الأسير أبو خضر.. حكاية أب حرمته قيود السجن من لقاء أبنائه

جنين – وكالة قدس نت للأنباء
لم يكف الاحتلال الاسرائيلي 16 عاما متواصلة من الاعتقال، أمضاها الأسير علاء أبو خضر في سجونه، ليقوم بإعادة اعتقاله مرة أخرى، وبعد عامين من الإفراج عنه، ليزجه تحت نير الحكم الإداري.

طريقة وأسلوب اعتاده الاحتلال، فيمارسه بشكل دوري مع الأسرى المحررين، من باب خلق حالة من اللا استقرار لدى الأسير وعائلته، هذه السياسة القمعية التي تجاوزت حقوق الأفراد بشكل كبير وباتت سيف مسلط على رقاب الفلسطينيين، تحت مسماهم(الاعتقال الإداري).

عائلة الأسير علاء الدين حمدان عبد الكريم أبو خضر،( 38 عاما) من بلدة الجديدة قضاء مدينة جنين بالضفة الغربية، واحدة من الأسر التي تعاني من إعادة اعتقال نجلها علاء، وتحويله وتكرار تمديد الاعتقال الإداري له في كل مرة، فقد أكدت زوجة الأسير علاء أبو خضر، (أم دجانة) لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أن علاء اعتقل قبل الاعتقال الأخير لمدة 16 عاما بشكل متواصل من عام ( 1993)حتى عام( 2009)، أمضاها متنقلا بين المعتقلات والبوسطات، ليعاد اعتقاله من جديد.

الشوق للأطفال..
بمجرد خروج علاء من سجنه، سعى كباقي المحررين بتكوين بيت فارتبط بفتاة فلسطينية وطالبة جامعية من بنات بلدته، وأنجب منها طفله الأول والذي أطلق عليه لقب دجانه كما كان يناديه الأسرى في سجون الإحتلال.

تشير زوجة الأسير علاء، أن زوجها حرم من الجلوس مع أبنائه، ولم يهنأ في بيته، ولم تقر عينه فيه، وتضيف: " إن طفليه دجانة، والبالغ من العمر سنتان ونصف، وبيسان البالغة من العمر سنة وشهران، لا يكادون يعرفون أباهم، ولا حتى يحفظون ملامح وجهه، لأنهم لا يرونه إلا في الزيارة التي تتم كل ثلاثة أشهر".

وتكمل أم دجانة:" لقد تعرض أبو دجانة للاعتقال مرات كثيرة، كان آخرها بتاريخ 6/2/2012، وقد حوكم إداريا منذ اعتقاله حتى اللحظة، وفي كل مرة تكون التهم الموجهة إليه تهما واهمة، بحجة أمن اسرائيل".

الرجل الخدوم..
عرف عن الأسير علاء أبو خضر وفاءه الشديد لرفاقه في الأسر، فلم يترك بيتا من بيوت الأسرى من شمال فلسطين حتى جنوبها إلا وزاره وتواصل مع صحبه، وأعرب عن تضامنه معهم، كما أنه لم يدع مناسبة لاستقال أسير، إلا وكان حاضرا على رأس المستقبلين، ليشارك الأسير المحرر وعائلته فرحتهم.

ليس هذا فحسب، بل كان علاء يتواصل مع الأسرى في سجون الاحتلال من خلال المحامين ويسعى بكل طاقاته لتوفير احتياجاتهم من ماله الخاص، دون انتظار أي مقابل، وكان علاء يقول:" من جرب الأسر يعلم حاجة الأسرى لمثل هذا الدعم المعنوي لهم" .

صاحب مكانة بين رفاقه..
صديق الأسير علاء، الأسير المحرر فراس جرار والذي اعتقل معه الاعتقال الأول لمدة 16 عاما، وأفرج عنهما في ذات اليوم قال :"إنه حزين على اعتقال صديقه ورفيق دربه علاء، وأضاف:" علاء يحظى بمكانة هامة بين جموع الأسرى وله شعبية كبيرة لدى كل الأطر والاتجاهات داخل سجون الاحتلال، وله الكلمة الطيبة والمسموعة، وقد شغل أثناء أسره مناصب قيادية عدة، فكان أحد المتحدثين باسم الأسرى في سجون الاحتلال، والناطق باسمهم مرات كثيرة.

فؤاد الخفش، مدير مركز "أحرار" قال:" إن علاء استطاع من خلال اعتقاله أن يكون شخصا مميزا بكل ما تعني الكلمة من معنى، فقد اهتم بالجانب الثقافي والعلمي ووصل بجهوده للمرحلة الأخيرة من دراسته الجامعية في الجامعة العبرية داخل المعتقل، وقد أتقن اللغة العبرية بشكل كبير وممتاز.

وأضاف الخفش:" إن إعادة اعتقال علاء مرة أخرى، وزجه في الاعتقال الإداري طريقة لقتل الروح داخل الإنسان الفلسطيني، وتحطيم معنوياته وتفتيت النسيج الاجتماعي لأسرته.