(رأيت غزة تبتلع البحر) (2) ( حركة فتح بحاجة لقيادة بحجم غزة العظيمة )

بقلم: منذر ارشيد

بسم الله الرحمن الرحيم
(رأيت غزة تبتلع البحر) (2) ( حركة فتح بحاجة لقيادة بحجم غزة العظيمة )

الأخ أبو جودة النحال دينامو لا يهدأ ولا يستكين , رأيته مرتين الأولى ..في الحج وكان نعم الخادم للصغير والكبير , والمرة الثانية في زيارة وفد المجلس الثوري كان مثالاً لتحمل المسؤولية فكان له الدور الأساس في إنجاح زيارة وفعاليات الوفد ... جزاه الله خيراً
.........

أما في الحديث عن حركة فتح في قطاع غزة فما عاد للكلام معنى إن لم يكن يستند إلى الحقائق الدامغة والرؤيا الواضحة
فبعد أن تحدثت عن غزة وأهلها الرائعين بشكل عام , إسمحوا لي أن أتحدث عن فتح وأبناء فتح وتنظيم فتح في غزة هاشم الصامدين .. والرائعين أيضا ً
هي فتح التي أنتمي إليها منذ وعيت على الدنيا ورغم نقدي الشديد لما وصلت إليه أو بالأحرى لمن أوصلوها إلى ما وصلت إليه من تشرذم وضعف إلا أنها تبقى في ضميري ووجداني تتحرك عواطفي نحوها كل ما رأيت أحداً من أحبائي وأصدقائي الفتحاويين
ففتح كانت وما زالت من أهم حركات التحرر في العالم وليس في فلسطين فقط , ولست مجبراً على أن أجول في الماضي العريق الذي كانت فتح فيه أعظم ثورة بفضل قادتها ومقاتليها الأوائل فكان منهم الشهداء والأسرى الذين ما زال منهم على قيد الحياة وفيهم من الخيرين الذين ما زالوا يحملون عبق تاريخ فتح العريق
وعندما أقول فتح في غزة ورغم التحديد والخصوصة إلا أن فتح بحاجة إلى بعث الروح فيها من جديد في كل مكان وليس في غزة فقط بل في الضفة والشتات , فالخلل هنا وهناك يتفاوت بتناقص أو إزدياد حسب المكان والزمان فما بالكم بغزة حيث كان المكان مكاناً والزمان ُ زمان.!

إن بعث الروح لحركة فتح من جديد يتأتى من خلال نهضة متجددة على جميع المستويات التنظيمية والسياسية والتعبوية ولماذا لا يكون ( مؤتمر عاااااااام ) ..!

وعندما نتحدث عن فتح في غزة فالمسألة ليست بهذه البساطة ولا الأريحية السهلة
لأنك تتحدث عن فتح في قطاع عظيم مُهيب و رهيب يشكل فيه الفتحاوييون نسبة كبيرة
من عدد السكان هناك
أتحدث عن فتح والفتحاويين في غزة ربما فيهم بعض الأقزام من المتلونيين المخادعين والمارقين , وهؤلاء لا يشكلون نسبة تُذكر مع هذا الطيف الواسع من العمالقة الذين قبضوا على الجمر وعضوا على الأصابع دون أن نسمع لهم صوتاً ولا صراخاً لأنهم بطبعهم فتحاويين أصلاء يحترمون أنفسهم ويعتزون بتاريخهم النضالي
هؤلاء الذين مرت السنوات العجاف عليهم مع بداية الأزمة الفظيعة التي حصلت وما تبعها من إنقسام بين شطري الوطن والذي دفعت خلاله حركة فتح وأبنائها الثمن الباهظ جراء غياب القيادة التي ترعاهم وتشد من عضدهم بعد ما ذاقوا الأمرين من قتل وجراح دامية واعتقالات
قيادة كانت موجودة فعلاً ولكنها لم تكن موجودة إلا بالشكل والصورة أو بعضهم ممن كان موجوداً في أبشع صورة وأسوأ شكل
هذه القيادة التي كانت تتزعم القوة الأمنية وقد إستغلت كل ما لديها لتأليب الناس على الناس وجرت البلد إلى الويلات وهربت وتركت أبناء الحركة يتلقون الضربات.
خمس سنوات أو أكثر عاش أبناء فتح أسوأ فترة في حياتهم ما عاشوها في زمن الإحتلال
وذلك لأن الإحتلال عدو يجب أن يكون قاسيا وعنيفاً وما أجمل الموت منه ومعه
ولكن ظلم ذوي القربى يشكل ما هو أصعب من الموت, لأن في الموت راحة أبدية,
وعلى هذا الأساس يجب على من يتعامل مع قضية الفتحاويين في غزة على أنهم خارجين من معجزة من معجزات القهر والضياع والموت البطيء بعد أن شلت قدراتهم وتهاوت طموحاتهم وضاعت نفوسهم وهاموا على وجوههم بعد أن تركتهم قيادتهم يواجهون نتائج سلوك بعض المستهترين والفاسدين والغارقين بالدولار وكما كنت أصفهم دائماً بمن
"يحملون الوطن في حقيبة سفر"
فوطنهم في طائرة تنقلهم حيث يشاءون أو في فندق أين ما يحلون , أو في قصر يبيعون ويشترون , أو في بنك يضمنهم حيث يتيهون
أما المناضلون أبناء الوطن الذين على الجمر يقبضون ,فهؤلاء ملح الأرض عليها يموتون

التقينا بكثير من الإخوة الفتحاويين وعلى مستويات متعددة من القمة إلى القاعدة وتعرفنا على أحوالهم التي تصعب على كل مؤمن وصاحب ضمير

من خلال حوارات ونقاشات مستفيضة سجل خلالها أمين سر المجلس الثوري ورفاقه أعضاء الوفد كل ملاحظاتهم وقد تعرفوا على كل التفاصيل التي يجب أن توضع على طاولة البحث
ولربما أن بعض الإخوة وخاصة من القواعد العريضة من الفتحاويين لم تسمح لهم الظروف للقدوم للقاء أمين سر وأعضاء المجلس الثوري أو أنهم إستنكفوا لأسباب منها غضبهم على الوضع الذي هم فيه من تهميش وإقصاء وذلك لأسباب معروفة
ولكن من حضروا أعطوا إنطباعاً شاملاً عن الأزمة التي تمر بها الحركة في القطاع
وبدون الخوض في التفاصيل فإن وضع فتح في قطاع غزة يحتاج إلى عمل كبير وجاد وليس بترقيع كما يحصل عادةً وهو ما جعلنا نعيش في أزمات متراكمة
ولربما لم تكن نكستهم الأخيرة في تعيين قيادات بدل المنتخبين هي من قصمت ظهر البعير
ولكن تداعيات كثيرة وتراكمات هائلة ستفجرهم وكما قال البعض ( للصبر حدود )
من الفتحاويين من هم مرتاحين على الاخر وكأن الوضع في أحسن حالاته ,وهؤلاء منهم القيادة المعينة بعد أن تم إقصاء المنتخبين من قبل قيادة لم تعرف كيفية التعامل مع رجال وأبطال منهم قادة بإمكانهم قيادة جيش , ورأينا منهم من يعيش وكأنه على فوهة بركان ينتظر الإنفجار في أي لحظة , وكل طرف من هؤلاء لهم أسبابهم وظروفهم وهنا أعني الخصوصية وخاصة لمن لم يتأثر وضعهم المادي ولا التنظيمي وهؤلاء منهم من يتقلب كما يتقلب رغيف الصاج فهم من الفئة التي تتعايش مع الظروف كيف ما اتجهت وكيف ما تقلبت ومثل هؤلاء موجودين في كل مكان للأسف
إن جميع الفتحاويين في غزة مظلومين ومظلومين جدا ً حتى المحسوبين على من سببوا الأزمة والكارثة فهؤلاء ضحايا اللامركزية والفوضى التي تجلت من خلال مراكز القوى التي أخذت الحركة إلى الصدام والعنف وهؤلاء وجدوا أنفسهم أمام أمر واقع ودفعوا من أرواحهم وأجسادهم وكرامتهم ما دفعوه دفاعاً عن الحركة وعن أنفسهم
وهؤلاء تركوا يواجهوا مصائرهم فمنهم من شُرد خارج الوطن ومنهم من انتهكت إنسانيته
ولم يجدوا من يضمد جراحاتهم ويعينهم على الصبر والصمود
وهذه الفئة من أبناء فتح ورغم أنهم كانوا محسوبين على فلان وعلان فهؤلاء يجب أن يتم احتضانهم كما كان يحتضن الراحل أبو عمار كل أبناء الوطن , ويجب أن لا يدفعوا ثمن لأمر لم يكن لهم يد فيه أللهم أنهم فتحاوييون بغض النظر عما حصل

القادة أعضاء اللجنة المركزية ...نداء من القلب والعقل معا ً


إن أبنائكم وإخوانكم وأخواتكم الفتحاوين في غزة غاضبون ولربما ولأنهم فتحاويون حقيقيون وأصلاء .. لم تسمعوا صراخهم بوضوح , فهم طيلة خمس سنوات يصرخون في داخلهم كمن يكتمون أنفاسهم ليس خوفاً ولكن حرصاً من الفضائح وحتى لا يقال أنهم إستغلوا الظروف ,ولكن إعلموا أن هدير صراخهم سيخرج مع نهاية الأزمة والخصام بين فتح وحماس
لأنه بعد ذلك لن يكون هناك أي حجة للتقاعس وتأجيل قضاياهم وخاصة من وقع عليهم الظلم جراء الدسائس والنميمة والتقارير الكيدية وما أكثرها

ويجب أن تنتبهوا للأخوة أصحاب الضمير الحي وما أكثرهم , فهؤلاء هم من تشعر منهم بحجم المصيبة والكارثة التي حلت بفتح ,وهؤلاء يتطلعون إلى عملية إنقاذ مدروسة من قبل القيادة المركزية للحركة وكما علمنا أنهم ينتظرون (من يعلق الجرس )
وهنا لا بد لي أن أخاطب اللجنة المركزية وأقول ..جميعكم أيها الإخوة مسؤولين أمام الله وأمام التاريخ وأمام شعبكم لأن وضع الحركة في القطاع الحبيب وضع مريب ,
وكلكم يشهد بأن غزة صاحبة المبادرات النضالية منذ الأزل
فمنهم القادة الأوائل مع احترامي للقادة من بقية أنحاء فلسطين والشتات
فلا يمكن تجاهل هذا القطاع العريض من أبناء فتح والذين هم عصب هذه الحركة
فبناءً عليه.. أنتم مطالبون بالعمل السريع كما تعملون من اجل المصالحة مع حماس
فواجبكم قبل وبعد ذلك ان تصلحوا ما أفسده الفاسدون وجعلوا من أبنائكم وإخوانكم في غزة لقمة سائغة لغول التمزق والتيه والفقر ناهيك عن الكرامة
وأقترح أن يتم إعادة رواتب الجميع دون استثناء قبل أي أجراء لأن من تم قطع رواتبهم معظمهم مظلومين ولربما هناك عدد قليل من الفاسدين ولكن في ظل الظروف المأساوية الحكم
عليهم صعب ومعقد ولهذا أقترح أن تعاد الرواتب للجميع من أجل أبنائهم وعائلاتهم
وإذا كان هناك عقاب فإما يعاقب الجميع أو يتم العفو عن الجميع وهذا أفضل كي نفتح صفحة جديدة والله عفو غفور ورحيم , فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

الحديث هنا يطول وبإختصار ولا أريد أن أدخل في التفاصيل فهي كثيرة وليس هنا مجال الحديث عنها حتى لا يقال من جديد ... نشر الغسيل.!
ولا تتركوا لنا ونحن دائمي الكتابة والإنتقاد لا تتركوا لنا المجال لنشر الغسيل وافقئوا عيوننا وذلك من خلال البدء فوراً وبدون أي تلكوء بتشكيل هيئة قيادية من نصف أعضاء اللجنة المركزية وعدد مماثل من المجلس الثوري الذين يعرفون معرفة دقيقة بتفاصيل الوضع في غزة ولتكن زيارة وعمل ميداني في غزة من خلال دعوة جميع ممثلي الأطر في الأقاليم وعقد ورشة عمل كمؤتمر مصغر خاص بالقطاع (إنه يستحق )
إن الأخ الدكتور نبيل شعت والذي احترمه واقدر إمكاناته وتجربته النضالية والسياسية فهو ليس بمقدوره حل مشاكل الحركة والتنظيم هناك لأسباب كثيرة ,ويجب أن لا يتحمل المسؤولية أيضاً عن تراكمات تنوء عن حملها الجبال , فمعظم الناس هناك يحملونه المسؤولية , وهذا غير منطقي على الإطلاق

وهذا النداء الذي أوجهه للجنة المركزية وهي صاحبة الشأن وعلى رأسهم الأخ الرئيس أبو مازن , لا تتأخروا ولا تنتظروا ...لأن الأزمة كبيرة وكبيرة جداً
ولكنها تصغر وتتلاشى إن أخذتم الأمر بجدية وسارعتم بإنقاذ الوضع ..وهو لا يحتاج الكثير
فقط كل ما يحتاجه السرعة والصدق والعمل بما يرضي الله , الان الفرصة مواتية ويجب عدم الانتظار فكل يوم تأخير يترتب عليه مزيداً من الأخطار ..
كلمة أخيرة .....
فتح في غزة اليوم ليست كما الماضي , اليوم هناك قوى كبيرة تعاظمت مع بيات فتح وتهميشها وتغييبها , ورغم أن فتح في ضمير الشعب الفلسطيني كرائدة وقائدة إلا أنها بحاجة لدفعة جديدة وقوية حتى تواكب وتنافس من عملوا وتنظموا وتقدموا ..ولهذا الأمر يتطلب لجدية وإخلاص ولمبادرين ..
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ..صدق الله العظيم
اللهم إني قد بلغت أللهم فاشهد

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت