في ليلة من الليالي حاولت إحدى الزوجات إرضاء زوجها ولكنها لم تستطع أن تنال رضاه، ففي كل مرة تحاول فيها إسعاده وإرضائه، والظهور أمامه بشكل جميل، كان يقابلها بالنهار ويكسر خاطرها.
في إحدى المرات قامت بشراء بعض المكياجات، وفي المساء تسللت إلى غرفتها، وقامت بوضع المساحيق التجميلية، وخرجت على زوجها، وكلها ثقة بأنه سينهار أمام جمالها، لكنه فَجأها بقوله: "وشو اللي طارشة فيه وجهك، انهبلتي، روحي غسلي وجهك أحسنلك"، انكمشت الزوجة على نفسها وانسحبت والدموع تملئ عينيها، تجر خلفها خاطراً متهلهلاً بأسى.
بعدها بأيام، قررت أن تكرر المسالة، مهما حصل، وقررت بناء على استشارة من إحدى الصديقات خلق جو رومانسي، فقامت بصنع قالب كيك، وحل باكيت عصير دريم ، وأنارت بعض الشموع، وجهزت شريط أغنية " يامسهرني " لأم كلثوم، وما إن دخل الزوج المنزل، حتى بادرها بالسؤال " شو الكهربا مقطوعة "، أهملت السؤال والإجابة بكبت، وأشغلت مقطع غنائي " يا مسهر النوم في عنيا "، فنهرها الزوج " طفي الزفت اندوشنا ، اطفيه مسطل بدي أنام "، أطفأت الحزينة المسجل، وجلست تلملم فتات خاطرها المكسور وهي تبكي بحرقة.
حاولت مرة أخرى وأخرى وأخرى، ولكن بلا فائدة وفي كل محاولة كان خاطرها يزدادُ تكسراً وتحطماً.. والزوج ما زال على حاله لا يعجبه العجب.
لا أدري لما هذه القصة خطرت على بالي، وما علاقتها بالموضوع الذي أردت أن أتحدث عنه؟!
كنت أود أن أقول كلنا يريد أن يهنئ الشعب بالوحدة التي تحققت علي الأرض بعد الانتصارات التي حققت ميدانياً ودولياً، وتتوالى أفراحنا إنه شهر لمفرح وجود ذكرى انطلاقتين فالانطلاقة الأولى حدثت قبل أيام والأخرى في الانتظار لكن الوضع لازال مليء بالانتقادات والرفض رغم محاولات انجازه، وخير دليل ما حدث من رفض إعطاء ساحة لإقامة مهرجان لحركة لها تاريخ وجذور قدمت من خلالها آلاف الشهداء ومئات الأسرى نهيك عن آلاف الجرحى وبالتالي أقول لهم: بتجننوا يا عسل، وأقول لباقي القوى: تسلمولي بهالطلة يا قمر، وأريد أن أجبر خاطرها أكثر، وأقول " بتعرفي إنك بتاخذي العقل بهاللوك "، عن جد إنك لزيزة ".
صحيح أنه لا علاقة لقالب الكيك بالرومانسية ولكن أعطوها فرصة هذه الأيام.. لأنه من يظن أنه يجيد صناعة قالب كيك اليوم، ويطعمه للآخرين سيتلذذون بمظهره ولونه دون طعمه، فمن كانوا صناعاً بالأمس صنعوا مثله بل وأفضل منه.. قالبُ كيك واحد أفضل من عدةِ قوالب ليس لها طعم ولا لون!!
د.هشام صدقي أبو يونس
كاتب وباحث في الاقتصاد السياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت
