"مؤسسة الاقصى": المنظمات الاستيطانية تسيطر وتُدير أغلب مواقع الحفريات الأثرية

القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
أكدت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" بان المنظمات الاستيطانية تشكل محوراً أساسياً وذراعاً تنفيذياً مركزياً للاحتلال الاسرائيلي لتنفيذ مخططات السيطرة على المواقع الأثرية التاريخية حول المسجد الاقصى والبلدة القديمة بالقدس وتهويدها، حيث تسيطر وتدير عدد من أهم المنظمات الاستيطانية أغلب مواقع الحفريات الأثرية، ومن خلال ذلك تعمل على تهويدها بطرق مختلفة منها الزيارات السياحية للأجانب والمستوطنين.

وذكرت "مؤسسة الاقصى" في تقرير لها، اليوم الاربعاء، أن من بين أبرز هذه المنظمات "جمعية إلعاد" الاستيطانية والتي تنشط في منطقة سلوان، "جمعية عطيرت كوهنيم" والتي تنشط في داخل البلدة القديمة بالقدس، وما يسمى بمنظمة "صندوق الحفاظ على تراث المبكى" والتي تنشط في منطقة حائط البراق.

وأكدت "مؤسسة الاقصى" ان هذه المنظمات تتعاون بشكل وثيق مع ما يسمى بـ "سلطة الآثار الاسرائيلية" وتموّل من الحكومة الاسرائيلية بعشرات ملايين الشواقل سنوياً، وأشارت المؤسسة ان دراسة اسرائيلية صدرت قبل ايام تؤكد ان منظمات اسرائيلية تسيطر على مثل هذه المواقع ابتداءاً من جبل المكبر جنوباً وحتى منطقة الصوانة وجبل الطور شمالاً.

وقالت "مؤسسة الاقصى" إن "جمعية العاد"- אלע'ד- אל עיר דוד- الاستيطانية، والتي يعني اسمها الى مدينة داوود، تسيطر وتدير مواقع اثرية تاريخية في أكثر من موقع في بلدة سلوان، وتقوم "العاد" بتمويل عمليات الحفريات التي تجريها " سلطة الآثار الاسرائيلية" ، كما وتدير مراكز الزوار في هذه المواقع والتي تشمل الأنفاق التي حفرها الاحتلال في منطقة سلوان، كما وتنظم "العاد" المسارات وتشغل المرشدين السياحيين الذي ينقلون ويتبنّون الرواية التوراتية والتلمودية لآلاف أو عشرات آلاف السياح الأجانب والاسرائيليين ، علما ان هذه المواقع كلها مواقع ذات تاريخ عربي ثم أسلامي عريق ، بدءاً من التأسيس الكنعاني اليبوسي ومرورا بالانشاء الأموي والعباسي ومن ثم العمران المملوكي وانتهاءً بالعمران العثماني.

وذكرت "مؤسسة الاقصى" ان "منظمة العاد" تسيطر على نحو سبعة مواقع أثرية كبيرة المساحة ابتداء من موقع الأنفاق المائية في جبل المكبر ، ومن ثم منطقة وادي الربابة فحي البستان ووادي حلوة ثم منطقة جبل الزيتون في الوسط ، وانتهاءاً بمنطقة الصوانة.

وأشارت المؤسسة ان من بين الأهداف التي تسعى اليها "منظمة العاد" هو السيطرة على الأرض وما تحتها وبناء مراكز زوار واستعلامات تربط بين مختلف المواقع الاثرية، وايجاد رواية تلمودية تتحدث عن تاريخ عبري موهوم لفترات الهيكل الأول والثاني المزعومين، حيث تقوم ببناء المعارض داخل المسارات تحت الارض لتقديم الرواية التلمودية وتزييف المعالم، وتنظم حملات من التضليل لعشرات آلاف السياح الذين يزورن هذه المواقع، فيما تطمس المعالم الاسلامية وتتجاهل الرواية الفلسطينية الحقيقية، فيما تخطط قريبا الى اقامة مبانٍ عملاقة لتحقيق الأهداف التهويدية والاستيطانية – مثل "الهيكل التوراتي" في مدخل عين حلوة -، خاصة وان مثل هذه المنظمات الاسرائيلية هي ذات انطلاقات وتوجهات ايدولوجية ، ويستعملها الاحتلال الاسرائيلي كذراع تنفيذي لمخططات المشروع الصهيوني.

في ختام تقريرها دعت "مؤسسة الاقصى" المؤسسات المقدسية العاملة والناشطة وكذلك المؤسسات الاسلامية والعربية المناصرة لقضية القدس والاقصى العمل على الاهتمام الدائم بأقصى الدرجات لما يتعرض له المسجد الاقصى ومدينة القدس المحتلة من جرائم احتلالية، فيما وجهت "مؤسسة الاقصى" طلباً لوسائل الاعلام الفلسطينية والاسلامية والعربية وكذا العالمية الى تخصيص مساحات واسعة – بالرغم من الاوضاع والاحداث الجارية في العالم العربي- من إعلامها لقضية القدس والاقصى، خاصة وان الاعتداءات الاسرائيلية تتسارع وتتصاعد بشكل غير مسبوق .