المعركة الدبلوماسية...رياح التغيير "11" " الانتصار"

بقلم: عبد المنعم إبراهيم

في يوم من ايام تاريخ الشعب الفلسطيني المجيد ,وفي ساعة من ساعات صبرة وثباته وتحمله جميع ويلات الاحتلال الاسرائيلي ,وتحديه لهذا المحتل الغاصب,واصرارة على الفكاك من طوقه الملفوف حول رقبة فلسطين ,والتخلص من براثم سيطرتة ,وفي محاولة للخروج من عنق الزجاجة التي حاول الصهاينة والامريكان ابقائه فيها ,واصرار هذا الشعب العظيم على انتزاع لحظة النصر هذه ,وانتزاع حقوقة من بين مخالب هذا الاخطابوط السرطاني المسمى دولة اسرائيل المسخة ,وحليفها الامبريالي الولايات المتحدة الامريكية ,وكل من دار في فلكهم , فقد سجل التاريخ الخميس 29-11-2012م للشعب الفلسطيني وهو يلتف ويقف خلف قيادتة ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس - لحظة انتصار فلسطيني حقيقية ,وبكل ما للكلمة من معنى ,في احد اهم المؤسسات الدوليه,تلك المؤسسة التي اعلنت في مثل هذا اليوم قرار تقسيم فلسطين على اساس دولتين متجاورتين ,انتصار يمكننا من القول بانه يجيء على اكثر من صعيد وجهة,وله ما له من تبعات وصدى ايجابي على القضية الفلسطينية ,ومستقبلها .

في هذا اليوم العظيم قد سجلت الحكمة والحنكة الدبلوماسية للقيادة الفلسطينية ولحركة فتح بقيادة الأخ الرئيس محمود عباس انتصارا سياسيا بامتياز في اروقة الامم المتحدة ,حيث ابدع السيد الرئيس بخطابه في شرح الحالة الفلسطينية ,بجميع مكوناتها ,محلقا به في فضاء المعاناة الواقعة على الشعب الفلسطيني من طرف الاحتلال ,في غزة والضفة والقدس ,ومحاولات الاسرائيليين على صعيد ثاني - الهروب من استحقاقات عملية السلام,التي وقعت في العام 1993, ومع هذا الانتصار الذي دوى في قاعة الامم المتحدة اسقطت القيادة والرئيس محمود عباس الاستراتيجية الصهيونية التي راهنت اسرائيل عليها طوال سنوات مضت,والتي ارادت معها ان تجعل من المفاوضات هدف بحد ذاته ,لتجبر الفلسطينيين على القبول بسياسة الامر الواقع التي عمدت الحكومات والاحزاب الصهيونية المتطرفة على فرضها على الارض الفلسطينية,لجعلها منطلق لعمليه المفاوضات وبهذا النصر نستطيع القول بان القيادة الفلسطينية قد نجحت وبامتياز من ناحية في تغيير قواعد اللعبة السياسية للعملية التفاوضية التي ارادتها اسرائيل ان تكون قائمة على التفاوض من اجل التفاوض فحسب,دون اتاحة الفرصة للفلسطينيين للذهاب نحو مؤسسات الامم المتحدة ,وقد نجحت القيادة الفلسطينية كذلك في ايصال الرؤية والرواية الفلسطينية لتلك الدول التي صوتت لصالح الدوله الفلسطينية,وحتى التي لم تصوت,واقناعها بعدالة القضية الفلسطينية,ومسعى القيادة السلمي في هذا الاتجاه ,من ناحية أخرى فقد جاء التوجه الفلسطيني للامم المتحدة كخطوة من الخطوات التي ارادت القيادة الفلسطينية ان تضع القضية الفلسطينية في مسارها الصحيح ,في الوقت الذي تخلفت اسرائيل فيه عن دفع استحقاق الدولة الفلسطينية بالطرق التفاوضية المباشرة ,وقد نجحت بفضل الله في ذلك ,مسجلة نقطة وعلامة هامه لمستقبل القضية الفلسطينية في مرحلة فارقة ,وفي زمن اختارتة القيادة بعناية فائقة ,بحيث كانت الجهود الفلسطينية تنصب نحو هذه الخطوة لتشكل ارضية خصبة لباقي الخطوات الدوليه اللاحقة ,والتي من شانها ان تحمي الكيان الفلسطيني والتاريخ والحقوق الفلسطينية, ويؤهل فلسطين كدولة لمواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ,ويغير معادلة "اراضي متنازع عليها" التي تتعامل بها اسرائيل ,الى أراضي محتلة ,كما وتعزز من ناحية اخرى مكانة فلسطين سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا وتحفظ الحقوق التاريخية .....وليس ادل على ذلك من اهمية الانضمام لمنظمة العفو الدولية,ومنظمة التجارة العالمية , والانضمام لمحكمة الجنايات الدوليه ,التي من شانها ان تعطي القيادة الفلسطينية الحق القانوني في فتح ملفات الاجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين في سنوات مضت وسنوات حاليه, ومحاسبة كل من ارتكب من الصهاينة جرائم ضد الفلسطينيين ,وكما وتسهل هذه الخطوة على القيادة الفلسطينية امكانية الحصول على دول كامل العضوية في مؤسسات الامم المتحدة لاحقا .
ان الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب في الامم المتحدة له ما له من الاثر الايجابي على الفلسطينيين ومستقبل القضية الفلسطينية ومكانة فلسطين سياسيا, حيث سيسمح هذا الاعتراف لدولة فلسطين في الأمم المتحدة كما جاء في الدراسة التي اعدها كبير المفاوضين الفلسطينيين - الدكتور صائب عريقات بالتعاطي والتعاون مع العديد من منظمات الأمم المتحدة الدولية والصناديق والبرامج مثل منظمة التجارة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة منع وتحريم الأسلحة الكيماوية,كما وان رفع التمثيل كما جاء في دراسة عريقات سيمنح فلسطين الشخصية القانونية الكاملة كدولة بموجب القانون الدولي وسيسمح لها ان تكون طرفا في غالبية المعاهدات الدولية بما في ذلك معاهدات جنيف الأربعة،ونظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، ومعاهدة القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة.
ان رفع التمثيل الفلسطيني كما جاء كذلك في دراسة د- صائب عريقات سيساعد في الحصول على العضوية في مزيد من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة,والتي هي كما جاءت في الدراسة على النحو التالي :.
1.منظمة الأغذية والزراعة – FAO
2.الوكالة الدولية للطاقة الذرية – IAEA
3.البنك الدولي.
4.منظمة السياحة الدولية – WTO
5.منظمة العمل الدولية – ILO
6.الصندوق الدولي للتنمية الزراعية – IFAD
7.منظمة الطيران المدني الدولية – ICAO
8.صندوق النقد الدولي – IMF
9.منظمة الملاحة الدولية – IMO
10.الاتحاد الدولي للاتصالات – ITU
11.منظمة التربية والعلوم والثقافة – اليونسكو
12.منظمة التنمية الصناعية للأمم المتحدة – UNIDO
13.اتحاد البريد العالمي – UPU
14.منظمة الصحة العالمية.
15.المنظمة العالمية للملكية الفكرية – WIPO
16.المنظمة العالمية للأرصاد الجوية – WMO
17.إضافة إلى العضوية في محكمة الجرائم الدولية – I.C.C.
4.المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، البرامج وصناديق التمويل
* وما زال باب المعركة الدبلوماسية قائم ,رغم تسجيل هذا الانتصار الكبير ,ولن يغلق هذا الباب اللا بالوصول للدولة الفلسطينية كاملة السيادة على اراضيها ,وحق تقرير المصير ,ومع هذا الواقع نحن في انتظار باقي الانتصارات الدبلوماسية ليكتمل حلم الدولة الفلسطينية كاملة العضوية ,والاستقلال .
يتبع :

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت