الحسيني يشرح لوفد أجنبي خطورة المخططات الاستيطانية في القدس

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
أكد وزير شؤون القدس بالسلطة الفلسطينية المحافظ عدنان الحسيني ان كافة الانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية غير قانونية ومخالفة للمادة (49) من إتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حظر الاستيلاء على الارض بالقوة ، وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ، وتنتهك كذلك قراري مجلس الامن الدولي 242و 338 وتتفق الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والغالبية الساحقة لدول العالم على هذا الرأي ، وهو ما اتضح خلال التصويت الاخير في الجمعية العامة للامم التحدة على قبول فلسطين دولة غير عضو مراقب في الهيئة الدولية .

وقدم الحسيني خلال جولة لعدد من مثلي وسائل الاعلام الاجنبية وبالتنسيق مع دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية شرحا موسعا للمخططات الاستيطانية للاحتلال وأبعادها المختلفة والمتمثلة بخلق واقع جديد على الارض كي يصعب مستقبلا إقامة كيان فلسطيني مترابط, وزيادة المعاناة التي يكابدها الانسان المقدسي على وجه الخصوص والانسان الفلسطيني على وجة العموم ومن جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية.

وأوضح المحافظ أن المخطط الاستيطاني الاخير والذي أقرته حكومة الاحتلال اليمينية يقضي بإقامة نحو 2600 وحدة استيطانية على أراضي بلدة بيت صفافا المحتلة, ويهدف الى عزل مدينة القدس تماما عن محيطها الفلسطيني وخنقها بالمستوطنات, وبالتالي تحطيم أحلام الفلسطينيين بجعل هذة المدينة المقدسة عاصمة دولتهم.

وطالب الحسيني الوفد الدبلوماسي الذي يمثل دولا اوروبية ومن أميركا اللاتينية وإعلاميين أجانب, نقل هذه الحقائق من أرض الواقع الى حكومات بلادهم والرأي العام عندهم, وتعرية الحكومة الاسرائيلية المتطرفة والتي تزعم الديمقراطية وهي في حقيقة الامر تمارس سياسة "الابرتهايد " بحق الشعب الفلسطيني وأرضة وجغرافيته وتاريخه, بل وتنتهك أبسط حقوقة الانسانية, مستغلة اليد الفلسطينية الممدودة للسلام.

وأضاف ان اسرائيل وعلى الرغم من الالتزامات النترتبة عليها والتي تفرض تجميد كافة الانشطة الاستيطانية ، الا انها تواصل توسعها من اجل خلق وقائع جديدة على الارض بشكل يعيق التوصل الى حل سياسي يقوم على اساس الدولتين ، مشيرا الى ان منطقة القدس الشرقية والمناطق المحيطة بها هي اكثر الاراضي الفلسطينية عرضة لقسوة الاستعمار الاسرائيلي مع العلم انه لا يمكن قيام فلسطينية مستقلة من دون القدس عاصمة لها ، منوها الى مشروع ( اي 1) الاستيطاني والذي يعد من أخطر المشاريع الاستيطانية القائمة على اراضي القدس الشرقية والتي تهدد ترابط وتواصل الاراضي الفلسطينية ، مستعرضا المراحل المختلفة التي مر بها المشروع منذ عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين عام 1994 والذي كان اول من طالب بالتحضير له، مرورا بعهد نتنياهو عام 1999 وما رافق ذلك من مصادرة اراضي وتوسيع رقعة نفوذ مستعمرة "معالية ادوميم" وشق طرق جديدة تمهد له ، موضحا أكبر الاثار السلبية الناجمة عن كتلة "أدوميم" الاستيطانية ، وخطة ( اي 1 ) وانعكاساتها بحرمان المدينة المقدسة من النمو الطبيعي والتطور الاقتصادي في المستقبل والقضاء على إمكانية اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا وعاصمتها مدينة القدس .

واثنى الحسيني في ختام حديثه على المواقف الاوروبية الاخيرة في الوقوف الى جانب حقوق الشعب الفلسطيني والتصويت الى صالحة وإدانة كافة المشاريع الاستيطانية الاسرائيلية داعيا الى اتخاذ خطوات عملية اكثر فاعلية على الارض وحماية حل الدولتين وتجسيد السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط برمتها .

من ناحيته أوضح أشرف الخطيب المستشار الاعلامي في دائرة شؤون المفاوضات, ان هذه الجولة الميدانية تشمل مراحل عدة, وتأتي بمناسبة قرب حلول عيد الميلاد المجيد, وإطلاع العالم الغربي المؤثر على السياسات الاسرائيلية الراهنة والتي تعمل على تفتيت الروابط الجغرافية والتاريخية والاجتماعية للشعب الفلسطيني والارض الفلسطينية, ومن خلال التوغل الاستيطاني وجدار الفصل العنصري,والذي اتسع نطاقة وسط حملة اسرائيلية مسعورة بعيد قبول فلسطين دولة غير عضو مراقب في الامم المتحدة وما رافقها بتصعيد من اعلى المستويات في اسرائيل تمثل بالدعوة الى مهاجمة الرئيس محمود عباس في المحافل الدولية والدعوة الى وقف دفع العوائد والمستحقات الفلسطينية الى السلطة الوطنية ، مشيرا الى ان المحطة الاولى كانت في منطقة ما يطلقون عليها مستوطنة "هاماتوس" المقامة على اراضي بلدة بيت صفافا والمنوي اقامة نحو 3000 وحدة استيطانية جديدة عليها حيث تقع بمنتصف الطريق الواصل من القدس الى بيت لحم مرورا بمجموعة من الاماكن المقدسة وعلى رأسها دير مار إلياس.

والمحطة الثانية هي منطقة الكريميزان في مدينة بيت جالا, حيث أعمال الاقتطاع لاراض شاسعة واقتلاع مئات اشجار الزيتون منها لصالح الجدار والاستيطان, وبالتالي منع أصحاب الاراضي شرقي الجدار من الوصول الى اراضيهم, وأما المحطة الثالثة, حسبما يضيف الخطيب, فهي الوقوف على البوابة الحديدية عند قبة راحيل ومسجد بلال بن رباح, وهي احدى ثلاث بوابات اقيمت لمدينة بيت لحم, بحيث أصبحت المدينة كسجن, نزلاؤه من ابناء الشعب الفلسطيني والذي حرم مسيحييه من الوصول الى مدينة القدس الا عبر هذه البوابات ومن خلال تصاريح خاصة, وفي أغلب الاحيان يمنعون من أداء عباداتهم.

والتقى الوفد برئيس الغرفة التجارية في بيت لحم سمير حزبون والذي قدم شرحا عن آليات سلطات الاحتلال في ضرب الحركة السياحية والتجارية في المنطقة الفلسطينية.

واختتم الوفد جولته بشرح مفصل من وزيرة السياحة بالسلطة الفلسطينية رولا معايعة عن الوضع السياحي في فلسطين.