حتى تتحقق المصالحة

بقلم: حسن حسين الوالي


الانقسام الفلسطيني الكريه ، وبكل المسوغات العقلية والروحية الزائفة وبكل المبررات المثالية الكاذبة ، لم تقتنع الجماهير بجدواه أو تمنحه صفة القدسية التي ترفعه لدرجة تبيح له المحرمات للحفاظ عليه .
الانقسام الفلسطيني الكريه سئمت منه الجماهير الفلسطينية بل عافته ، لأنها من يدفع ثمنه من أبنائها ودمائها و قوتها وأعصابها وأحلامها و مستقبلها ، وحتى صورتها النمطية التي تحرص بأن تقدمها للعالم في أبهى صورة كما اعتادت.
الانقسام الفلسطيني الكريه يجب أن ينتهي وإلى الأبد وبلا رجعة وتطوى صفحته وتدفن عميقاً تحت تراب هذا الوطن العظيم .
وبالتالي فإن قضية إنهاء الانقسام و تحقيق المصالحة لم تعد تحتمل الترف الفكري والتنظير مع أو ضد ولم تعد تحتمل التسويف والتأجيل ، بل يجب أن يكون هناك موقف عملي من الجميع واضح يعكس حالة الالتفاف الجماهيري حول المصالحة كمطلب وطني وحاجة ذاتية لهذه الجماهير التي لا تتردد في أي لحظة أو مناسبة لتؤكد بأنها حول خيار المصالحة وإنهاء الانقسام ،،
فلذلك يجب أن نمتلك الجرأة على التعبير العملي قبل اللفظي لتحديد موقفنا ممن يعطل المصالحة فرد أو جماعة ، انطلاقا من موقف راسخ بان المصالحة هي الخيار الشعبي والجماهيري بلا منازع .
ومن هنا فإن كل قول أو فعل أو ممارسة تعكر أجواء الوفاق الوطني وتعيق المصالحة هو أمر فيه خروج عن إرادة الجماهير ويرتقى إلى درجة "الخيانة"
هو توصيف عملي وليس توزيع اتهامات جزافاً ،،فخائن كل من يعطل المصالحة وإنهاء الانقسام ويخرج عن الجماهير .
واستنادا لهذا الوصف على الشعب الفلسطيني بأحزابه ومؤسساته وهيئاته أن يخرجه عن الصف الوطني ويرفع عنه أي غطاء حزبي أو شعبي ممكن أن يتستر به.
و يجب التعامل مع الانقسام كحالة أمنية تمس المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وبالتالي كل عمل يعزز الانقسام و الحفاظ عليه وتعطيل المصالحة يجب يرتقى لدرجة الخيانة لأنه يمس بالأمن القومي الفلسطيني .
عسى أن يكون في هذا الأمر خطوة لكشف خفافيش الظلام التي تعتاش على دماء جرح الانقسام الفلسطيني النازف ، و يتم تحييدها ويتعافى شعبنا من الانقسام بإذن الله حتى يبرأ .
فلقد سئمنا الانقسام .
حسن حسين الوالي -غزة فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت