كرمة مقدسية في شارع الشهداء الجزائري

بقلم: د. جواد عون الله

من يقطع الطريق إلى حيث تقع إدارة وهيئة تحرير صحيفة الشعب لابد أن يمر من شارع الشهداء بالجزائر العالية، أين تقع أهم مؤسسات الإعلام الوطني الجزائري الرئيسية من إذاعات محلية ووطنية وقنوات تلفزيونية أرضية وفضائية. ومن يمر من شارع الشهداء لا بد أن يستذكر واحدة من أهم معارك استكمال السيادة الوطنية لتحرير واسترجاع منشئات وقطاع الإذاعة والتلفزة الجزائرية بعد أن تركها المستعمرون وهربوا من غير رجعة غداة استقلال الجزائر، تبعتها معركة سيادة الحرف العربي وعودته إلى صدر صفحات الإعلام الصحفي الوطني بلغته الوطنية، ممثلا بصدور صحيفة الشعب الغراء.
ظلت الشعب وفية لعنوانها، ولدماء شهداء الجزائر والأمة العربية، ملتزمة بعنوانها وبخطها الافتتاحي كقلعة من قلاع جزائر التحرر والثورة والبناء، صحيفة الشعب صوت ورباط وقلعة للصمود الوطني والقومي والإنساني تصدرت كل المراحل مجاهدة ضد كل أشكال الظلم والاستبداد والقهر الاستعماري. لا يمكن أيفاء صحيفة الشعب الجزائرية حقها من خلال عمود أو مقالة فهي بذاتها عنوان المقالات كلها، وتاج الأعمدة الصحفية، عميدة الصحف، وهي الطود الأشم لعلاء الكلمة الحرة المجاهدة في هذه الربوع الطاهرة.
وكانت الشعب، بصوتها النضالي المعهود: وإدارتها وطاقم تحريرها سباقة ورائدة بأن غرست في تربتها وفي طيات قلبها النابض ملحقها الأسبوعي ( الشعب المقدسي) وفى ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية 01-01-1965 قررت اصدار ملحق خاص بالقدس والاسرى "صوت الاسير" …. . نشأ هذا البرعم في روضة الشعب وصار رسالة وعنوانا للاسرى وعوائلهم وحواضر فلسطين وقراها كمواعيد الربيع وعودة الأبناء وترحاب الأعياد وبشائر النصر واستذكار أنفاس شهداء الوطن التي تزكي بها رياض المعرفة والثقافة والصمود
صوت الاسير فسيلة نشأت في كنف شجرة الشعب الجزائرية، صارت عنوانا يمتد فخور الخطى في شارع الشهداء وأعالي البهجة، هو كرمة من القدس، عالية العرائش بفخر الجزائر وشموخ الشعب وسمت الثورة والانتصار
د. جواد عون الله

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت