التائهون في السياسة مخنثون

بقلم: محمد ناصر نصار

في بلادي السياسة فناً أو جزءاً من السيرك ، يصبح العبد حراً أو يمسي الحر وغد ، قد نمضي للحرب يوما ً ويوماً نطرب مع الحب ، التائهون في السياسة كمن يولد مخنثاً لا إسما نالوا ولا لقباً طالوا وهنا في بلادي تتغير الظروف والأنفس ، كل يمازج نفسه مع البيئة ويحاشي ذوي النفوذ وأرباب المال من أرضي وخارجها فقد يغدو يكرهون وفجأة يصبحوا يحبون فلا هم بعقولهم فكروا ولا بضمائرهم حكموا بل بعواطفهم يجزمون ، في بلادي قد تجد نفاقا معلوم رغم شدة حزمنا في المحن والخطوب ، والسجالات معنا تطول غير أن بأسنا مع أنفسنا لا يهون ، وقد نهادن عدواً دلوداً لكن على أنفسنا لا نهون ، لا نصالح لا نسامح فقد كنا عنده في السجون .

فلا يخلوا لنا خطابا ً أو مهرجاناً لا تذكر فيه المصالحة والوحدة الوطنية ، وتجد كل الشعب ينادي بها وكل الأحزاب تدعي أنها من أولوياتها ، لكن على أرض الواقع نجد أن حركة حماس والسلطة الوطنية لا يتنازلان ولا يتراجعان عن الفرقة بين شطري الوطن ، رغم ما هناك على الأرض من تنسيق بينهم على مستوى الوزارات وحتى على الصعيد الأمني والصعيد السياسي ، إلا أنهم يدعيان عقم أي حل لوأد أي طرح للمصالحة ، فلتفترقوا كما شئتم لكن لا تقسموا شعبنا أكثر من هذه السنوات التي مضت فليكن هذا العام الجديد عام الوحدة ولا نقبل أقل من ذلك ، فلا نحتاج للوسطاء والأمراء لنصلح حالنا بل نحتاج للصدق والإرادة وروح التسامح والتنازل كل منا للأخر لنعفو ونصلح وننظر لأمام نحو درب الحرية والنصر.

الطريق نحو المصالحة والوحدة لا تتطلب الكثير منكم سوى ان تكونوا جادين في قراراتكم السياسية والحزبية ، فنحن نحترم من يقول لا بشكل مباشر دون ان يعلق المواطنين آمالاً على الوحدة فليعلن من لا يريد الوحدة ولمصالحة ويطرح بديله الحزبي ليثبت انه قد ينجح بدون الآخرين وهذا لا لن يكون فوحدة هذا الشعب متأصلة فيه رغم ما يطرأ عليه من شوائب وخبث سرعان ما تزول حين يرجع الناس لعقولهم وصوابهم ، وحين يتقبل كل منا الآخر بفكره ورأيه ونحتوي شبابنا ونحرص على مستقبل أطفالنا ، فلا حرية لشعبنا بلا وحدة وطنية ، ولتكونوا يا سادة ويا قادة جادين مع أنفسكم إتخذوا قراركم وسيحكم الشعب من هو حريص عليه وقد يخسر الطرفان أيضاً إن إستمروا في إنقسامهم في بيئة متغيرة متغلبة وأوضاع إقليمية تتبدل وتتغير ، فالوقت قد حان لإنهاء خلافاتكم والعودة إلى الأصل والقاعدة العودة إلى الشعب وثوابته لتبقوا على قاعدة صلبة وقوية لتوجه دربكم نحو التحرير والمقدسات وحرية الأرض والإنسان .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت