آمنة وفاطمة، إمرأتان فلسطينيتان كانتا تعيشان آمنتين مطمئنتين مع زوجيهما جابر وحامد، في قرية في وطنهما فلسطين، أرض الآباء والأجداد، آمنة كانت متزوجة من إبن عمها جابر، وفاطمة من إبن خالها حامد، وكانتا حاملتين بالشهر التاسع، وفجأة حلت بقريتهما فاجعة تم التخطيط لها من وحوش الغاب، وهاجمت القرية الآمنة المطمئنة وحوشٌ مفترسة كالضباع، تفضل أكل لحوم البشر، وتتسم بالخديعة والقسوة واللؤم، واستنفر جابر وحامد وهبا يقاومان العدوان بالعصي والهراوات والحجارة والسكاكين والفؤوس، ويدافعان عن أرضهما ووطنهما وعرضهما، ويقابلان أنياب الوحوش الحادة المسننة بالأكف النازفة، وغاب جابر وحامد فقيدين لا يعرف طريقهما ومصيرهما أحد.
اقتربت الوحوش من القرية مع اقتراب موعد الولادة، وبدأ مخاض مرعب وعسيرللمرأتين، ووضعت آمنة مولودها في جو من الرعب والخوف وأسمته يونس، متيمنة بقصة سيدنا يونس الذي أنقذه الله من افتراس الحوت له، ووضعت فاطمة مولودها في جو من القصف والهدير والتهديد بالذبح وأسمته موسى، متيمنة بقصة النبي موسى عليه السلام وكيف أنجاه الله من بطش فرعون، وداهمت الوحوش القرية توغل بأهلها افتراساً وتقطيعاً وتشريداً.
فكرت آمنة ماذا ستصنع بوليدها يونس الذي نزل من رحمها مبتسماً على غير العادة، وبينما هي تفكر في تدبير أمر إنقاذه، هجم عليها وحشٌ مفترس مكشراً عن أنيابه الحادة المسنونة كالحوت الجائع، وأخذت تقرأ على وليدها آيات من القرآن، وحوطت عليه بقراءة المعوذتين وآية الكرسي وسورة الإخلاص، وكانت تدعو له من جوارحها دعاءً صاعداً في السماء الى الله لعله يعود بالغيث كالسحب الممطرة، وكانت تطلب له الرحمة واللطف من رب العباد، بينما كانت تقاوم الحوت بكل جوارحها، وترميه بالحجارة تارة، وتطعنه بالسكين تارة أخرى، وتعضه بأسنانها ونواجذها، وأخيراً أطبق الحوت فكيه على الطفل الصغير، ولكن الطفل لم يصرخ ولم يتألم، وبدأ يونس رحلة الزحف الإجبارية الى بطن الحوت، وكان يختفى رويداً رويداً في حلق الحوت، ويهوي في جوفه وعيناه مسمرتان نحو والدته، يرنو اليها مشفقاً على حالها، متألماً لها وكان مبتسماً في نفس الوقت، وكأنه يقول لها لا تخافي ويطمئنها على مصيره. ولوح بيديه لها مودعاً، وودعته بدموعها ونحيبها وفي ظنها أنه الوداع الأخير الذي لن يخلفه لقاء. ولكن ابتسامته كانت توحي بيقينه البريء بأنه الوداع الذي سيتبعه لقاء. وغاب يونس واختفى والتهمه الحوت. وهامت آمنة على وجهها فاقدة لوعيها ولعقلها، وحملت وسادة تخيلتها طفلها، وصارت تهذي بإسمه طيلة طريق التهجير القسري الى مصير مجهول. حتى قذفتها الأيام في مخيم خارج وطنها. وحيدة فاقدة لزوجها، ولا تعلم عن أهلها وجيلرانها شيئاً حيث سلك كل جماعة طريقاً مختلفاً عن الآخرين. وانتهى بهم المطاف في مخيمات منتشرة في الوطن العربي الكبير.
ولم يكن حال فاطمة بأفضل من حال آمنة، ولكن كان لدى فاطمة وقتاً أطول للتدبير والتفكير، فجاءت بصندوق عرسها وموطن ذكرياتها مع زوجها حامد الذي لا تعرف له مصيراً، وفرشت الصندوق بملابسها ليكون ليناً على طفلها، ووضعت وليدها موسى فيه ليكون ثمرة ذكرياتها مع زوجها الفقيد، ووضعت المصحف في وسادة تحت رأسه، وأكلها الندم حيث نسيت أن ترضعه من حليبها، وذهبت مذعورة وهاربة به الى شاطيء البحر تحمل الصندوق على رأسها، وأودعته الله متوسمة منه نجاته مستلهمة قصة نبينا موسى، وكانت تهذي بعبارات وتمتمات:
"إني أودعتك لله يا حبيبي، روح يا بني الله يسهل طريقك ويبعد عنك اولاد الحرام وييسرلك اولاد الحلال" وكانت تقرأ على الصندوق آيات من الذكر الحكيم، وتزفه بموشحات من الأدعية الساخنة التي تهب من لهيب القلب الذي يغلي على فلذة كبدها، وكانت أنفاسها لاهثة من حملها وممزقة على زوجها. وألقته في اليم ونهر من الدموع ينبع من تحت حاجبيها ويصب في البحر ويزيده سخونةً وهيجاناً، وطفق الصندوق سارياً في الماء، حاملاً بطفلٍ، طافياً وسابحاً عرض البحر دون سارية أو خارطة طريق أو قبطان، ودون مؤونة تحفظ لجنينها الحياة. وعادت الى بيتها صابرة وكاظمة غيظها، وغذاؤها الدعاء لطفلها بالنجاة، وفضلت الموت على ترك بيتها، موكلة أمرها لله. ونجت من الكارثة وظلت متشبثةً بقريتها وببيتها، عازمة على البقاء فيه مهما تكن النتائج والتضحيات. ولتبقى قريبة من رائحة زوجها لعلها تجده شهيداً أو جريحاً، ميتاً أو حياً.
نجا جابر من المذبحة، وشق عباب البحر باحثاً عن النجاة، وبينما هو يسبح في مياه البحر هائماً على وجهه، شاهد صندوقاً عائماً يسير في البحر بلا سارية، وسمع صوتاً طفولياً آتياً من الصندوق: إنه مناغاةُ طفل! أسرع سابحاً باتجاه الصندوق، والتقطه يفتح بابه ليستطلع الأمر، فوجد طفلاً مبتسماً في الصندوق، أمعن النظر فيه مستعجباً مستغرباً، واستحضر ذاكرته الممزقة، ورممها واعتصرها ليستخلص الجواب، واستلهم بعلم الوراثة والفراسة متعجباً وصائحاً بأعلى صوته:
إن ملامح الطفل تشبه رجلاً أعرفه حق المعرفة، وفيه من ملامح إمرأة أعرفها، إنه يشبه جاري حامد، وفيه من ملامح جارتنا فاطمة! نعم فاطمة زوجة حامد، فقد كانت حاملاً في الشهر التاسع كزوجتي آمنة، لعله هو ابن جيراننا، أنا واثق أنه هو، والتقطه من الصندوق، وفر به ناجياً من المذبحة الى بلاد اللجوء، في مخيم خارج الوطن.
وبدأ الناجون من المذابح يتجمعون بالمخيمات، وكان حامد يحتضن طفل الصندوق موسى باحثاً له عن مرضعة، ويصطف بطابور طويل ينتظر مؤونة من اللئام توزع على المشردين من وطنه، وبينما هو سائرٌ بين الجموع باحثاً عن مرضعة للطفل، يستعرض المخيمات ويتجول فيها لعله يجد زوجته أو أحداً من أقاربه ومعارفه، لمح امرأة تحمل وسادة وتضحك لها وتناغيها بهستيرية، وتهذي وتتمتم بصوت لاهث متهدج متقطع:
يونس، يونس، ابني حبيبي، لقد التقطه الحوت وأكله. دقق النظر الى المرأة، لقد كانت كاشفة لشعرها الذي بدا كثاً متشابكاً كالنتش والعليق في العراء، وكان وجهها مكفهراً، وخدودها مخططة بخطوط حمراء على شكل قنوات محفورة في وجهها تشكل آثاراً لجداول من الدموع الحارة التي كانت تسقط من سماء عينيها على أرض خديها. وسمع الأطفال من حولها ويضحكون ويقولون:
هاي المجنونة، هي هي مجنونة، مجنونة.
استوقفته هذه المرأة المنكوبة، دقق النظر في ملامحها، وبدأ يسترجع ذاكرته المجهدة، وفي لحظة سقط على الأرض من هول المفاجئة ولكنه لم يكن غائباً عن الوعي، وظل يحتضن طفل الصندوقخوفاً على حياته. ثم تمالك نفسه وقام على رجليه المرتجفتين والطفل بين يديه، ومشى باتجاهها وصرخ بأعلى صوته:
آمنة، آمنة، يا إلهي إنها زوجتي، وأمسك بيدها وهي تجفل منه مستغربة ومستنفرة، وتشد على الوسادة في أحضانها وتقول لها وتناديها وتناغيها: يونس، يونس إبني حبيبي.
كانت آمنة بلا خيمة وبلا رفيق أو رفيقة، فقد تفرق المهجرون في شتات الأرض، وكانت تنام بين الخيام حيث لا تستحق بمفردها وبعقلها التائه منها خيمة تأويها، تفترش الأرض وتلتحف السماء، وتأكل مما يتصدق به اللاجئون مما يصلهم من تبرعات من اللئام، فأخذها الى خيمته مع الطفل الذي وجده بالبحر، وراح يستنهض ذاكرتها المغدورة رويداً رويداً، واستبدل الوسادة التي كانت تحتضنها بالطفل المجهول، وبدأت تتشافى شيئاً فشيئاً الى أن انقشعت عنها غيوم الذكريات المؤلمة، سيما وأن تحول الوسادة المحشوة بالقطن الى طفل حقيقي من لحم ودم قد ساعدها على الإستشفاء، وبعث فيها الحرارة والدفء، فأثار فيها الحنان ، واستفز فيها عاطفة الأمومة المغتالة، وأعاد لها العقل الشارد في ابنها الذي التهمه الحوت أمام ناظريها.
وفي ليلة شتوية ماطرة وظلماء، وبينما كانت فاطمة نائمة في بيتها الذي التصقت به، سمعت طرقات متقطعة على الباب، نهضت من نومها مذعورة وهي تتوقع على خلاف ظنها أنهم جنود من الوحوش الغاصبة يسألونها عن زوجها الغائب كما تعودت على تلك المداهمات من قبل. فالطرقات على باب بيتها هذه الليلة مختلفة عن طرقات الوحوش الغاصبة، طرقاتهم سريعة صاخبة لا تراعي المشاعر الإنسانية. فقامت تمشي على رؤوس أصابع رجليها تستطلع الطارق بخفة ولهفة على الباب. وسمعت صوتاً خافتاً ينادي بإسمها:
فاطمة .. فاطمة.. إفتحي الباب أنا حامد يا فاطمة، أنا جريح، اسرعي وافتحي الباب قبل أن تأتي الوحوش وتراني متوشحاً بندقيتي القديمة المهترئة فيعدمونني، اسرعي يا فاطمة لتوقفي النزيف والألم. أنا حامد يا فاطمة.
شقت فاطمة الباب، وما أن انفتح قليلاً حتى سقط حامد باتجاهه يغالب جراحه النازفة وكان ممسكاً ببندقيته القديمة التي كانت تخلو من الذخيرة، وانفتح الباب على مصراعيه، فهجمت عليه فاطمة وهو ملقىً على عتبة البيت يغالب الألم والنزف، لا تصدق ما ترى من هول المفاجئة وصرخت بأعلى صوتها:
إنه حامد بلحمه وشحمه، يا إلهي ماذا أفعل؟ وكيف أوقف النزيف المتدفق من لوحة كتفه؟ فذهبت الى المطبخ مسرعة وأحضرت القهوة وملأت كفها منها، ووضعت القهوة على خرقة بيضاء، وأخذت تضغط على الجرح بالخرقة والقهوة حتى توقف النزيف. وحفرت بحاكورة البيت حفرة عميقة أخفت فيها البندقية. وذهبت الى بيت طبيب من قريتها تستنجده لعلاج زوجها الجريح، وظلت ترعاه وتطببه الى أن تعافى.
وكان اللقاء مع زوجها من جديد، فقد هدأت نيران الحرب، وألقى الثوار سلاحهم في معركة كانت نتيجتها في البدايات لصالحهم، فكبرت واشتدت عليهم المؤامرات، وتكالبت عليهم الأمم، وكانت المؤامرلت تأتيهم من حولهم ومن خلفهم ومن أمامهم، ومن شمائلهم ومن المقربين اليهم، وانقلبت النتائج رأساً على عقب، وكانت الخديعة وحلت بهم الهزيمة ووقعت عليهم الجريمة، وكانت ما تعارف عليه الناس "النكبة".
وسردت قصة ابنهما موسى على زوجها حامد، وكيف خافت عليه من التصفية الجسدية وألقته باليم تيمناً بما فعلته أم سيدنا موسى، ولا تعرف له اليوم مصيراً.
وتوسد كل منهما ذراع الآخر يبثه همومه، وتبللت ذراعيهما بالدموع والحسرة على الأيام السالفات. دموع الحسرة على هزيمة الثوار وضياع البلاد، ودموع الفرقة والحنان على فلذة كبديهما، وعلى أهلهما وجيرانهما وأقاربهما.
وفي أحد الأيام ذهبا الى البحر لعلهما يجدان الصندوق الذي يخبؤ إبنهما، وبينما هما يمشيان على الشاطيء، فوجئا بحوت يقترب منهما، ولما وصل الشاطيء قذف الحوت من حلقه جسداً عارياً مصغراً للإنسان على رمال الشاطيء، وأدار وجهه الى البحر وولّى هارباً الى أعماق البحر، وكأنه يجر أذيال الخيبة وسوء التقدير. سمعا صوتاً آتياً من الجسم الآدمي المقذوف من بطن الحوت والملقى على الرمال. اقتربا منه رويداً رويداً، ولما وصلاه، أمعنا النظر فيه واستحضرا الذكريات، وصاحا بصوت واحد:
إنه طفل، طفل يا فاطمة، طفلٌ يا حامد، لا إله الأّ الله، والله أكبر وسبحان الله.
اقتربا من الطفل يتفحصانه، فصاح حامد، إنه يشبه جارنا جابر يا فاطمة!!
ردت عليه: حقاً يا حامد إنه يشبهه، وفيه أيضاً ملامح من جارتنا آمنة. إنه لا يشبه إبننا يونس، ولكنه هبة من الله ليعوضنا به عن إبننا الفقيد، سنأخذه ونتبانه لعله ينفعنا. وعساه أن يكون ابن جيراننا فنرد لهم الوفاء ونحافظ على حسن الجوار. وعاش حامد وزوجته فاطمة والطفل الذي قذفه الحوت (يونس)، وأنجبا له إخواناً وأخوات بالرضاعة.
كان الحوت مطمئناً أنه سيجهز على الطفل، ويقضم لحمه ويحطم عظمه، ويحيله الى سائل ويمتصه كالغذاء، ويتخلص منه الى الأبد، ويصفيه من الوجود، ويتخلص من ثورته وانتقامه عند كبره، حيث سيصبح عدوه في يوم ما بعدما يكبر ويسمع بقصص أهله وبني وطنه. ولكن لحم الطفل كان مرّ المذاق كالعلقم في جوف الحوت، واستعصى عظمه على الكسر رغم حدة أنيابه، وخرج من الحوت من حيث لا يحتسب، وفوق كل التوقعات.
كما أن إرادة الله ومكره وتخطيطه فوق كل الإرادات والخطط وفوق كل مكر يمكره العباد. ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين، وكبر الطفل في ظل رعاته، ومع أشقائه بالرضاعة، وأصبحوا كالشوكة غارزةً وغائرة في حلق الحوت، لا يستطيع بلعها وهضمها ولا يستطيع استخراجها. وستظل تؤلمه وتؤرقه وتستنزف دماءه، حتى يسمع لصوت الحق ويعود من حيث أتى وتعود الحقوق لأصحابها والقوس لباريها.
أما آمنة وزوجها جابر وإبنهما بالتبني (موسى)، فقد عادا الى الحياة من جديد، وأنجبا أولاداً وبنات، إخوة وأخوات في الرضاعة لموسى، وثاروا جميعاً على حياة المخيمات خارج الوطن، ورفضوا حياة الصدقات من اللئام، وبدأو نضالاً وكفاحاً وجهاداً ومقاومة من خارج أسوار الوطن، يقتحمون الأسوار، يضعون أرواحهم على أكفهم، ويعلون ويجاهرون بصوتهم وحقوقهم، ويقضون مضاجع المعتدين الغاصبين، ويقاومون محاولات التصفية وطمس الهوية، حتى انبهر العالم بهم وبحبهم لوطنهم، فاعترف العالم بهم وبحقوقهم، واستسلم الحوت واعترف بهم وبوجودهم، واستطاع جزءٌ منهم بنضالاتهم وتضحياتهم وشهدائهم العودة الى أرض الوطن، بعد حياة التشريد والمنافي، وكأنهم يقدمون لعودة الجميع الى أرض آبائهم وأجدادهم. والتقت جماعة من أنصار يونس الفلسطيني مع جماعة من أنصار موسى الفلسطيني على أرض فلسطين. وتحقق اللقاء متحدياً كل العوائق والمؤامرات والصعوبات.
وما زال الحوت يصر على غيه واستهتاره في صراع عبثي طويل ينعكس سلباً عليه مع تقدم الزمن وجريانه، ويعتمد في صراعه على قوة أنيابه والتي ستتثلم وتهتريءُ وتقتلع من جذورها في يوم قادم لا محالة، فتلك نهاية محتومة للمادة، إذ كل من عليها فان، وستبقى الروح محلقة، ومرفرفة في سماء الوطن تمنح أرضه الهوية الحقيقية، لا تغيب عنها ذكرى الوطن والأهل، سلاحها الجاذبية الفطرية بين الروح وهذه الأرض منذ الأزل.
وما زال يونس وموسى وذويهم وأتباعهم يقاومون، ويستبسلون، ويخترعون وسائل المقاومة، ولم تنل منهم ومن إرادتهم بشاعة الجريمة، وعظم المؤامرة، ولم يصابوا باليأس والإحباط، وعزيمتهم تشتد وتعلو مع كل عناد وصلف وإشهار لوسائل قوة الخصم، وتقتدي بهم شعوب الأرض المظلومة، ويضحون بالغالي والنفيس، وأسقطوا كل المخططات لتصفيتهم ودفعهم الى نسيان وطنهم، حيث ما زالوا بحقوقهم متشبثين، ومستمرين في طريق استعادة الحق والشرف الى أن يعود الحق لأهله، ويعود كل طير لعشه الذي ألفه وما زال يألفه الى يوم يبعثون.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت