الصورة الفلسطينية تكتمل بالوحدة ...

بقلم: هاني العقاد


لفلسطين صورة في عقل وقلب و وجدان كل فلسطيني و كل عاشق لها بالعالم , وصورتها لا تختلف من فرد إلى أخر فلا تختلف صورة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وزوال الاحتلال الإسرائيلي من ذهني إلى ذهن صديقي المغربي مصطفي الكاظمى ,و لكن ما يختلف من فرد إلى أخر أصبح هو فلسطين عام 1967او فلسطين قبل أن يستوطنها و يسرقها الصهاينة , لا اعتقد أن احد يكره أن تعود فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر ومن رفح حتى الناقورة إلا أن بعض نظريات التحرر تقبل بالعيش على فلسطين ما قبل حرب عام 1967 كمرحلة تمكن الشعب الفلسطيني من الثبات على ما يملك من هذه الأرض وما أتيح له أن يملك من ارض فلسطين ,هذه النظرية لا تعني أن فلسطين دولة مؤقتة ولا تعني أن فلسطين التاريخية هي هذه الأرض فقط , فهي تعنى إننا نرسم صورة فلسطين و نكملها بقدر ما نستطيع ومهما طال الزمن أو قصر ستعود الأرض لأصحابها كاملة و يعود اللاجئين و النازحين والمطرودين إلى ديارهم و مزارعهم و بلداتهم وقراهم .
جملة انتصارات حققها الفلسطينيين قبل نهاية هذا العام منها ما هو انتصار للمقاومة مدعومة بكل الشعب بعيدا عن التنافر الفصائلى و الانقسام المميت ومنها ما هو انتصار تاريخي واستراتيجي كبير يفتح مرحلة جديد في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهذا الانتصار يضع فلسطين دولة حرة مستقلة ديمقراطية لها حقوقها السياسية كاملة على خريطة العالم بالتساوي مع باقي دول العالم و بالتالي فان أكثر من ثلثي سكان الأرض وحكوماتهم أصبحوا يتعاملوا مع فلسطين كدولة شاءت أم أبت إسرائيل , ومع أن عضوية الأمم المتحدة لم تحقق ما يحلم به الفلسطينيين بعد لكنها أول الطريق للسعي لتحقيق كامل الحلم و الطموح الفلسطيني الشامل , و قد تكون هذه أولى حلقات المعركة السياسية بين مجمل عناصر الكفاح الفلسطيني والاحتلال الصهيوني , والمعركة تعنى تصدي الفلسطينيين شعبيا و قانونيا للاحتلال الإسرائيلي الذي يسابق الزمن لنهب ما تبقي من ارض فلسطينية تمثل مواقع إستراتيجية للدولة الفلسطينية وتمثل العمود الفقري للدولة الفلسطينية , وكما انتصر الفلسطينيين في معركة الأمم المتحدة و كسب تأييد أكثر من ثلى العالم سينتصر الفلسطينيين على الاحتلال الصهيوني و تطرفه و محاولته إبقاء السلطة الفلسطينية على ارض مقطع و موزعة إلى كانتونات ,ونصره هذا سيجعل من الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 متصلة الأطراف والمناطق وكتلة واحدة تنمو و تتطور كباقي دول العالم .
انتصر الفلسطينيين في معركة من اضري المعارك السياسية واصطف العالم خلفهم وخلف حقوقهم و أصبح العالم ينادي معهم بالدولة المستقلة على حدود العام 1967 وزوال الاحتلال البغيض ,بل وان العالم بعدها خجل من نفسه وخاصة تلك الدول التي لم تصوت لفلسطين بالأمم المتحدة عندما تحدت إسرائيل قرار منح فلسطين عضوية الدولة وأعلنت بناء 3600 وحدة استيطانية بالقدس , واليوم نقول أن الفلسطينيين قادرون على الانتصار على أنفسهم وهزيمة انقسامهم الذي ينذر بإعاقة انتصار الدولة إن بقي أكثر من ذلك وقادرون على تخطي العقبات الداخلية التي تعد من أقصي العوائق ,وأكاد أقول أن الانقسام اخطر من الاستيطان لان الاستيطان عرف الآن دوليا بالغير شرعي وغير قانوني و بالتالي فان زواله مسالة وقت , أما الانقسام فهو تقويض فلسطيني فلسطيني لمنجزات سياسية وحتى منجزات سيادية على الأرض الفلسطينية تعود بالنهاية للكل الفلسطيني, والانقسام هو السم الزعاف الذي يسمم أي دماء تضخ في شرايين المشروع الوطني بالكامل .
اليوم وفي مهرجان انطلاقة حركة حماس ,السيد خالد مشعل يؤكد انه آن الأوان لطي صفحة الانقسام و قال أن المصالحة "تعني وحدة النظام السياسي.. حكومة واحدة ,سلطة واحدة , رئيس واحد، رئيس وزراء واحد.. مجلس تشريعي واحد.. ,ومرجعية واحدة هي منظمة التحرير فيها الجميع تبنى على أسس وطنية صحيحة وتضم الجميع وتعتمد برنامج يحافظ على الثوابت وفي المقدمة منها حق العودة والقدس" وهذه بشري لشعبنا تتطلب جلوس الكل الفلسطيني فورا تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية على أساس أنها الممثل الشرعي والوحيد للبدء فورا بتطبيق الاتفاقات السابقة بالدوحة والقاهرة ودراسة أي معيقات تحول دون تطبيق هذه الاتفاقات وتذليلها ويكون هذا الجلوس بحضور الأمانة العامة للجامعة الدول العربية وميسرين من الحكومة المصرية دون اللجوء إلى حوارات مزعجة ومطولة تنفطيء معها حماسة الشعب لاستعادة وحدته الوطنية ,وهذا ما سيكمل الصورة الفلسطينية ويجعل من الفلسطينيين شعبا واحدا وقيادة واحدة وحكومة واحدة وبرنامج سياسي واحد تقره منظمة التحرير الفلسطينية وتسعي دوما للحفاظ علية سعيا لتحرير كامل الوطن وحماية الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت