إن أسطورة طائر الفينيق هذا الطائر الضخم وهو ليس بصدفة أن يكون مرتبطاً بأرض كنعان وأن تكون أسطورته كنعانية المنشأ كما الفينيق كونَ الإرادة المستمرة في التغيير، إنه القائد الرمز أبو عمار رحمك الله كنت دائماً تردد إننا كطائر الفينيق ننهض من تحت الرماد، وهي أسطورة وصفت بها حركة فتح، إنها الفتح حقيقة كانت وما زالت صلبةً أمامَ الضرباتِ قويةٌ في وجهِ العواصفِ تنحني أحياناً ولا تنكسرُ و رقمٌ صعبٌ لا يقبلُ القسمة.
إن فتح ومنذ انطلاقتها شعلة تنير لا تنطفي ولن تنطفي أبداً فهي تعرضت لكثير من المؤامرات والهجمات ومحاولات شقها ولكنها كانت تخرج في كل مرة كطائر الفنيق من بين ركام الحروب والمؤامرات أقوى مما كانت عليه. فاليوم يتداول الناس النظرية التي تقول: ( إن التاريخ يعيد نفسه )، هذه النظرية تحتاج وقفة لأثرها في نفوس العامة وحتى الخاصة، فأثرها عليهم أنهم أحيانا يستسلمون لبعض الحوادث متذرعين بحتمية حدوثها وفقاً للنظرية، فيقولون: إن حركة فتح بدأت تفقد شعبيتها وعناصرها مع إعادة أمجاد قوى أخرى برزت، وذلك لأنها أخذت دورها في التاريخ وجاء دور غيرها، وهذا التبرير الاستسلامي لم يأتي من فراغ لأن الإنقسام الذي كان بمثابة صفحات سوداء بتاريخ الشعب الفلسطيني أدى البعض بالاستسلام بالقول إن حركة "فتح "بدأت تتناقص لكن لم يعلم الجميع إن التاريخ يعيد نفسه وأن طائر الفينيق يخرج من تحت الرماد فالتاريخ كُتب بحروفٍ من ذهب لتتعلمه الأجيال القادمة وينبغي أن يكون فالتاريخ الأول من يناير من العام ( 65 ) كانت الانطلاقة المعاصرة للثورة الفلسطينية انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .... والتي لا زالت عنواناً وتاريخاً متميزاً وواقعاً نضالياً كفاحياً لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني .
لقد اجتمعت الأفكار والآراء في الخمسينيات من القرن الماضي.... لدراسة كيفية الخروج من مأزق الصمت والوصاية والتبعية.... للانطلاق بإرادة وطنية فلسطينية يتجمع فيها خيرة أبناء فلسطين ومن حرصوا على قضيتها واستقلاليتها وإعادة القضية لأصحابها بعيداً عن كافة أشكال الهيمنة والسيطرة والاحتواء.... من منطلق فكر وطني تحرري وأهداف وطنية لإعادة ما سلب من حقوقنا وفق حسابات فلسطينية خالصة، ودون أي إسقاط للبعد العربي الإسلامي والدولي في إطار الجهد الوطني لتحديد موعد الانطلاق، وبدء مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني.
كانت عملية عيلبون الشرارة الأولى والبيان الأول لقوات العاصفة الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني( فتح) .
إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وإذ تحتفل بذكرى انطلاقتها في 11 من كل عام باعتبارها ثورة لكل الفلسطينيين إنما تؤكد بعد عقود من انطلاقتها إنها الأحرص على قضايا الوطن ومصالح شعبنا.... كما لا زالت وستبقى حامية المشروع الوطني واستقلالية القرار الفلسطيني.... برغم كل ما تتعرض له فتح من مخططات ومؤامرات والتي تزيدها قوة وصلابة وتماسك والتفاف جماهيري لا زال يتصاعد ويتنامى.... برغم كافة الظروف والمصاعب المحدقة بنا داخلياً وخارجياً لإيمان شعبنا أن فتح ستبقى الأمينة والمؤتمنة والأكثر قدرةً وعطاءً، والذي تأكد عبر مشوار نضالها الوطني وتعدد وسائلها الكفاحية وما أثبتته من صلابة الموقف والتمسك بالثوابت الوطنية في ظل مرونة مسئولة تعي مكانتها ومسؤولياتها الوطنية والتاريخية وهذا ما هو مثبت تاريخياً وواقعياً وما هو مؤكد مستقبلياً أن حركة فتح والتفاف الملايين حولها ومجمل علاقاتها العربية والإقليمية والدولية هي المؤهلة وبمشاركة كافة القوى السياسية ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد على انجاز المشروع الوطني الفلسطيني .
فتاريخ الثورة يدخل عامه الثامن والأربعين وفتح المقاومة سواءً علي الصعيد الدبلوماسي أو الكفاحي مستمرة كما بدأت رفعت راية المقاومة وستبقى رأس الحربة في مقاومة هذا الاحتلال الجائر والذي لا يمكن التعايش معه وحتى في ظله، فتح بدأت المقاومة وسنبقى رمزاً للمقاومة حتى تحقيق آمال شعبنا وجرحانا وأسرانا وشهداءنا في دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضها وحدودها وبحرها وجوها وعاصمتها القدس الشريف فالإرادة والتغيير الحقي ينبغي أن نكون جميعاً كما طائر الفينيق... لا نستسلم لتجاعيد الزمن….
د.هشام أبو يونس
كاتب وباحث في الاقتصاد السياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت