عبارة يتداولها الجميع في الضفة والقطاع وهي (كم راتبك؟) في مجالسهم أو على طوابير الصراف الآلي ،وهنا تبدأ النظرات والتساؤلات إذا ما كان راتبك يزيد عن راتب السائل ولو بشواكل معدودة ،ثم يسألك عن درجتك الوظيفية أو رتبتك العسكرية أو أي حكومة تتبع أنت ؟
وإذا أردت أن تطيل الحديث فستحدثه عن قروضك وإلتزاماتك وديونك وأقساطك ،و هذا الطابع العام لإجابة لكل المسئولين عن هذا السؤال ، فالجميع لا يعبر عن الرضى أو يحمد الله على رزقه الله ، وهذه هي طبيعة بشرية لا ألوم عليها أي إنسان ، فلو كل إنسان نظر لمن هم أدنى منه مستوى من العمال أو المتعطلين عن العمل لشكر الله حق شكره ،كما أن الإختلاف سنة الله في الأرض فإختلاف الرزق بين البشر إما تفضل من الله عز وجل وإما إختبار وبلاء للبشر فالمال مال الله والبشر مؤتمنين عليه .
واليوم تجد كلما تأخرت الرواتب إشتكى الموظفين من تأخرها على الرغم من أن السلطة مرت بظروف مشابهة سابقا وكانت تتأخر عدة أشهر في عهد الرئيس أبو عمار وكذلك الأمر في العام 2006 ، كما أن هناك فئات من الشعب لا نسمع شكواها بإنعدام رواتبها كالعمال المتعطلين عن العمل والطلبة والمقطوعة رواتبهم لذلك يجب على الموظفين أن يصبروا فالقضية ليست قضية رواتب فالوطن يطلب الكثير ، منا من يقدم دمه حريته وماله لنعيش في كرامة وحرية ، وهذا لا يعني أيضا أن تماطل الحكومة أن كان لديها فعلا الأموال اللازمة للرواتب ، فراتب الموظف حق له لا جدال فيه وهذه المسألة هي مشكلة الحكومة الفلسطينية عليها بشتى الطرق توفير الرواتب لموظفيها وعلى الأقل أن تطمئنهم حتى لا يلجئوا إلى الإضراب وغيره من طرق الإحتجاج .
كما يجب على الحكومة أن تواصل سياستها التقشفية وان تحاول توفير الرواتب ولو على سبيل السلف حتى لا تزداد الأمور صعوبة وتتواصل الإحتجاجات وربما يزداد الضغط الشعبي على الحكومة ، ولا نريد أن تظهر صورة المواطن الفلسطيني بصورة أنه الإنسان الذي يفكر بالراتب فقط مع ان ذلك متطلب إنساني ، لكن الصورة الإعلامية والكاميرا لا ترحم فالصورة ترسخ في ذهنية المشاهد الإنسان الذي يتأثر ويؤثر فربما يرسخ لديه إنطباعاً سلبياً تجاه الفلسطيني الذي رآه مقاوما ورآه ثائراً ومحتجاً على الإحتلال حين يراه محتجا ً من أجل راتبه أو لقمة عيشه ،فلذلك على الحكومة أن تحافظ على صورة الفلسطيني الحر والشريف الثائر ضد الإحتلال ، لا المحتج على سلطته وعلى سياستها المالية ، كذلك على الحكومة التنسيق وإرسال الرسائل للدول العربية والإسلامية والدول الصديقة وشرح الأزمة التي تمر بها السلطة والتي ترتبت كعقاب ناتج عن حصول السلطة الفلسطينية دولة غير عضو في الأمم المتحدة ، وطلب المساعدة منها على وجه السرعة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت