كثر الحديث وطال عن موضوع أخذ من وقت الوطن الفلسطيني وجماهيره وفصائله وقواه الوطنية والإسلامية كثيرا، ً ولا زال هذا الأمر حتى هذه اللحظة يراوح في مكانه، الموضوع هذا هو (المصالحة الوطنية وإنهاء الإنقسام) بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد من علينا خلال هذه الفتره الوجيزة نصران تمثلا بإنتصار غزة في حربها الأخيرة والنصر الثاني هو قبول فلسطين عضو مراقب بمؤسسات الأمم المتحدة، ونتمنى أن يكون النصر الثالث قريباً جداً جداً ممثل بمصالحة قريبة وإنهاء الإنقسام بين شقي وطننا الحبيب بإذن الله.
لا نبالغ لو قلنا بأننا اليوم في معترك صعب، فقد توقف الصبر حيث سيول الدماء وتسمر العقل مذهولا من هول ما يجري والحياة والتاريخ عبرة ومن لم يعتبر فهو أفشل الفاشلين، والوطن والشعب يتمنوا ولا من مجيب، ، ، ويطلبوا ولا من كريم، ، ، ويدعوا ولا من مغيث، ، ، . فإن الشعب الفلسطيني المذبوح في كل وقت يتسائل هل جفت يانبيع التوحد في عروق قادته، والشهداء البررة يتسائلون لم إريقت دماهم ولم إزهقت أرواحهم ولم ولم ولم ولم، حتى ينقطع النفس وهم ينتظرون من قادتهم ومسؤوليهم وأحراهم، وثبة الأسود في وحدة صولتها ووحدة الشرفاء في معارك المصير التي إنتصروا فيها، حينما إجتمعت أعوادهم كعود واحد لا ينكسر بل يهشم رؤوس الطغاة الظلمة.
إن الشعب الفلسطيني في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها، يخاطبكم من محنته وحياته الجهادية وكفاحة الطويل بكل ألوانه الوطنية، لأن المحنة لا تختص لوناً دون آخر ولا مذهباً دون أخر. وكما أن المحنة هي محنة كلّ الشعب الفلسطيني فيجب أن يكون الموقف الجهادي والرد البطولي والتلاحم النضالي هو واقع كلّ الشعب الفلسطيني، فالشعب يتسائل لماذا لا يتوحد الجميع وفق منهج (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأصبروا إن الله مع الصابرين) وشعبكم يتسائل هل من المنطق أن تكون أجسادكم مجتمعة وقلوبكم شتى، وهل يستحق شعبكم الذي أحب كل ما تنادون به من أريج المبادئ العطرة إلى فسيح الآمال المورقة إلى عظيم القيم السامية هذا الإفتراق الغير مسوغ، وخصوصاً ونحن نعيش أشرس وأقسى هجمة بربرية لا ترحم الرضيع في مهده ولا تبكي شيخا مقطع الأوصال أو حرة أبية مهتوكة الحرمات.
إن الأمر أصبح من الألم الذي لا يطيقه أقوى الأقوياء صبرا، فما بالكم بمن أنهكته سنين الظلم العجاف وأرهقه ذل العوز وبؤس الدنيا، وأنتم تتهافتون وتتنازعون بئس الكراسي وتعس المراسي وكأن الأمر لا يعنيكم من قريب أو بعيد وها هي أوباش المكر والخديعة الصهيونية وقد أجمعت قواها وإجتمعت وعادت إلى قصفنا ودمارنا وتدنيس مقدساتنا.
الوحدة الوحدة مطلب وأمل شعبكم المستضعف، فما الذي يدعوكم للإفتراق عن حقكم ألا تعسا لأمة نصرها في وحدتها وهي معرضة عنه مبتعدة عن نيل قطوف جناه وهي دانية ناضجة.
أناشدكم بالله وبدم كل شهيد أن توحدوا قواكم وتتناسوا أي خلاف كان وعليكم بوضع اليد باليد والعقل على العقل وتأسيس المكون الحلم الذي لطالما عمل الجميع على تفتيته وتمزيقه إربا إربا ألا وهو لإقامة دولة المؤسسات فلسطين المستقلة وعودة لاجيئها وتحرير أسراها وإنقاذ مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
إن غزة كالضفة ُتزف منها كل يوم كوكبة من الشهداء الأبرار ذهبت إلى بارئها تشكوه قسوة صهاينة أشباه رجال، غدرة أنذال فجرة، فشهدائكم في كل ربوع فلسطين تناشدكم بدمها الزاكي أن ترصوا الصفوف وتوحدوا الكلمة وتقبروا أحلام أعدائكم في طوامير الخزي والعار المقيم وأن لا تنساقوا نحو الفتنة العمياء البغيضة، فمن المخجل أن يبقى حالنا هكذا، أما آن الأوان أن تنصتوا وتسمعوا لهذه الأصوت وتتقوا الله فينا وتشحذوا هممكم وتوحدوا صفوفكم وتتنازلوا بعضكم للبعض الأخر من أجل الأبرياء ورفعة وطنكم وتحصين ثغوره من خلال تمتين جبهتكم الداخية، لذلك ومن خلال مقالي هذا فإنني أناشد وبقلب صادق الجميع إلى ردم الخلافات وتوحيد الصفوف على مستوى القيادات، كما وإنني أناشد حركتي فتح وحماس بالخصوص أن يستعدوا ويتهيؤا ويوطنوا أنفسهم للقادم والذي هو واقع لا محال حسب المعطيات على الأرض، إلا إذا شاء الله أن يدفع ذلك ونسأله تعالى أن يدفع عن الجميع شر الأشراء وكيد الفجار وأن يخلصنا من الإرهاب الصهيوني.
رحم الله شهداء فلسطين واسكنهم فسيح جنانه وجمعنا وإياهم في جنان الخلد مع الأبرار والصالحين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
إعلامي ومفوض سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت