﴿ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ﴾(يوسف:44)
ما أجملُ ذلك الحلمِ الذي يتحول إلى حقيقةٍ عذبةُ الإحساسِ فأصبحت أحلم في كلامكَ وأفعالكَ حتى تصرفاتكَ وشعاراتكَ أنها مثيرةٌ لست أعلم هل هي أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ أم حقيقةٌ أم كوابيس تردُ إلينا رغم أننا لم نأكلْ وجبات دسمة وننام.. وأحياناً ما عدنا نحلم في نومنا أساساً، فالتعب والإرهاق يصرعنا كل ليلةٍ على فراشنا مجهدين ومتعبين بقوانا، فالعمل شاقٌ ولقمةِ العيشِ مرة لا بل مرة زيادة مع أنها في الحقيقة " على الريحة" .
نسعى للهروبِ من النهارِ إلى الليلِ وأحياناً إلي "الفيس" كي لا نحلمُ، إلا أنه نبقى نحلم بجفونٍ مفتوحةٍ ونفوسٍ ما زالت مطبقة منذ أن دقوا في نعوشنا مسمارهم الأخير، مع أننا لم نهربْ من عتمِ الليل إلا لعتم ليلٍ آخر رغمَ الظلام الحالك.
يعني بحلم فيك وأنا صاحي!!......
في الحلم أحياناً.... تتغير الوجوه والملامح وأحياناً تتقلبُ الصور، أحياناً تشعرُ بأنك سقطت ووقعت فتنتفض، أو قتلت والدم يسيل... ومع هذا تضحك فالحلم أحياناً تشعر أنك في وسط ساحة كبيرة بها رايات للثورة وصور شهداء وعمالقة الجبال لكن إذا تقلبت ذات اليمين وذات الشمال تجد نفسك مازلت مكانك، فالحلم أحياناً تشاهدُ أشخاصاً لا ترغبُ بهم بالحلمِ تشعرُ أنك مع أناسٍ تجالسهم وتبتسمُ إليهم بالحلمِ تسمعُ أصواتاً مزعجةً في الحلمِ تعشقُ ناساً وتكره ناساً.
بحلم فيك وأنا صاحي!!
في الحلم أحياناً ... قد ترى غيلاناً وذئاباً ويصبح الصوت مبحوحاً وتشعر بأنك مخنوقاً، فهل مرت علينا من لحظاتنا لحظة لم نكن فيها مخنوقين مكبوتين؟!
وأحياناً تجد الغيلان هربت من أحلامنا لواقعنا وتحولت الذئاب إلى حيتان. " شايفين " لم نعد نحلم لكن ممكن تحلم وأنت صاحي.
لم نعدْ نحلم... أفضلُ الحالات... سمحوا لنا بأن نعيش كل أوقاتنا أجواء الكوابيس. ومع هذا.... سنصر أكثر على التوضأِ بماء الأمل والتهجد في صومعة الحلم رغم وجع الخاصرة.. خايف تخليني أعيش العمر كله أحلم بيك وأنا صاحي.
هي أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ أن أحلم بيك وأنا صاحي.. لم نتوانى يوماً في استكمال حلمنا المشروعِ الذي ابتدأناه معاً وإن كان هناك شياطين الإنس بل والجن يحاربوننا في فكرنا وأنفسنا.. إذاً سنبقى نحلم ونحلم، نايم صاحي حنحلم.. "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ"!!
د. هشام أبو يونس
باحث وكاتب في الاقتصاد والفكر السياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت