القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
قال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، اليكس فيشمان، ان الهدوء الذي يخيم بين اسرائيل وحركة حماس على جبهة غزة، بدأ يتهاوى بشكل تدريجي، في ظل معطيات جديدة تحصل على الارض بين الجانبين.
واضاف، انه لا يوجد في اسرائيل من لديه الزمن والرغبة لمعرفة ما يحدث هناك، بمعنى انه ليس لدى وزير الجيش ايهود باراك، الذي سيكون خارج اللعبة السياسية بعد الانتخابات، القوة سياسية اللازمة كي يفرض السياسة التي ينبغي انتهاجها لمواجهة الوضع.
وبحسب المحلل فيشمان، فان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منهمك اليوم بمسألة الانتخابات وآخر ما يحتاج اليه هو التوصل الى ترتيبات مع حماس، او وهم التفاهمات مع الحركة، ولذلك فقد اصدر توجيهاته للفريق الاسرائيل الذي يتفاوض مع وفد من حماس في القاهرة، بوساطة مصرية، طالبا منه اعتماد اسلوب المماطلة وعدم التوصل الى أي اتفاق لحين الانتهاء من الانتخابات.
واشار فيشمان الى ما يمكن قوله في هذه الاثناء هو انه يتم حشد الطاقات الامكانيات على الارض تحسبا لجولة المواجهة القادمة بين الجانبين، التي تبدو شبه اكيدة في ظل ما يجري ضمن منطقة الشريط الحدودي الذي يمتد على طول جدار الحدود مع غزة، ويعتبر منطقة امنية من وجهة النظر الاسرائيلية.
واضاف المحلل فيشمان، انه منذ وقف اطلاق النار في 21 تشرين الثاني الماضي، عادت اسرائيل وحماس الى التصرف وكأنه لم تكن هناك عملية "عمود السحاب" حيث ما تزال اسرائيل تقوم بتسيير دوريات عسكرية على حدود قطاع غزة، والبحث عن شحنات ناسفة وأنفاق والقيام بتفجيرها، وفي المقابل يواصل الفلسطينيون محاولاتهم لدخول المنطقة الامنية الخاصة، حيث قامت قوات عسكرية اسرائيلية باطلاق النار ثلاث مرات على الأقل على مواطنين فلسطينيين دخلوا الى المنطقة، وجُرح سبعة منهم على الأقل.
واشار المحلل الاسرائيلي الى ان حماس التي تمنع المظاهرات قرب الجدار، لا تعمل على معالجة مسألة دخول الأفراد الى المنطقة الامنية، ما يعني ان كل طرف يتصرف بما يخدم دعايته الذاتية، ويبدو ان كل طرف اقنع جمهوره بأن انتصاره في عملية "عمود السحاب" كان مطلقا، بحيث ترى حماس ان انتصارها يتمثل بتوسيع منطقة الصيد في البحر، والحصول على مساحة 40 كم من الارض على طول الجدار الحدودي.
وقال فيشمان، انه في الايام الاولى التي تلت العملية، لم يكن لاسرائيل وحماس مصلحة في تخريب الهدوء، على اعتبار ان العودة فورا الى اطلاق النار، كانت ستكشف عن خدعة لدى عند الطرفين، فحواها ان انجازاتهما كانت محدودة جدا.
ورأى فيشمان انه في حين تحاول اسرائيل الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة الامنية الخاصة، فقد حاولت حماس الحفاظ على الوضع الراهن المتعلق بالتسلح الاستراتيجي والتهريب الذي تعتبره اسرائيل الانجاز المركزي لـعملية "عمود السحاب" من حيث قدرتها على تعطيل عمليات تهريب الاسلحة. ولكن تبين منذ الايام الاولى التي تلت العملية ان حماس ومنظمات فلسطينية اخرى عادت الى انتاج وتطوير صواريخ بعيدة المدى، واكثر من ذلك قامت باطلاق صاروخ نحو اسرائيل، الامر الذي تُرجم في اسرائيل بانه تعبير عن عدم رضا حماس عن النشاط الاسرائيلي على حدود القطاع.
واعتبر المحلل ان اسرائيل وحماس تصرفتا مثل دولتين يدور بينهما صراع. بمعنى انه حين واصلت حماس نقض الاتفاقات، تقدمت اسرائيل بشكوى رسمية لمصر، وقام المصريون بابلاغ حماس أن هذا يناقض التفاهمات التي تم التوصل اليها، وفي المقابل اشتكت حماس للمصريين من عمليات اطلاق النار الاسرائيلية على طول المنطقة الامنية، وكأن هناك ما يشبه نظاما لوقف اطلاق النار، لكن سرعان ما انتهى الاحتفال، وعادت الامور الى سابق عهدها، وتوقف المصريون عن التنبيه.
وتساءل المحلل فيشمان قائلا: عن أي هدوء يتحدثون، ومن يخدعون..؟ واضاف" لقد تم الاتفاق على هذه الخطوات مع المصريين بعد عملية "عمود السحاب" بوقت قصير، حيث تعمل اسرائيل على تطبيقها لكسب الوقت ولأغراض ساسية داخلية، كي لا يطرح الجمهور الاسرائيلي الاسئلة قبل الانتخابات، وكي تلتزم حماس بالهدوء على امل الحصول على بعض التسهيلات لقاء التزامها بوقف اطلاق النار والمحافظة عليه.