غزة - وكالة قدس نت للأنباء
نظمت وزارة الاوقاف والشئون الدينية المؤتمر الثاني لعلماء فلسطين ورابطة علماء المسلمين بعنوان" حجارة السجيل..انتصار من قلب الحصار" وذلك في فندق المتحف على شاطئ بحر غزة بحضور ومشاركة وزير الاوقاف أ. د. إسماعيل رضوان ووفداً من رابطة علماء المسلمين برئاسة الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد وأمين عام الرابطة أ. د. ناصر العمر, إلى جانب حشد كبير من رجال الدين والدعاة والعلماء وأساتذة الجامعات ووزراء الحكومة وأعضاء المجلس التشريعي.
بدوره أكد وزير الاوقاف والشئون الدينية أ. د. إسماعيل رضوان على أهمية تضافر جهود العلماء لبناء عقيدة الايمان التي ربى عليها النبي عليه الصلاة والسلام الجيل الأول من الصحابة يوم ان كان عنوان المرحلة في التربية الإيمانية وأضاف:" لابد أن نقدم القدوة من خلال ترسيخ عقيدة الايمان والسلف الصالح, لأننا لا يمكن ان نتحدث عن مجاهد يحمل السلاح دون أن يحمل الإيمان والعقيدة في قلبه".
وشدد د. رضوان على أهمية الدور الاجتماعي لعلماء الأمة في الميدان وقيادة الامة على رابطة العقيدة والإيمان والتواجد بين أفراد المجتمع على أرض الواقع وفي شتى المحافل التي نحافظ فيه عن ديننا وتابع:" ويجب أن لا يبتعد العلماء عن الدور الجهادي والعمل على تقديم الدعم السياسي والجهادي والعسكري والرباط خاصة على هذه الأرض المباركة, فوجود العلماء بيننا يمثل جهاداً بالنفس والأموال والعمل",
كما دعا العلماء بمقارعة الساسية حتى لا تبقى رهينة للذين يحاربون الله ورسوله وتكون لهم الخبرة السياسية لأن المستقبل لهذا الدين وعلمائه, مشيراً الى ضرورة وجوب العمل على تنشئة السياسة الشرعية على منهاج الله.
وحول العدوان الاخير على قطاع غزة أفاد وزير الاوقاف أن الاحتلال الصهيوني دمر خلال 3 مساجد تدميراً كلياً وتعرض أكثر من 64 مسجداً لأضرار متفاوتة إلى جانب استهداف (5) خمسة مقابر مما أدى إلى تناثر جثث الشهداء والأموات وتدمير (11) إحدى عشر مبنىً وعقاراً وقفياً منها مقر دائرة العمل النسائي والمدرسة الشرعية بخان يونس.
وأردف:" إن الدور المنوط بنا وبكم كبير لأن قضيتنا وعالمنا العربي والإسلامي يمران بمرحلة تاريخية هامة,, فلابد للعلماء أن يكونوا في صدرارة الامة وقيادتها ويكون لهم دور في معركة التحرر وتحقيق حق العودة واطلاق سراح المعتقلين والحرص على منهج التوافق والوحدة".
من جهته عبر محمد الحاج أمين عن سعادته وشرف الوفد بزيارة فلسطين، مهنئاً الشعب الفلسطيني بالانتصار في الحرب الأخيرة، وتابع:" لا بد للمسلم من الاهتمام لأمر إخوانه المسلمين وأن يعمل على نصرتهم وإعانتهم ومواساتهم في كل ما يستطيع, الى جانب احياء عقيدة الأخوة الإيمانية والولاء والبراء والحفاظ على هذا الدين", مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة اصطحاب المفاهيم والقيم والعقائد الاسلامية لنصرة دين الله.
من ناحيته قال د. العمر :" جئنا نهنئ أنفسنا ونهنئكم على ما حقق الله على أيديكم من النصر العظيم الذي يعتبر تحولاً كبيراً في تاريخ الأمة, فالقوة التي رأيناها على ايديكم المتوضأة هي قوة العقيدة والإيمان التي تتحلون بها", وأضاف:"فهذا الجيل الذي تربى تحت الدمار والانقاض وتربى على كتاب الله وسنة نبيه هو الذي حقق النصر".
ورأى د. العمر أن العدو الصهيوني اعرف منا بأهداف مساجدنا ودورها في تخريج جيل القرآن وجيل النصر, لذلك يستهدفونها, وتابع:" فعندما يقتلون الاطفال يدركون تماما أهمية هذا الجيل الذي تربى على دين الله ودورهم الريادي في المستقبل في تحرير كامل هذه الأرض", مشيراً الى ان المرحلة التي وصلت إليها غزة في المقاومة وإرغام العدو على القبول بشروط المقاومة ما كان الا بفضل الله وإيمان المجاهدين.
وأوضح الامين العام د. العمر ان الإنتصار الحقيقي في الحياة هو انتصار المنهج وليس انتصار المعركة لقوله" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ." منوهاً الى أن الانتصار يأتي من خلال الثبات على المنهج دون التنازل فانتصار المعركة يسبقه انتصار المنهج".
بدوره قال عضو الرابطة المصري د. محمد يسري :" عندما قامت الثورة استشعرنا بأمر مهم وهو اجتماعنا على هدف واحد وهو ازالة ودحر الظلم عن البلاد لاقتلاع الجذور التي ضربت البلاد منذ عقود طويلة", وتابع:" استطعنا أن ندحر عدونا وما زالو حتى اللحظة نواجه هجمة شرسة ليس من النظام البائد فقط وإنما من الروافض الفكرية العلمانية".
وأردف:" من حقكم علينا يا اهل غزة أن ننصركم لأنكم رفعتم راية العزة والمقاومة, من خلال التفافكم حول علمائكم وأخذكم بالأسباب الحقيقية للنصر وتقربكم من الله والالتزام بالنصيحة لما فيها من شأن عظيم ولما لها من مكانة عاليه في الدين".
وفي كلمته اعتذر عضو الرابطة السوداني د. عماد الدين أبو حراز عن تقصير الامة تجاه قضية فلسطين عامة وغزة خاصة, وأضاف:"جراحات المسلمين كثيرة وكبيرة في مختلف مواطن شعوبهم, كجراحنا في افغانستان والشيشان والصومال والهرسك والعراق وغيرها من البلدان, ولكن جرحنا في فلسطين ما زال ينزف وبشدة وغزارة", مشيراً الى ان فلسطين سلبت وسلب فيها الأقصى, وليس هناك أرض حبيبة ولا عزيزة على المسلمين بعد مكة والمدينة غير القدس.