس كسلوان ومخيم شعفاط والثوري.

ويذكر أن القمة تخدم الشباب المقدسي بشكل مختلف عمّا عهده الشباب في القمم والمؤتمرات التي تنتهي بتوصيات لا تنفّذ أيّ منها، إذ تسعى هذه القمة للحد من المشاكل التي يعاني منها الشباب في مدينة القدس بطرق عملية تنفّذ من خلالها عدد من المبادرات والمشاريع غير التقليدية والمستدامة وتهدف إلى زيادة التفاعل مع المجتمع المقدسي ليتبناها القطاع الخاص لاحقاً.

وفي كلمتة عبر الآن سمارت مدير المجلس الثقافي البريطاني, عن أهمية العمل في مدينة القدس التي تعتبر قلب فلسطين وعاصمتها, وقال "بأن عمل المجلس الثقافي البريطاني مع المؤسسات المجتمعية المحلية هدفه تفريغ ابداعات وقوة الشباب الفلسطيني في القدس بالإضافة إلى تشجيع روح الريادية والمجتمعات الفاعلة".

ودعا الشباب إلى الاستفادة من خدمات المجلس الثقافي البريطاني وخاصة مع سعي المؤسسة لافتتاح مراكز تعليم اللغة الانجليزية خلال العام القادم في القدس وأضاف بأن تطوير اللغة الانجليزية مهم ويساهم في فتح المجال لاستكمال التعليم والحصول على مؤهلات دولية تساهم في تحسين واقعهم المهني.

بدوره استعرض نائب محافظ القدس عبد الله الصيام مجموعة المشاريع التي تعمل المحافظه على تنفيذها في مدينة القدس بهدف الحد من مشكلات الشباب بما في ذلك مشاريع الإسكان والتوأمة مع الدول العربية والأوروبية التي تهدف إلى تبادل الخبرات.

من جانبها قالت هبة درويش ممثلة باديكو القابضة "نحن من نتعلم من الشباب ومن طاقاتهم", مؤكدةً على أن دور باديكو يتمثل في الاستثمار في مشاريع تنموية في القدس تساهم في تدوير عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل كما أضافت بأن هذه الاستثمارات التي تلتزم بها المؤسسة تهدف إلى سد الفجوة بين واقع التعليم وسوق العمل وأن رأس مال المجتمع الفلسطيني يتمثل في موارده البشرية التي يتوجب العمل دائما على الاستثمار بها.

وأضاف رامي ناصر الدين مدير مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بأن خبرة المؤسسات الفلسطينية في مجال تمكين الشباب كبيرة وبأنها مدعومة بطاقات الشباب العاملين والمتطوعين في المؤسسات إلا أنه تحدث عن الحاجة إلى الدعم في مجال الريادية التي تعتبر مفهوما جديدا.

وفي معرض الحديث عن تجاربهم الخاصة، قام كل من ليلى العطشان الخبيرة في مجال علم النفس وزاهر فارس المدير التنفيذي لشركة "يا مسافر", بعرض تجاربهم الحياتية والصعوبات التي واجهوها وصولاً إلى المواقع التي يديرونها حالياً وذلك من أجل تقديم مثال للشباب في كيفية التغلب على الصعاب والانطلاق بقدراتهم الذاتية نحو المستقبل.

واختتم صبري صيدم الحديث قائلا: "أن "من يريد أن يفعل سيبحث عن الوسائل ومن لا يريد أن يفعل سيبحث عن الحجج", مؤكداً على أن الهوية الفلسطينية موجودة وأن المتغير هو الظروف والعوامل المحيطة لذا فإن حاجتنا ليست في أن نلوم الظروف بل أن نخرج من حالة البؤس والعدمية محاولين تحقيق الأفضل وخاصة في مجال الريادية وتمكين الشباب.

وفي نهاية القمة قام ممثلو المؤسسات والشباب بزيارة "بازار" المشاريع الشبابية المعروضة في الموقع ليتلقوا شرحا عنها وليتسنى للشباب التشبيك مع المؤسسات والأفراد المعنيون بدعم المبادرات الشبابية.

يذكر أنه قد تم تدريب الشباب تحضيراً للقمة على بناء القدرات وعلى فهم احتياجات مدينة القدس، وزيادة الوعي تجاه سوق العمل واحتياجاته، من أجل إطلاق قدراتهم على التفكير بالمبادرات ووضعها في فكرة مشروع قابل للتنفيذ.

وتدرب الشباب على إدارة الجوانب المالية المتعلقة بمبادراتهم وكيفية عرضها على ممثلي القطاع الخاص والهيئات المختلفة من أجل تبنيها, وقاموا أيضاً بوضع آليات التنفيذ والمتابعة من أجل إنجاح المبادرات عند تنفيذها على أرض الواقع.

ويذكر أن أعمال المؤتمر ستستمر حتى يوم غد، حيث سيجرى تقسيم الشباب إلى مجموعات والعمل معهم على تحديد احتياجاتهم وتشجيعهم على أن يكونوا رياديين في مجتمعاتهم.