عشية المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني ( الحزب الشيوعي ) سابقا
الروح الكفاحية للشباب والوعي القومي والطبقي
الشباب الواعي المتسلح بالفكر التقدمي ،هم روح وعقل العصر والمستقبل ،هم الثروة البشرية الرئيسة للوطن ،المؤهلون لقيادة المجتمع ،القادرون على احداث التغيير ،والتعامل مع قضايا الواقع والإبداع بجرأة وحماسة ،الرديف الذي سيحل بدلا من اولئك القادة والرفاق المناضلين القدماء الذين دفعوا حياتهم دفاعا عن وطنهم وشعبهم ومبادئهم التقدمية ،ولم يبخل الاحتلال الاجنبي ،وعساكر ومشايخ النظم العربية الرجعية ،ودعاة الديمقراطية الزائفة ،إلا وتعاملت معهم بلغة السيف والتعذيب والاعتقال والنفي ،والتخوين والتكفير ،راح ضحيته المئات من رفاق حزبنا ،ولان الشباب هم الذخيرة الحية ،وصناع الحياة فان من واجب حزب الشعب الفلسطيني ( الحزب الشيوعي الفلسطيني ) سابقا ان يهتم ويرعى هذه الشريحة الهامة في المجتمع الفلسطيني ،ويفسح المجال لان تأخذ دورها في القيادة والفعل الوطني والاجتماعي والديمقراطي .
ان احد المبادئ الرئيسة لشبيبة حزبنا ،حب الوطن ( فلسطين ) التي ننتمي اليها وتنتمي الينا ،عشق الأرض التي نتجذر فيها وتتجذر فينا ،واحترام الشعب المعلم الأول والمعلم الأخير ،والانتماء الواعي للحزب ،والإيمان بمبادئ الانسانية ،والاشتراكية ،وأن يحرص عضو الشبيبة دائما على أن يكون طليعيا ومدافعا عن هذه المبادئ بين جمهور الشباب في الجامعات والمدارس الثانوية ،ويشارك بحماسة بالدفاع عن قضاياها ،ويحرص على تدعيم الصداقة مع زملائه في الجامعة والمدرسة والحارة ،وفي كافة أماكن تواجدها ،وأن يكون صادقا في القول والفعل .
كيف يتحول الشاب الى قائد وقدرة على التأثير ؟؟ ان يكون طليعيا ويمتاز بروح كفاحية عالية ،يشارك في كل المعارك الوطنية والطبقية ،تتجذر فيه روح التضحية والبطولة ،وبتجربته الحية يكتشف فيها الصالح من الطالح ،الغث من السمين،الصادق من الكاذب ،من يدافع عن الجماهير ومن يستغلها ،من يتاجر بالوطن ،ومن يستغل الدين لمصالحه الخاصة ،يدرك بوعيه مفاهيم الصراع القومي والطبقي ،وتتحسن لديه طرق التفاعل مع الجماهير ،وجذبها للنضال الوطني والطبقي ،ولتحقيق هذه الصفات عليه دراسة تاريخ فلسطين وجغرافيتها ،وبدونه لا يمكن ان يكون قائدا،وان يتعرف على تاريخ حزبه وبرنامجه السياسي ونظامه الداخلي ،وعلى مناضليه وأبطاله شهدائه ومعتقليه ،ويستفيد من تجارب الحركة الثورية والشيوعية في العالم .
حزبنا بحاجه الى شباب مثقف وواعي ،لديه القدرة على التواصل مع كنوز الفكر والمعرفة وكل منجزات العلم ،متسلحا بالمنهج المادي الجدلي كأداة لتحليل الواقع والمجتمع ،يدرك قوانين التطور في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشري ،ويستند الى الفكر الماركسي والاشتراكي ،وكل ما هو تقدمي وإنساني في التراث الفكري العربي والعالمي ،يفهم ما يقرأ ،يربط النظرية الثورية بالنشاط والممارسة ،فلا نظرية ثورية دون تطبيق ثوري . تعتبر الحلقات الدراسية الجماعية أحد اساليب رفع مستوى الوعي لدى شبيبة الحزب ،مع توفير المناخ لأساليب الحوار والمناقشة لأية قضية ،وحتى تتعمق الاستفادة منها يتطلب من الشباب تحضير المادة في البيت ،وكتابة الملاحظات للنقاش في الاجتماع ،ويعبر فيها الشاب عن رأيه الحقيقي ،ولا يخشى ما يقوله او يفكر به ،وهذه الطريقة في المعرفة لا تغني عن الدراسة الذاتية التي تفتح الآفاق للسباحة في عالم العوالم والفكر والتراث والفن وكافة اشكال الابداع ،والمثقف الذي يمتلك الاداة والرؤية فانه يستطيع التعامل والتواصل بشكل جيد مع جموع الطلاب والجماهير ،بشكل واضح ومباشر ،ولا يتباهى بالثقافة امامها ،بل يتعلم منها ويعلمها .
ان الشبيبة تتأثر بما يدور من حولها ،ولديها طموحا داخليا للتعلم ،وقدرة على التضحية بالنفس ،وتتلهف لمعرفة هذا العالم ،تكتشف ذاتها وقيمتها ،وتسعى لاكتشاف عالمها المعاصر عبر المعرفة والتعلم من الاخرين ،ولان شبيبة الحزب مخلصة لوطنها ولشعبها ولأرضها ولتراثها الديمقراطي والتقدمي ،فان على حزبنا ان يعزز الصفات الثورية لديها ،ويسهر على رعايتها وتفعيلها ،ويعمل على توفير كل الامكانات المعنوية والمادية ،لرفع مستوى وعيها النظري والعملي لخلق قاعدة كفاحية وثورية حزبية ،بإعداد دورات كادر لها في كافة المجالات لتؤهلها لأخذ دورها في الدفاع عن الوطن والأرض والشعب وزجها في المعارك الكفاحية لتكتسب الخبرة ،بمواصلة التصدي للاحتلال ولقطعان المستوطنين ،وتعزيز المقاومة الشعبية كشكل جماهيري على طريق الانتفاضة المسلحة لتحقيق اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة.
ولان حزبنا يستلهم في ممارسته النظرية والعملية للتراث الفكري الماركسي والاشتراكي ،فان دراسة الماركسية واجبا لكل عضو ،وضرورة فهمها واستيعابها واستخدامها في معالجة كافة القضايا وسائر المسائل التي تواجه المجتمع الفلسطيني ،وعلى الشباب التغلب على العقبات وتذليلها الواحدة بعد الاخرى ،وان يحتفظوا بهمة عالية على الرغم من العراقيل والتهميش التي تعترض طريق الشباب للتطور ،وخصوصا من الاحتلال الاسرائيلي العدو القومي لشعبنا الذي يقف عثرة أمام تحقيق اهدافنا في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمته القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194 مسنودا بالدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الامريكية والنظام الرأسمالي العالمي ،وهنا لا بد من الاشارة بكل وضوح انه مهما اختلفنا مع القوى السياسية الاخرى فلا يمكن وضعها في خانة العدو ،ويمكن حل كافة الاشكالات بين كافة القوى الوطنية والإسلامية بالحوار ،والاتفاق على استراتيجية سياسية وكفاحية وببرنامج الحد الادنى تلتزم به كل القوى،كما ان من الضروري ان يدرك رفاق شبيبة حزب الشعب ان العمل الحزبي هو عمل طوعي ،وهو يعني التفاني من أجل القضية الوطنية والاشتراكية التي تعني انهاء استغلال الانسان لأخيه الانسان.
ان مجمل الصفات الانسانية الواجب ان يتسلح بها أعضاء الشبيبة التفاني والدفاع عن الوطن والشعب ،والوقوف الى صف الجماهير الكادحة والفقراء والمهمشين ،والدفاع عن مصالحها ضد كل محاولات استغلالها ،والتأكيد على حب العمل ،فإذا عاش المرء وأكل بدون ان يعمل كأنه يعيش على حساب عمل غيره ،وان يكون شجاعا لان الشجاعة تعكس الانسان الحقيقي ،وان يكون منضبطا في سلوكه وفي علاقاته بالآخرين ،يلتزم ببرنامج الحزب السياسي وبنظامه الداخلي . وعلى قيادة حزب الشعب الفلسطيني ( الحزب الشيوعي ) سابقا ان تحصن الشباب بالتشجيع على المعرفة والعلم عبر الاطلاع والدارسة وإعمال لغة العقل والاستفادة من تجارب كبار قادة الحزب والحركة الوطنية الفلسطينية وتعزيز الانتماء للوطن والشعب والقضية ،وبتشجيع العمل الجماعي والانخراط في كافة النشاطات الفكرية والإبداعية والأدبية والفنية كالمسرح والدبكة والشعر والأدب والموسيقى والرياضة وكافة الانشطة بما فيها فرق الكشافة والجوالة والرحلات والتعلم عبر الانترنيت واستخداماته المفيدة ،ومعرفة ممارسات الاحتلال الاسرائيلية وأجهزته المختلفة وتحصين شبابنا من الوقوع في شرك الاحتلال ومحاولات الاسقاط .
طلعت الصفدي غزة – فلسطين
السبت 29/12/2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت