نعم للإحتفال بذكرى إنطلاقة حركة فتح العظيمة ..نعم وألف نعم لأعادة الهيبة لهذه الحركة من خلال إبراز دورها التاريخي كأول حركة إنطلقت من أجل تحرير فلسطين
تأتي مناسبة وذكرى إنطلاقة فتح هذا العام بنكهة مختلفة عن السنوات السابقة خاصة أننا أمام منافسة من نوع جديد تتجلى في مكان إقامة المهرجان وكأننا أمام تحد ٍ بين أخوين يحاول كلً منهما إثبات أنه الحريص على كل شيء أكثر من الآخر .. ( ليست مشكلة )
لقد ذهب جيل ونشأت أجيال فلسطينية مع تغير الزمان والمكان وقد تزاحمت الأحداث التي توالت خلال عقود مضت , ذهب فيها الكثير من أبناء وبنات الوطن على مذبح الحرية والعودة (والتحرير )الذي أصبح شعاراً أكثر منه برنامجاً نضالياً كما نصت عليه وثيقة الدم التي خطها الاف الشهداء
فتح هي الأم ..فتح هي القائد ..فتح هي من وضع البوصلة مع بداية الانطلاقة التي ما كانت إلا من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين
ضجيج الاحتفال في الذكرى ملأ الدنيا وخاصة في قطاع غزة التي إنعزلت عن الضفة مع الانقسام المرير الذي دفع الجميع ثمنه , وهو الوجع الفلسطيني المرير الذي أضيف لأوجاع شعبنا وكأننا بحاجة للمزيد من الالام وعدونا يشبعنا ظلما ووجعا ولطماً ..وزدنا على ذلك ظلم ذوي القربى هنا وهناك فكان البلاء في الإتجاهين رغم أن البلاء في غزة كان أقسى وأشد .
فبعد بهجة الانتصار التي غمرت أرجاء الوطن من خلال توحد المشاعر بين مختلف قطاعات شعبنا في الضفة وغزة , وقد تجلت الوحدة الوطنية بأورع صورها من خلال إستنفار شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والمواجهات التي عبر عنها أبناء الوطن الواحد في محاولة جادة لتوسيع رقعة المواجهة للتخفيف عن الأهل في غزة , وقد بدأت بوادر الإشتباك المباشر باللحم والدم وليس عن بعد بالصواريخ , فالضفة لا تملك صواريخ كما هو معروف ولكنها تمتلك أيدي تضغط على الزناد إذا لزم الأمر .. لقد سجل شعبنا في الضفة الموقف المعهود موقف البطولة والفداء من أجل غزة وفلسطين وهذا ديدن شعبنا في الموقعين غزة والضفة
وحتى في الشتات
ولو استمرت الحرب في غزة عدة أيام ..لرأينا ملاحم البطولة كما عودنا أبناء الضفة على مر التاريخ ولا ننسى الإنتفاضة الأولى التي حركتها حادثة باص العمال في غزة
إنه الشعب الفلسطيني ..نعم وهي فتح وإبنائها الأبطال هم من واجهوا الإحتلال في الإنتفاضة الثانية من خلال كتائب الأقصى ورجالات الأجهزة الأمنية الذين سقط منهم خيرة أبناء الحركة , وهل ننسى ملحمة مخيم جنين وغيرها من الملاحم ولا ننسى أيضا ً أبطال الجهاد وحماس والشعبية وكل أبطال الفصائل الأخرى الذين توحدوا في غمار الدفاع عن وطنهم وكرامة شعبهم , وهم في الميدان إذا دقت طبول الدفاع عن الوطن .
ذكرى إنطلاقة فتح.. ذكرى مجيدة
كم هي مفرحة ذكرى الإنطلاقة لأنها تعيدنا إلى الأمجاد وذكريات قادة عظام دفعوا أرواحهم
وكم هي محزنة هذه الأيام ونحن نرى حال فتح التي هانت على البعض ولكنها بقيت في نبض الكثيرين من أبنائها الذين يفدونها بالمهج والأرواح ..
ما يقارب الشهر ونحن ننتظر المناسبة وقد تجلت الخلافات بين فتح وحماس على ماذا ..!
على مكان الإحتفال .. يا إلاهي على مكان الإحتفال ..وكأننا نتحاور على تقاسم الجنة ..!
وهو ما يجعلنا نفكر ونتخيل كيف سيكون الاتفاق على القضايا الجوهرية والخلافية
يحق لشعبنا أن يضع يديه على قلبه وهو ينتظر الفرج ينتظر الفرج ينتظر المصالحة
أما فتح فنقول وبهذه المناسبة ..مطلوب من الجميع أن يكونوا على مستوى المسؤولية
ولهذا نريد أن نرى مهرجاناً يليق بتاريخ فتح المشرف وليس على هوى بعض من يريدون أن يثبتوا أن فتح وصلت إلى الهاوية من خلال دسائس أو ما يشوه بهجة المناسبة التاريخية
إن أهم ما يُفشل المتربصين بفتح وتاريخها المشرف هو أن ينصب الجهد على إنجاح المهرجان
وليس المهرجان بداية الدنيا ولا نهايتها ولكن النتيجة ستكون مؤشراً على نجاح الحركة بقيادتها وأعضائها وجمهورها ويثبتوا بأنهم يحبون فلسطين وأوفياء لدماء الشهداء
والأهم من كل ذلك نريد أن نرى حلولاً لمشاكل أبناء فتح ووضع الأسس التي تعيد لفتح دورها الوطني كما كانت وعلى أحسن وجه
والمسألة لا تحتاج لشرح وقد شرحنا ذلك في مقالات سابقة , والبوادر طيبة من خلال بعض ما خرج عن إجتماع المجلس الثوري من أمور إيجابية ( ونحن ننتظر المزيد )
بورك كل جهد يستنهض الحركة ويضعها على سكة السلامة وإعادتها كما كانت طاهرة نقية فاعلة
والله من وراء القصد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت