هل سنحتفل بيوم المصالحة قريباً ؟

بقلم: آمال أبو خديجة


لقد كان لتحقيق انتصار المقاومة المسلحة في قطاع غزة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة وكذلك ما حققته السلطة الفلسطينية من نجاح في الحصول على عضوية الأمم المتحدة الفرحة الكبيرة في قلوب الكثير من الفلسطينيين الذين اشتاقت قلوبهم لمشاعر التفاؤل واسترداد الثقة لمن يمثلونه على الساحة الفلسطينية.

وكان من أبرز ما تسابق إليه الشعب الفلسطيني أثناء العدوان الصهيوني على قطاع غزة التفاعل والمشاركة لنبذ ذلك العدوان ودعم المقاومة الفلسطينية، مما أفرز بصورة تلقائية توحيد جميع الفصائل الفلسطينية لتقف بصف واحد في تلك المشاركة وهذا الدعم الوطني الحقيقي، مما جعل ذلك الحدث يحرك عند الكثيرين الأمل بتحقيق المصالحة والعودة لجمع شتات البيت الفلسطيني وتوحيد الجهود العملية والسياسة في طرق المقاومة المختلفة لاستعادة الحق المسلوب للأرض.

وما زالت ملامح التفاؤل حتى الآن تسود الشارع الفلسطيني في أمل تحقيق المصالحة خاصة بعد زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لغزة ومشاركة قيادات من حركة "فتح" في حفل الذكرى السنوية لانطلاق حركة "حماس"، كما أن سماح كل من السلطتين في الضفة الغربية وقطاع غزة من أن تمارس حق الاحتفال بالذكرى السنوية لها دون عقبات أو موانع فذلك يبشر برياح التصالح.

إن هذه المبادرات والأحداث الوطنية لكل من طرفي الخلاف "فتح" و"حماس" قد أعادت روح الأمل من جديد في قلب كل مواطن فلسطيني انتظر طويلا أن يرى بعض من ملامحها، وبدأ الكل الفلسطيني يعلق ناظره على إطلالة شمس الوحدة الحقيقية ليرى أثارها العملية والممارسة على الأرض وبصورة أكثر تحركا وتفاعلا.

فمنذ أن بدأت نوايا الإقدام على تحقيق المصالحة الفلسطينية تم عقد الكثير من الاجتماعات والاتفاقيات وشكلت لجان لمتابعة القضايا المحورية التي تساعد على إنهاء الانقسام، ولكن حتى الآن لم يتم تحقيق المصالحة على الواقع الفعلي في المجتمع الفلسطيني، وفي اللحظة التي ارتفعت فيها نسبة الثقة بالقيادات الفلسطينية بعد ما حققته من انتصارات مقاومة ودولية ما عاد أبناء الشعب الفلسطيني ينتظر أن تخرج عليه القيادات بزيادة في عدد الاجتماعات أو الاتفاقيات الورقية فقط دون أن تلمس التصالح الفعلي والحقيقي على أرض الواقع، لقد بات من الصعب على المجتمع الفلسطيني أن يستوعب عودته لنقطة فقدان الأمل للتصالح وتحقيق الوحدة الوطنية من جديد.

إن تحقيق الوحدة الفلسطينية الحقيقية سوف ينعكس على المجتمع الفلسطيني والقضية الفلسطينية بالقوة في كافة المجالات وخاصة الجانب السياسي وهذا ما أثبتته الوحدة التلقائية الأخيرة في الشارع الفلسطيني.

إن ما ينتظره الشعب الفلسطيني الآن أن تطل عليه القيادات السياسية بموعد الاحتفال الحقيقي بتحقق المصالحة وإنهاء الخلافات المحورية ووضع المصالح الحزبية جانباً على أساس تحقيق المصلحة الوطنية الواحدة التي يتعطش لها المجتمع الفلسطيني.

فالفرقاء إن توحدت أهدافهم واجتمعت عصبتهم قوي صلبهم واشتد عودهم وبات من الصعب على العدو الصهيوني أن يضعف شوكتهم أو يسلب وجودهم، فنأمل أن يسارع القادة نحو تحقيق المصالحة الحقيقية التي ستكون أهم إنجاز وطني تم تحقيقه للحفاظ على الوجود الفلسطيني والقضية الفلسطينية عربيا ودوليا، وسيكون أعظم الانتصار على العدو الصهيوني الذي تلذذ كثيرا برؤية عيوبنا بتفرقنا وتخاصمنا وتشتت سلطتنا مما جعل هذا العدو يزيد من عدوانه ونهبه للأرض الفلسطينية وسلبه لحقوقنا دون محاسبة ولا رقيب ليظهر للعالم أننا شعب بلا أرض ولا سلطة موحدة فلا نستحق أن نسترد حقوقنا، فلنحقق النصر الحقيقي على الكيان الصهيوني بجهود وحدتنا ولنكسر له شوكته وفرحه أن يديم بيننا الشقاق والخلاف ليرقص على جراحاتنا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت