قبل فترة وجيزة قام وزير التعليم بغزة الدكتور أسامة المزيني بطرح توظيف حوالي 300 مدرس فلسطيني من قطاع غزة في جمهورية اليمن وتشغيل مدرسيين جامعيين لعدد التخصصات الجامعية، مقابل 500 دولار ، و هذه الوظائف موجهة للشباب الخريجين الغير متزوجين لأن هذا المبلغ لا يغطي نفقات السكن والمواصلات والمأكل والمشرب والذي سيكون في أحسن الأحوال للشاب المقتصد والذي سيعيش مع عدد من المدرسين في بيت واحد ليوفر أجرة المنزل وربما يعيش بمستوى اقل ما يعيشه في غزة لن يوفر في أحسن الأحوال أكثر من مئة دولار ناهيك عن المستوى المعيشي الصعب لإخواننا في اليمن وربما سيبتعثون لمناطق نائية تحتاج لمواصلات طويلة، و بغض النظر عن فشل المقترح او غيره لكن هذه واقعة حصلت في غزة .
والغريب أيضا أنه من تبعات حصول فلسطين على مقعد غير عضو في الأمم المتحدة وإعتراف عدة دول بفلسطين وقبول دولة فنزويلا بدخول الفلسطينيين أراضيها بدون تأشيرة كنوع من التوأمة في شريعة الدول ، تفاجأت بشباب فلسطينيين من قطاع غزة يذهبون لجمهورية مصر للإنطلاق نحو دولة فنزويلا ، بطبيعة الحال هم شباب يجيدون عدد من المهن والحرف يريدون العمل في فنزويلا ولا يملكون أي مؤهل علمي أو ثقافي يمكنهم حتى من معرفة موقع فنزويلا في أي قارة ، أو كم عدد سكانها ، أو حتى طبيعة المناخ هناك .
هنا نجد أنه ليس المثقفين وذوي التعليم العالي لهم إهتمامهم بالسفر للخارج بحثأً عن الرزق أو حياة أفضل بل أيضا المهنيين والحرفيين وحتى التجار وأصحاب رؤوس الأموال ، فمنذ أوائل القرن الماضي انتشر الفلسطينيون في العالم في تشيلي والبرازيل وأمريكا وكندا والدول العربية كافة كل له أسبابه إما للعلم أو العمل أو البحث عن حياة أفضل وقضى العديد من نخبة الفكر والصناع أعوام كثيرة في هذه الدول وساهموا إما في نهضتها علميا أو صناعيا أو تجاريا ، ورغم المثل القائل المال في الغربة وطن إلا انه تلقى في الوطن نكهة العائلة والإحتواء الإجتماعي والألفة العرقية فلا خوف من إقامة أو معاداة عرقية أو ظواهر إجتماعية تخشى أن تتسرب لأطفالك في الغربة ، إن الملاحظ إن من يخرج من فلسطين لابد وأن يعود لها مهما طال الزمن ما لم تمنعه ظروف قاهرة تحت مسميات ورقية صنعتها الدول محددات لتحد من تنقل الفلسطينيين مثل البطاقة أو العمر أو بالأحرى لتمنعهم من العودة لفلسطين .
يجب علينا ان نهتم بهذه القضية فيجب على القادة والمسئولين والمدرسين ورجال الدين الحض على الثبات فالأجر لمن نوى البقاء والثبات في أرض الرباط ، فكان أولى أن يفر أهل القدس مذعورين من التشديد والخناق والظلم من قبل الإحتلال الإسرائيلي ، وعلينا بالوحدة الوطنية فهي تقرب الرؤى وتساهم في الحلول ، كما يجب على المسئولين إبتداع الحلول التشغيلية والحلول كثيرة والمشاريع كثيرة ومتنوعة والأفكار لا تنضب من شبابنا وبناتنا ، وأخيراً ليس لي إلا أن أقول من لم يجد الخير في وطنه لن يجده في غربته .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت