ولعل انتهاء الانقسام الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية هي الأمنية المكررة لكل عام ولكن تنقضي الأعوام وكأنها أيام أو ساعات ولا تغيير ولا تقدم فيما يتمناه شعبنا في هذا الملف الأسود من تاريخ شعبنا الفلسطيني ، ومن كثرة الانتكاسات التي أصابت شعبنا نتيجة صعود هذا الملف بين التفاؤل الشديد والإحباط الأشد أصبح هناك مناعة وحصانة لدى أبناء شعبنا من أي مفاجأة ، فإذا تحققت المصالحة لن يبالغوا في الاحتفالات لأنهم سيكونوا في شك مما يحدث على الأرض ، وإذا استمر الانقسام فلن يصابوا باليأس لأنه أصبح جزءا من تفكيرهم وواقع حياتهم مع عدم قدرتهم على الانسجام معه مهما حاول المستفيدون منه تصوير فضائله ، ومع كل هذا فإن الجميع يتمنى أن يكون العام القادم هو نهاية هذا الانقسام خاصة وأن العام الجديد يبدأ أيامه الأولى بنوع من الأريحية في العلاقة بين طرفي الانقسام حيث الزيارات المتبادلة والاتصالات المتواصلة والوعود ببدء تنفيذ ما تم التوافق حوله وأن الراعي المصري سيبدأ بتوجيه الدعوات للفصائل للاجتماع مرة أخرى ، بعد أن حقق كل طرف من طرفي الانقسام إنجازا خاصا به وستتحقق المصالحة تحت عنوان " لا غالب ولا مغلوب ولكل طرف لديه ما يقول والكل يشعر بالانتصار والمهزوم الوحيد في هذه المعادلة هو الطرف الإسرائيلي كما هو واضح في كل وسائل الإعلام الحزبية " .
الحصار المفروض على غزة لازال الغزيون يأملون أن ينتهي بشكل نهائي خلال العام الجديد خاصة وأن اتفاق التهدئة المعقود بين حركة حماس " ممثلة عن فصائل المقاومة في غزة " وبين الكيان الإسرائيلي ينص على ذلك والمفاوضات مستمرة برعاية الجانب المصري ، وهناك نوايا جادة من الطرفين للالتزام بتنفيذ كل طرف بما نصت عليه الاتفاقية ، وبدء تطور في حركة المعابر وزيادة في السماح بإدخال الكثير من المواد والسلع التي كانت ممنوعة في مرحلة ما قبل الحرب الأخيرة على غزة .
الوضع في الضفة الغربية تشوبه الكثير من الضبابية ولكن التوقعات أن يتحسن الوضع بعد الانتخابات الإسرائيلية والحديث عن جهود لإعادة المفاوضات السياسية مع الكيان الإسرائيلي ترتفع وتيرتها وقد تشهد تطورا في العلاقات مع الجانب الأردني تمهيدا للكونفدرالية المرتقبة وقد تكون بدون إعلان رسمي ولكن يتم تطبيقها بالتدريج الفعلي على الأرض على هيئة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وهكذا ، وهذا قد يساعد على استقرار الوضع في الضفة الغربية ويكون عامل مساعد ضاغط على ضبط السياسة الإسرائيلية على أساس أن ملامح الحل ستكون أوضح من ذي قبل .
الوضع الأمني هناك تخمينات وتوقعات بأن تشهد الأشهر القليلة القادمة موجة أخرى من التوتر بين الكيان الإسرائيلي وقطاع غزة بسبب الاستياء الشديد الذي أصاب المؤسسة العسكرية من نتائج الحرب الأخيرة على قطاع غزة وتوقعات أن تنتقم إسرائيل من قطاع غزة في حالة فشل تنفيذ بنود التهدئة واستمرار تهريب السلاح الى قطاع غزة والشكوك بأن قطاع غزة سيكون قاعدة متقدمة للجبهة الإيرانية في معادلة الصراع القائمة .
سيشهد العام الجديد تطور في العلاقات الفلسطينية " الغزية " المصرية بعد أن تستقر الأوضاع للرئيس محمد مرسي بعد أن نجح في إدارة شئون الدولة خارجيا وداخليا الى حد كبير وأزال الكثير من المخاوف الدولية من حكم الإخوان المسلمين والتزامه الى حد كبير بقواعد اللعبة السياسة الإقليمية والدولية .
لن يشهد العام الجديد الكثير من المفاجآت الغير متوقعة بحكم أن كل الملفات الموضوعة على مائدة التوقعات لم تعد خافية وكل السيناريوهات الممكنة يتوقعها الجميع ، ومهما كانت فلن تفاجئنا على كل الأحوال .
وكل عام وشعبنا وأمتنا بخير .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت