رأيت غزة تبتلع البحر) حلقة (ا) لقائي بالأصدقاء

بقلم: منذر ارشيد

بسم الله الرحمن الرحيم
رأيت غزة تبتلع البحر) حلقة (ا) لقائي بالأصدقاء

بداية لم يكن عنواني عبثياً كما هو المصطلح الذي أطلق على الصواريخ التي تدرجت ونمت وترعرعت حتى أثبتت مع الأيام أنها بدأت كالطفل الذي إن أحسنت تربيته ورعايته يصبح رجلاً قادراً على صنع المعجزات فكانت عنوان التحدي الذي وصل إلى تل أبيب والقدس

وقد رأيت بأم عيني ثمرة هذا العمل من خلال شعب ٍ قفز من هُو ٍعميق بعد ما لحق به من دمار أمام الهجوم البربري الصهيوني وهو بلا حول ولا قوة عام 2008 وصعد إلى قمة جبل بفعل القوة التي رد بها الصاع صاعين وصار يباهي الدنيا بصموده وصبره وقدرته على التحدي

البحر.. هو البحر الكبير الذي تمنى رابين أن يستفيق ليراه يبتلع غزة وشعبها

رأيت البحر رغم إتساعه وعظمته يكاد يكون بركة ماء صغيرة مع مساحة غزة وأهلها واتساعهم وسعة صدورهم وشهامتهم وحسن أدائهم وتكاتفهم وتعاونهم ,

فرأيت غزة وكأني بالبحر قد اختفى في قلبها النابض بالحياة والعزة والفخار

نعم رأيت غزة تبتلع البحر وخاب ظن نتنياهو وكل خلفاء المقبور رابين الذي تمنى ذلك

رأيت غزة هاشم وأهلنا في غزة أكبر وأعظم من البحر.



منذ لحظة دخولنا المعبر كانت المفاجئة في هذا الإستقبال الرائع وقد تجمع العشرات من أبناء غزة الفتحاويين وغيرهم من الإخوة والأخوات على اختلاف انتمائاتهم السياسية حماس والجهاد والشعبية وو ..بداية على معبر رفح الذي كان كعرس وطني ولا أروع ولا أجمل

كنت أعتقد أننا داخلين إلى بلد أنهكته الحروب وجعلت من أهله بقايا بشر منهكين متعبين معلولين

وإذا بنا أمام أناس متيقظين متحمسين فرحين مبتسمين ضاحكين مستبشرين

أشهد الله أني ما فرحت منذ سنوات كما فرحت وأنا أدخل غزة وأنا أرى في كل وجه من وجوه الناس علامات النصر والاستبشار بالمستقبل , لا بل أناس يرغبون بتقبيل كل قادم من الخارج

كانت بداية زيارتنا وقبل الوصول إلى الفندق توجهنا إلى مستشفى الشفاء وزرنا الجرحى الذين نالتهم قذائف العدو الغاشم , ومن ثم انتقلنا إلى البيوت المدمرة وزرنا أصحابها الكرام ثم توجهنا إلى بيوت المكلومين الذين فقدوا أبنائهم الشهداء الأبطال وخاصة الشهيد الجعبري , ورغم آلامهم إلا أنهم احتفوا بنا وشكرونا على زيارتهم ومواساتهم التي هي واجب يحتم عليه الدين والوطن



غزة تبتلع البحر ..وتبتلع جراحها وتنهض كالمارد لتعلن للعالم أنها أقوى من طائرات ودبابات وصواريخ العدو الغاشم

غزة بألف خير يا أحبة ..نعم فالخير كل الخير تجده في غزة وكنا نعتقد أن كثيراً من المواد مفقودة

شعب عظيم.. وهنا لست أفرق ولكن ربما ظروف الحروب صقلت أهلنا في غزة أكثر من غيرهم

في اليوم الأول قمت بالإتصال بكل أخ وصديق أعرفه وممن تعرفت عليهم عبر المواقع والصحف أو النت ومن اليوم الأول

ولكن بسبب ارتباطي بالوفد الرسمي لفتح لم أتمكن من لقاء الكثيرن منهم

هذا الوفد الفتحاوي المبادر والذي جرى الاتصال بيني وبينهم مع أوائل أيام الحرب على غزة

وقد كنا نرغب في الوصول إلى غزة أثناء الحرب إلا أن الترتيبات حالت دون ذلك

وللحقيقة أقول أن وفد المجلس الثوري لفتح كان من خيرة كوادر فتح وقد واصلوا الليل بالنهار في لقائات أخوية مع الجميع وخاصة الفصائل الوطنية والإسلامية , وكانت خطوة من خطوات توحيد الجهود للوصول للمصالحة التي كان للإخوة الأكارم والقادة المجاهدين في الجهاد الإسلامي وعلى رأسهم الأخ خالد البطش وجميع قادة الفصائل الوطنية في القطاع ولا أستثني أحداً وقد كانوا فرحين بهذه الخطوة التي جائت بشكل عفوي ولكن تم الاستفادة منها وتحويلها من زيارة تضامن إلى زيارة عمل أثبت خلالها الجميع أنهم على قدر كبير من المسؤولية

( لقائي بالإخوة والأصدقاء)



أما لقاء الأصدقاء والإخوة فكان لقاءً حافلاً ومفعما ً بالعواطف الجياشة ناهيك عن كرم الضيافة الذي تجلى في الجميع وهنا لا بد لي أن أعتذر من أخي ابو وائل أبو النجا الذي قال لي (أنت ضيفي في غزة ) ولكن مع غمرة العمل لم أتمكن بتلبية دعوته إلا أن هناك ما يبرر لي ويعفيني من المسؤولية وقد كرمني أخاه الدكتور جبر أبو النجا والتقينا في منزله على عشاء واعتبرت أن الدعوة قد لبيت على إعتبار أن لا فرق , هنا لا بد لي أن أشكر هذا الرجل الرائع الدكتور أبو النجا على ضيافته الطيبة وكرمه وزوجته المحترمة

وأشكر الدكتور فيصل ابو شهلا الذي غمرني بلطفه ومحبته ولم أتمكن من التواصل معه رغم أنه أول استضافني في سيارته ونقلي في كثير من الزيارات

وكان أول إتصال ولقاء بيني وبين أخي ابو إياد عصفور الذي أصر على أن يكون أول المحتفين وكان له ذلك من خلال غداء في منزله , واللقاء الثاني كان مع الأخ الكبير..

والكاتب الرائع سليم عيثان أبو باهر الذي فتح بيته وأصر على أن أكون ضيفه وكان له ذلك في يوم واحد حيث طلبت منه أن يكون الغداء ( عدس مجدرة ) وكان من أشهى ما يكون

والأهم أنه من أجمل وأرق البشر الذين تعرفت عليهم عن قرب



وكان لقاء مع المهندس ابراهيم الأيوبي الذي رأيت فيه المثقف والصادق الأمين

وتوالت اللقائات حتى كان لقاء في بيت الأخ زياد صيدم على غداء طيب بارك الله به

كان هناك إصرار من الجميع على أن يدعونني إلى بيوتهم الأخ الدكتور ناصر اليافاوي والذي أعتذر له لأن رضى الناس كلهم غاية لا تدرك وقلت للجميع إعتبروا اني دخلت كل بيوتكم العامرة يا إخوان ولا أنسى الأخ الدكتور مازن صافي أيضا والذي لم أتمكن من تلبية طلبه

وكان الأخ المهندس ابو أحمد النصيري من أكثر الناس إلحاحاً على الإستضافة ولكن لم يكن لدي وقت ورغم هذا فاجأته بالوصول إلى منزله وقصضيت ليلة طيبة في بيت العائلة في الشيخ زويد بلد جميل بمزارعه وأهله الطيبين الكرماء

وكان لا بد أن امر في نهاية رحلتي إلى رفح واتلتي فيها الأخ المناضل الكبير أبو فادي كلوب فقضيت ليلة السفر في منزله علماً أننا اجتمعنا على غداء في منزله قبل ذلك

ولا أنسى الأخ هاني الاغا رئيس تحرير النهار الاخبارية الذي شرفني بحضور حفل تخريج دورة إعلامية تحدثت خلالها أمام الخريجين الشباب

أما أخي الغاليعدنان العصار ( ابو القيس ) فكان له ما طلب ولكن شرطت عليه أن يقتصر الغداء على شخصي فقط لأني لم أكن أرغب بتكليف الناس من خلال دعوة العشرات وظروف الناس صعبة ولكن كرمهم عظيم

أتمنى أن لا يزعل مني أحد من الإخوة مثل الدكتور صبري حماد الذي شدد علي ولكن لم أتمكن من تلبية دعوته

وأخيرا كان لقائي بالحبيب الغالي عصام الحداد الذي كان مرافقي في أريحا والذي رأيت فيه كل الشهامة والشجاعة وقد وقف معي موقفاً مشرفا ً

أما رفيقي الذي فاجئني وقد لازمني طوال رحلتي ولم يفارقني إلا وقت النوم والذي لن أوفيه حقه مهما كتبت وقد غمرني بشهامته وكرمه وحسن رفقته أخي ورفيق دربي الذي دربته قبل أربعين عاما وقد كان شبلا من أشبال الشهيد أبو علي إياد إنه أللواء أبو عنتر هذا الرجل ترك أثرأ عظيماً في نفسي هو وعائلته الكريمة الذين أحببتهم من أعماق قلبي

ارجو من جميع الإخوة في غزة وخاصة ممن لم أتمكن من زيارتهم في بيوتهم العامرة أن يعذروني والذين فاتني أن أذكرهم هنا وهم كثر ..بارك الله بكم يا أحبائي في غزة هاشم


الى اللقاء مع ( فتح في غزة تحتاج لقائد بحجم غزة)

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت