الأمر لا يتعلق بمعادلة الربح والخسارة المترتبة على مثل هذه الفتاوي في المواضيع التي سيقت من أجلها، بل في حجم الضرر الذي يلحق بمبادئ الشريعة وما تلحقه من تشوهات بصورة الإسلام الحقيقية، الفتوى لدينا لم تعد حكراً على العلماء، بل باتت في متناول المبتدئين منهم، والأخطر منها عندما تحمل الصفات السياسية دون أن يكون لجيناتها أي ارتباط بمبادئ الشريعة الإسلامية.
انتفضا نصرة لنبينا الكريم عند عرض فيلم يسيء إليه، ونحن نعلم جيداً أن الفيلم والقائمين عليه هم من أعداء الإسلام، ولا ننتظر منهم يوماً ما إنصافاً لديننا الحنيف، وإن كان من واجبنا أن نغضب من مثل هذه الأعمال، ولا يمكن لنا أن نتجاهلها ونتجاهل القائمين عليها مهما علت الأصوات المتبنية لحرية الرأي والتعبير، فمن واجبنا أن نغضب أكثر من أبناء جلدتنا الذين يحرفون الدين لخدمة أغراضهم الدنيوية، كون الإساءة لديننا الحنيف من جراء ذلك تفوق بكثير ما يحاول أعداؤنا فعله. قد يجتهد كل منا بتحليلاته السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، ويحرف الكلمات والفواصل على هواه، ويغير البعض تحليلاته طبقاً للمقام الذي يتواجد فيه، ونجد من يدافع عن الخطأ ويسعى لتبريره، ولكن يبقى كل ذلك ضمن دائرة الرأي الشخصي الذي يقبل الصواب والخطأ، ولكن لا مكان للرأي الشخصي عندما يتعلق الأمر بالدين، ومن غير المقبول بالمطلق الصمت حيال من يعمل على تكييف النص لكسب المغانم في الحياة الدنيا، والافتراء على القرآن والسنة لا يتطلب فقط الرد على من يسلك ذلك، بل من الضروري لوقف هذا المسلسل ملاحقة من يتجرأ على ذلك من خارج الجسم المؤهل بإصدار الفتوى الشرعية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت