الاغاثة الطبية : سنواصل خدمتهم لأنهم جزء من المجتمع

غزة - وكالة قدس نت للأنباء

سبعة اعوام قضاها الطفل احمد لبد وهو يعانى عزلة عن الاخرين جراء الصعوبة في الحركة التى صاحبته منذ صرخته الاولى التى استقبل بها الحياة الدنيا.

شلل دماغى نجم عنه شلل رباعي مع قصر في اوتار اليدين والقدمين، ليبدأ رحلة معنونة بالألم، رحلة قبطانها الامل رغم الالم والمرارة ، هدفها الخروج من تلك العزلة الى بر الامان والاعتماد على الذات.

اولى محطات قارب النجاة انطلقت مع التجديفة الاولى عبر العلاج الطبيعي في برنامج التأهيل المجتمعي الذي تقوده جمعية الاغاثة الطبية، والذي يهدف الى تخفيف حدة الشد العضلي في الأطراف السفلية والعلوية عن طريق التمارين العلاجية وخصوصا تمارين الاستطالة وعملية المساج ، تمارين لعضلات الرقبة ، تمارين القدرة على الوقوف، تمارين لعضلات الظهر للحفاظ من الانحناء .

وقبل ان تشرع السفينة تجديفها كان صغيرنا يعانى من وضع صحي سيئ حيث الشد العضلي في العضلات السفلية والعلوية (انثناء في المفاصل وقصر أوتار)، ولكن قبطان الامل بدأت معالمه من خلال الجلوس بمساعده والقدرة على التحكم بالرأس، وارتخاء عضلات القدمين واليدين، إمكانية الوقوف بمساعدة الووكر والخطو خطوة واحدة .

وفي سفينة ثانية حطت الطفلة صفاء المنايعة "7"اعوام رحالها حيث لم تكن صعوبة الحركة وحدها رفيقة لها وانما صاحبها ضعف في الابصار وصعوبات متعددة نتيجة كسر في الجمجمة جهة اليسار أدى إلى شلل نصفي طولي جهة اليمين.

معاناة تأتى ان تتوقف لولا ارادة الله وكرمه الذي من على الصغيرة حينما قادهم القدر الى مركز التأهيل المجتمعي لتبدا مرحلة التجديف من اجل التعلم في أي مرفق تعليمي أو تدريبي، والمشاركة في أنشطة المجتمع.

سكة طويلة من العلاج لكنها اثمرت في تحقيق التعلم فى مرفق تعليمي وهو مؤسسة تمكين المراة، والمشاركة فى انشطة المجتمع

وفي ذات السفينة ترافقه الطفلة اجنادين جرجس "4"اعوام وهى تحمل شلل دماغي افرز عنه شلل نصفي طولي ايمن.

رحلة علاج هدفت الى تحقيق اطعام الذات عبر تعرف جرجس علي أدوات الطعام ، والجلوس علي الأرض جلسة كاملة، وظهور سلوكا اجتماعية مناسبا إثناء الطعام اضافة الى مسك الطعام وأدواته ، وإيصال الطعام إلي الفم ومن ثم هضمه وبلعه .

ورغم الصعوبة التى واجهت القبطان والذي تمثل في شلل نصفي طولي بالجهة اليمني ، و القدرة علي الامساك بأدوات الطعام ، اضافة الى عدم المقدرة علي التحكم بالحركات الدقيقة إلا انها الرسو اقترب مع تحقيق القدرة علي الامساك بأدوات الطعام ، والأكل لوحدها بالملعقة و التحكم بالحركات الدقيقة ولامساك بالأشياء الصغيرة .

ويقول مدير برنامج التأهيل في الاغاثة الطبية مصطفى عابد ان :" هؤلاء الاطفال هم بحاجة الى الخدمات الاساسية من اجل الاستمرار في الحياة كباقى الأطفال رغم كل الظروف الصعبة التى يمر بها الطفل في فلسطين".

ويضيف، رغم كل المعوقات نعمل ليل نهار على تحسين واقع ذوى الاحتياجات الخاصة من الاطفال بالدرجة الاولى والعمل على تمكينهم وتعزيز الوعى لدى اولياء الامر سيما وان العمل يتم مشاركتهم .

ويؤكد عابد على اهمية توفير الحماية للطفل الفلسطيني بصورة عام والعاق خاصة لاسيما وان الاحتلال استهدف ثلاث منهم حتى الموت في عدوانه الاخير على غزة .

ويدعو عابد في سياق حديثه المؤسسات الدولية ذات العلاقة الى حماية الطفل الفلسطيني – ذوي الاعاقة - وتوفير متطلباته الاساسية خاصة وان نسبة الاعاقة تزيد يوما بعد يوم جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي دون ان يتحرك ان العالم لمنعها.